مجلة المحيط الفلاحي

كوب 23..الزخم الذي أطلقته شراكة مراكش يجعل التغيير المنشود ممكنا الان

أكد المتدخلون في لقاء رفيع المستوى نظم اليوم الاثنين في بون في إطار مؤتمر كوب 23 (6-17 نونبر)، أن الزخم الذي أطلقته “شراكة مراكش للعمل المناخي العالمي”، يتيح إحداث التغيير المنشود في الوقت الراهن من أجل تنفيذ اتفاق باريس.
وتروم هذه الشراكة التي تم إطلاقها في مؤتمر كوب 22 بمراكش تسريع العمل المناخي ما قبل 2020 من خلال التئام الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين المنخرطين في العمل المناخي في اطار نفس المنصة بهدف تقاسم النجاح والدروس والممارسات الفضلى.
وأكد السيد صلاح الدين مزوار،رئيس كوب 22 المنتهية ولايته، في هذا اللقاء الذي تمحور حول موضوع “عمل المناخ العالمي” أن الحماس الذي يحذو مختلف الفاعلين في مجال المناخ والانجازات المسجلة على أرض الواقع لحد الان ، تجعل التغيير المنشود ممكنا الان وليس بحلول 2050.
وأعرب عن قناعته بقدرة الانسان على الخلق والابداع، مذكرا بأن البشرية واجهت مشاكل في العصر الصناعي ولم تكن تتوفر على الوسائل العلمية والتكنولوجيا المتاحة في الوقت الراهن وهي شبيهة بالاشكاليات المطروحة حاليا بسبب التغيرات المناخية التي أضحت تشكل تهديدا للانسان في جميع مناحي حياته لكن الفرق، بحسب السيد مزوار، يكمن في أن رفع هذا التحدي يتطلب تحركا مستعجلا وتغييرا سريعا من قبل جميع الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين وعلى جميع المستويات.
وأشار الى أنه سيتم تقديم “كتاب السنة” (يير بوك) الاربعاء المقبل للامين العام للامم المتحدة ، والذي يتضمن تقييما للعمل الذي تم انجازه على الميدان من قبل مختلف الفاعلين، واصفا الحصيلة بأنها “رائعة” مما يمنح القوة للمضي قدما في العمل من اجل المناخ، على حد قوله.
وأضاف السيد مزوار أن الرسالة التي يجب تمريرها بعد كوب 23 يجب ان تكون رسالة ايجابية ، مضيفا “علينا مواصلة الالتزام والتفاؤل بالرغم من العراقيل النفسية”.
وأكد أيضا على أهمية التقاسم والتضامن بين البلدان، مشيرا الى أن دول الجنوب تقوم بعمل مدهش من أجل مواجهة انعكاسات التغيرات المناخية.
من جانبه ، أبرز الوزير الفيجي انيا سيرويراتو ، بطل المناخ والذي تتولى بلاده رئاسة مؤتمر كوب 23، دور شراكة مراكش في تسريع العمل لرفع تحديات التغيرات المناخية، مضيفا ” لنسير معا، أبعد و أسرع”.
وأضاف أن بلده الجزري يعد من بين البلدان الاكثر عرضة لانعكاسات التغيرات المناخية وبالتالي فهي تعتبر المتحدثة باسم البلدان الاكثر هشاشة لاسماع صوتها خلال هذا التجمع العالمي، مشيرا الى ان هناك حاجة ماسة الى مبادرات ملموسة والى تعزيز تدابير الصمود في إطار شراكة مراكش.
وأكد الوزير الفيجي على ضرورة ايلاء اهمية قصوى لاجراءات التكيف مع التغيرات المناخية وتقليص انبعاثات غازات الدفيئة وتقوية القدرات، مضيفا أن شراكة مراكش سبق أن قدمت حلولا مبتكرة.
ولفت الى أن مؤتمرالمناخ ينعقد في سياق يتسم بحدوث كوارث طبيعية شديدة القوة من فيضانات واعاصير وجفاف وفي ظل مؤشرات مقلقة لتقرير للمنظمة العالمية للارصاد الجوية يشير الى أنه من المتوقع أن يكون 2017 العام الأكثر حرا بين الأعوام التي لم تشهد ظاهرة النينيو فضلا عن اشارة برنامج الأمم المتحدة للبيئة في إحصائه السنوي حول خفض الانبعاثات الى أن متوسط الزيادة المحتملة في درجة حرارة الأرض سيكون ما بين 3 و 3.2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
من جانبه، قال السيد جيري براون، حاكم ولاية كاليفورنيا الامريكية وعضو “شبكة ريادة العمل من اجل المناخ” أن أجواء الحماس التي تطبع أشغال مؤتمر كوب 23 ، “رائعة وما احوجنا اليها” لمواجهة مختلف العراقيل التي تقف ـمام رفع تحدي التغيرات المناخية.
وفي رأيه، فان الانسانية تعيش الان عصر الكاربون مما يستوجب على الحكومات التحرك من أجل تغيير الوضع.
واستعرض مختلف المبادرات التي تقوم بها ولاية كاليفورنيا لاسيما على مستوى النجاعة الطاقية وخفض انبعاثات الكاربون.
وبالنسبة لبيرتراند بيكارد ، مؤسس “امبالس سولار”، فان طائرة تعمل بالطاقة الشمسية كانت بالنسبة له بمثابة الخيال العلمي، مؤكدا أن مجال النجاعة الطاقية يحتاج الى الريادة والابتكار.
ودعا الى إحداث اطار قانوني يمكن من ولوج الابتكار الى السوق، مشيرا في هذا الصدد الى إرساء تحالف عالمي يقترح ربط الاتصال بين المبدعين والمستثمرين وإبراز الاشخاص الذين يحدثون فرقا من أجل التغيير، موضحا ان الامر يتعلق بتحالف يقترح الحلول على صناع القرار عوض الحديث فقط عن المشاكل.

المحيط الفلاحي: و.م.ع

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.