مجلة المحيط الفلاحي

الكولزا ونوار الشمس: زراعات داعمة لفلاحة مستدامة في المغرب

 

أفاد برنامج “مغرب أولياجينوه” Maghreb oléagineux، الذي أطلقته المجموعة المهنية الفرنسية المتخصصة في الزيوت والبروتينات النباتية Terres Univia بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي، أن الكولزا ونوار الشمس يعدان من الزراعات الداعمة لفلاحة مستدامة في المغرب.

وأكد“مغرب أولياجينوه” Maghreb oléagineux، في بلاغ له، أن “تطوير الزراعات الزيتية يعتبر رهانا ذا أولوية بالنسبة للمغرب. حيث تمكن زراعة نوار الشمس الكولزا ليس فقط من إنتاج الزيوت النباتية الموجهة للاستهلاك البشري، لكن أيضا من إنتاج الكعك (عجين مستخلص من هذه الزيوت)، وهو منتج فرعي يستخدم في تغذية المواشي”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن زراعة البذور الزيتية، مثل الكولزا ونوار الشمس، لا تستجيب لاحتياجات الاكتفاء الغذائي للبلاد فقط، بل تقدم أيضا حلولا مستقبلية في مواجهة التحديات المتعلقة بالحفاظ على التوازنات البيئية.

وتندرج مبادرة Maghreb oléagineux، التي أطلقتها Terres Univia سنة 2019 بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي، بشكل كامل، في إطار الطموح للوصول إلى فلاحة عالية الأداء وصديقة للبيئة، هدفها زيادة الإنتاج الوطني من الكولزا ونوار الشمس، مع الإسهام في تطوير قدرات مزارعي هذه السلسلة، وذلك من خلال دورات تكوينية متخصصة.

الزراعات الزيتية : سلسلة داعمة لتقوية السيادة الاقتصادية للمغرب

يعتبر المغرب من بين أول 10 مستوردين للزيوت النباتية في العالم. وفي موسم 2020-2021، تم استهلاك 77.000 طن من زيوت الكولزا ونوار الشمس، و460.000 ألف طن من كعك الكولزا ونوار الشمس في المغرب.

وخلال 10 سنوات، ارتفع استهلاك الزيوت النباتية والكعك المستعمل في علف المواشي بـ 26% و38% على التوالي. وكل هذا يشكل عبئا على اقتصاد المملكة الذي يتأثر بشكل كبير بتقلبات أسواق المواد الغذائية العالمية، بالإضافة إلى أن الإنتاج المحلي لا يغطي سوى 2% من الاحتياجات.

لذلك فإن مسألة إنتاج البذور الزيتية في المغرب تعتبر تحديا كبيرا، وحلا ملموسا لتقلبات الأسواق العالمية. ولهذا، فإن تطوير السلاسل الوطنية للكولزا ونوار الشمس سيمكن من تخفيف الاعتماد على استيراد الزيوت والبروتينات النباتية، وتحسين وضعية الميزان التجاري ودعم النشاط الاقتصادي، خاصة في المناطق القروية.

زراعات الكولزا ونوار الشمس من أجل فلاحة مربحة وأكثر استدامة :

تساهم زراعات الكولزا ونوار الشمس في تجويد وتقوية أداء واستدامة الأراضي الزراعية. فالمناوبة بين زراعة البذور الزيتية وزراعة الحبوب تمكن من تدبير أفضل للأعشاب الضارة والقوارض والأمراض.

وتمكن هذه الزراعات أيضا من تقليل استعمال مواد وقاية النباتات وتحسين أداء الزراعات. وعلى سبيل المثال فإن منتوج قطعة زراعية من القمح بعد زراعة الكولزا يكون أعلى بـ 20% في المتوسط من زراعة القمح بعد القمح.

تلقين الممارسات الفضلى لمزارعي نوار الشمس والكولزا .. مفتاح النجاح لزراعة أكثر كفاءة :

يندرج برنامج “مغرب أولياجينوه” Maghreb Oléagineux في إطار استراتيجية المغرب الفلاحية إذ يراهن على تكوين وتحسيس المنتجين حول موضوع بذور نوار الشمس و الكولزا الأوروبية ومزاياها.

فمنذ سنة 2019 تم تكوين 130 مستشارا و103 مقدمي خدمات، وتنظيم 121 يوما ميدانيا Field Days لفائدة أكثر من 3.400 مزارعا. وخلال 3 سنوات، مكنت 18 منصة عرض من تقديم 29 صنفا أوروبيا (14 من نوار الشمس و 15 من الكولزا وإمكانية ملائمتها مع مختلف أحواض الإنتاج في المغرب.

التوقعات – في أفق 2030…

لقد مكن مخطط المغرب الأخضر الذي تم إطلاقه سنة 2008 من تحقيق ازدهار حقيقي لزراعة البذور الزيتية في المغرب. كما أن الاستراتيجية الفلاحية الجديدة للمملكة، تحت مسمى “الجيل الأخضر”، تؤكد على أهمية تطوير سلسلة الزراعات الزيتية المغربية.

وتطمح هذه الاستراتيجية إلى بلوغ 80.000 هكتار من الكولزا (30.000 هكتار) ونوار الشمس (50.000 هكتار) في أفق 2030. وهو ما سيمكن من تغطية 15% من احتياجات السوق الوطنية، وخلق أكثر من 170.000 منصب شغل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.