مجلة المحيط الفلاحي

اختتام النسخة الثانية من الملتقى المغاربي للنهوض بمنظومة النباتات الزيتية

شكلت النسخة الثانية من الملتقى المغاربي للنهوض بمنظومة النباتات الزيتية، التي انعقدت يومي 05 و06 مارس الجاري بالرباط، خطوة مهمة نحو فلاحة مستدامة وقادرة على التكيف مع التغيرات.

وعرف هذا الملتقى، الذي نظم بشكل مشترك بين الفيدرالية البيمهنية للنباتات الزيتية (FOLEA) والجمعية الدولية لتنمية قطاع الزيوت والبروتينات النباتية الفرنسية (Agropol)، ” نجاحا باهرا ” حيث شكل منصة استثنائية لمناقشة التحديات والفرص المتصلة بإنتاج النباتات الزيتية في ظل التغير المناخي.

ونقل بلاغ للمنظمين عن رئيس الفيدرالية البيمهنية للنباتات الزيتية، محمد الباركة، تأكيده على الأهمية الكبرى لهذه الاجتماعات، مبرزا أن “الملتقى المغاربي للنهوض بمنظومة النباتات الزيتية يمثل أكثر من مجرد حدث، بل منصة أساسية حيث يمكن من خلالها الفاعلين في قطاعات النباتات الزيتية من تبادل خبراتهم وتجاربهم وبناء تحالفات استراتيجية وتعاونات مبتكرة”.

وأضاف أنه “من خلال العمل جنبا إلى جنب، يمكننا خلق مستقبل أكثر مرونة واستدامة لقطاعنا من خلال التصدي للتحديات المعقدة التي يعرفها التغير المناخي والأمن الغذائي، ونتطلع إلى إطلاق مبادرات إبداعية من أجل تعزيز السيادة الغذائية والتنمية المستدامة للفلاحة في المغرب العربي “.

من جهته، جدد رئيس الجمعية الدولية لتنمية قطاع الزيوت والبروتينات النباتية الفرنسية، أوغستين ديفيد، التذكير بالتقدم الذي حققه الملتقى المغاربي للنهوض بمنظومة النباتات الزيتية منذ نسخته الأولى في تونس العاصمة سنة 2022.

وأوضح أن المنظمين “فخورون بالمشاركة في النسخة الثانية من الملتقى الذي تم خلاله تسليط الضوء على الدور الحاسم للنباتات الزيتية التي تشهد تطورا ملحوظا نحو فلاحة أكثر مرونة وصديقة للبيئة”.

وأشار إلى أن “المغرب والجزائر وتونس شهدت موجات جفاف نادرة مما أدى إلى زعزعة استقرار الإنتاج وهيكلة الجهود ، وفي فرنسا، هناك حقيقة مفادها أن العائدات راكدة، في حين أنها لا تنخفض، ويدعونا ذلك إلى مراقبة ما يحدث في الجنوب عن كثب. ومن الواضح أن قطاعات النباتات الزيتية لدينا لم تنج. ولكن من خلال كونها ركيزة لاستدامة المحاصيل الكبيرة واستقلالية البروتين في مزارع الماشية، فهي أيضًا جزء من الحلول. سنحتاج إلى وقت للابتكار والتكيف وتنظيم أنفسنا. المناخ لا ينتظر وليس له حدود أيضًا، وهذا ما يجب أن يدفعنا إلى تعزيز تواصل وتجميع مواردنا”.

وعرف برنامج الملتقى المغاربي للنهوض بمنظومة النباتات الزيتية جلسات نقاش غنية تم خلالها مشاركة العديد من المعلومات القيمة، فضلا عن تقديم مجموعة متنوعة من ورشات العمل والموائد المستديرة أشرف عليها خبراء ذوي سمعة عالمية في القطاع.

كما تم تنظيم ورشات عمل ومناقشة حول موضوعين رئيسيين يتعلق الأول بالأدوات التي تعزز قوة أنظمة إنتاج النباتات الزيتية في مواجهة التغير المناخي، والثاني حول “كيف يعمل الفلاحون والصناعيون ومربي الماشية في السلسلة لمواجهة بيئة غير مؤكدة”.

وأضاف المصدر ذاته أن الحدث عرف تنظيم مائدة مستديرة سلطت الضوء على دور قطاعات النباتية الزيتية وقدرتها على مواجهة تغير المناخ وقضايا السيادة الغذائية في المغرب العربي، عن طريق معالجة تطور السياسات العامة ومعايير التمويل في القطاع الزراعي، بمشاركة إبراهيم العروي، من لوسيور كريسطال، وياسمين صغيرات، من المركز الدولي للدراسات الزراعية المتوسطية مركز متقدم (CIHEAM) ، ومصطفى شهار، من مجموعة القرض الفلاحي المغربي، وأوغستين ديفيد، فلاح ورئيس الجمعية الدولية لتنمية قطاع الزيوت والبروتينات النباتية الفرنسية.

وفي كلمة ختامية، أكد الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد رضوان عراش، على أهمية تعزيز الروابط بين الفاعلين في قطاعات البذور الزيتية في المغرب وتونس والجزائر وفرنسا وتمهيد الطريق لخلق تعاونات جديدة ومبادرات مشتركة لمواجهة تحديات المستقبل.

وأشار البلاغ إلى أن الملتقى المغاربي للنهوض بمنظومة النباتات الزيتية لسنة 2024 حدد أهداف مشتركة منها على الخصوص ضمان توافر أصناف البذور المكيفة مع الظروف الفلاحية – الاجتماعية – الاقتصادية والواقع المناخي، وتعزيز تقديم المشورة والخدمات المحلية للمزارع الصغيرة والمتوسطة لتمكينها من تبني زراعة نباتات الزيتية وتنمية مناطقها.

بالإضافة إلى تعزيز تنظيم الجهات الفاعلة لتشجيع التبادل بين الروابط في هذا القطاع، و الحد من مخاطر تقلبات الأسعار الدولية في السوق المحلية من خلال أنظمة تنظيم الأسعار، وتعزيز مبادرات التعاون بين بلدان المغرب وتونس والجزائر وفرنسا، ولا سيما من أجل إنشاء مستودعات تقنية مشتركة.

يشار إلى أن الفيدرالية البيمهنية للنباتات الزيتية (FOLEA) تلتزم بشكل راسخ بتعزيز التنمية المستدامة والقدرة التنافسية لقطاعات النباتات الزيتية عن طريق تعزيز التعاون الوثيق بين مختلف الجهات الفاعلة في هذا القطاع.

وتضطلع الفيدرالية، بوصفها منظمة رئيسية، بدور رئيسي في تعزيز قطاع النباتات الزيتية في المغرب، سواء في الإنتاج أو في التجهيز، ويتمثل هدفها الأساسي في تعزيز السيادة الغذائية للمملكة من خلال تعزيز الإنتاج المحلي القوي والمستدام، مع تشجيع الابتكار والاستدامة في هذا القطاع.

أما الجمعية الدولية لتنمية قطاع الزيوت والبروتينات النباتية الفرنسية (Agropol) فتتمثل مهامها في دعم هيكلة وتطوير قطاعي الزيوت والبروتين المستدامين على الصعيد الدولي، والإسهام في انعكاسات القطاع الفرنسي على القضايا الدولية، وتعزيز المخطط المهني المشترك والشراكات بين الجهات الفاعلة الفرنسية والمحلية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.