مجلة المحيط الفلاحي

السياحة القروية بين الواقع و اكراهات التنمية (بحيرة الكنزرة نموذج)

مع كل موسم السياحي و هروبا من ضغط الحياة اليومية و ازدحام المدن يستعد سكان المجال الحضري للخروج باحثين عن متنفس للاستمتاع بالعطلة حبذا لو كانت الوجهة مكانا هادئا ينعم بطبيعة خلابة و هواء صاف لتجديد الطاقة و تنظيف الرئتين, يعتبر المجال القروي من أهم الوجهات السياحية لسكان المدن لما تتيحه من ميزات طبيعية و مؤهلات جغرافية بخلاف الوجهات الأخرى التي استوفت حقها و أصبحت من المواقع المعروفة.

مدركين أن السياحة القروية أحد أهم القطاعات التي أصيبت بشلل تام مع انتشار فيروس كورونا “كوفيد- 19″، بداية العام الماضي لكنه ليس السبب الوحيد الذي جعل من هذه الوجهات مناطق معزولة رغم موقعها بالقرب من المدن باعتباري من أبناء البادية ذو أصول امازيغية قمت بزيارة كالعادة و في كل سنة لبحيرة القنصرة نواحي اقليم الخميسات مسقط رأسي حيث استغرقت الجولة في هده المنطقة ربع ساعة فقط رغم توفرها على طبيعة مغرية و مناظر جذابة لكني لم استطيع الاستمتاع و أنا أرى أطفال على طول الطريق المؤدية إلى البحيرة يلوحون بأيديهم لطلب المساعدة المادية و حين وصولي بعد تنفس الصعداء من طريق كارثية (الصورة)..

يصعب فيها التنقل ﺑﺴﺐ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺼﻴﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﻣﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭ انعدام علامات التشوير ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻬﺎ, وقفت أمام البحيرة الممتلئة جنباتها بالأزبال لأرى مراكب سياحية معدودة لا تستوفي شروط الأمان وعندما سألت أحد قدماء المنطقة رجل عجوز و هو يدعوني مبتسما للركوب معه, عن سبب وجود مثل هده القوارب رغم أنها تشكل خطرا خاصة و أنها تستعمل كذلك لنقل سكان الدوار الى الضفة الأخرى تقريبا بشكل يومي بالإضافة أنها تتطلب جهد كبير للإبحار لأنها ليست عصرية تشتغل بالبنزين هل قدمتم ملف الدعم للمبادرة الوطنية لاقتناء مراكب عصرية فأجابني و ملامح اليأس تبدو بين تجاعيد وجهه بأن المسؤولين لا يبدون اهتماما بهدا الموروث الطبيعي.

 

حينها خجلت من سؤالي لأني لن أغير شيئا بالحديث معه بل فقط محوت الابتسامة من وجهه في لحظة كان يستعد للانطلاق بمركبه البسيط لجني بعض الدراهم, ركبت سيارتي و في طريق الرجوع طرحت العديد من التساؤلات بذهني منها هل يتم فعلا دمج السياحة القروية ضمن أولويات برامج العمل الجماعي و هل يتم فعلا إعدادها وفق منهج تشاركي مع احترام مقاربة النوع و أين تبخرت المخططات التنموية…كلها أسئلة لم أجد لها إجابة و لم أجد وسيلة للمساعدة سوى الدعاء لهم بالفرج و كتابة بعض السطور لعلها تلقى اهتمام الفاعلين…

المحيط الفلاحي:رياض وحتيتا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.