مجلة المحيط الفلاحي

المغرب يبذل مجهودات هامة من أجل تحقيق تنمية شاملة تنسجم مع أهداف الألفية للتنمية (عزيز أخنوش).

الرباط : أكد السيد عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، اليوم الجمعة بالرباط، على أن المغرب يبذل مجهودات هامة من أجل تحقيق تنمية شاملة تنسجم مع أهداف الألفية للتنمية.

وأبرز السيد أخنوش، في كلمة تلاها بالنيابة عنه السيد امحند العنصر وزير الدولة، بمناسبة انطلاق تخليد اليوم العالمي للأغذية تحت شعار “معا لمكافحة الجوع”، أنه من خلال تأمل البرامج والأوراش التي أطلقتها المملكة، يتبين أن المغرب عمل على إدماج الأهداف التي تتوخى تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لمخلتف سكان العالم، في السياسات العمومية للمغرب، وكذا من خلال الإجراءات والبرامج والمشاريع المبرمجة.
وأشار الوزير، في هذا الصدد، إلى قطاع الفلاحة الذي يعتبر من القطاعات المهمة التي عرفت تحقيق نتائج إيجابية من خلال تفعيل مضامين “مخطط المغرب الأخضرعلى أرض الواقع، مؤكدا أن حماية الثروات البحرية تحتل صدارة أولويات الاستراتيجية الجديدة للصيد البحري “أليوتيس“.
واعتبر أن من بين الأولويات الوطنية، الاهتمام بالبيئة رغبة في الوصول إلى بيئة سليمة من خلال السيطرة على انبعاث الغازات والاهتمام بالتنوع الحيوي، والحفاظ على المحميات بأنواعها، ومكافحة التصحر والتلوث الهوائي والمائي وانجراف التربة.
وقال إنه من خلال الاستغلال الأمثل للتكنولوجيات الجديدة والنظيفة، فقد أطلق المغرب مخططا رائدا للطاقة الشمسية وبرنامجا مندمجا لإنتاج الطاقة الريحية.
وأكد أنه بحكم مكانته ودوره الرائد، فإن المغرب لم يدخر جهدا في تطوير مفهوم التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف وخاصة التعاون جنوب – جنوب لفائدة مجموعة من الدول النامية وبالأخص الإفريقية منها التي استفادت من الخبرة المغربية في عدة مجالات التي تهدف إلى تحسين مستوى عيش السكان.
واعتبر الوزير، من جانب آخر، أن هناك وعي بما تعرفه الوضعية الغذائية على المستوى العالمي من تفاقم ناتج بالأساس عن ظواهر الجوع والفقر وسوء التغذية الناجمة عن التحولات المناخية والظواهر التي تعرفها بعض المناطق في مختلف جهات المعمور والمتجلية في الجفاف والتصحر والكوارث الطبيعية والنزاعات والتي تخلف أعدادا هائلة من الضحايا.
من جهته، أكد السيد جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، أن اختيار شعار احتفال السنة الجارية باليوم العالمي للأغذية يأتي للاعتراف بالمجهوذات التي يبذلها الجميع على كل المستويات في محاربة الجوع في العالم، والدعوة إلى ” الوحدة أكثر من أجل العمل أكثر” . واعتبر ضيوف، في الكلمة التي تلاها ممثل المنظمة بالمغرب السيد أندري هوبين، أن “جسامة هذه الأزمة الصامتة المتمثلة في الجوع، نتاج العشرية المتهاونة اتجاه الفلاحة والتقليص من الاستثمارات في هذا القطاع “.
وأكد أن شعار “معا لمكافحة الجوع” يبرز ضرورة القيام بثورة خضراء جديدة من خلال التأكيد على أن الرفع من الإنتاج الغذائي والهدف المرتبط به في ضمان الولوج إلى التغذية الكافية لكل فرد، يعتبر مسؤولة الجميع.
واغتنم ممثل المنظمة بالمغرب هذه المناسبة من أجل التأكيد أنه من خلال الشراكة بين الحكومات ومؤسسات البحث والجامعات والمؤسسات المالية والمنظمات الفلاحية والأمم المتحدة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، يمكن من رفع التحدي الذي يفرضه الأمن الغذائي.
وقال إن المغرب واصل إعطاء أولوية للتنمية الفلاحة ولنتائجها، وتعبئة الموارد المائية وتفعيل مخطط المغرب الأخضر، والاستراتيجية الوطنية لقطاع الماء ومخطط “أليوتيس“.
وأشار إلى أنه على غرار العديد من الشركاء التنمويين، فإن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة تدعم “مخطط المغرب الأخضر” وعلى الخصوص دعامته الثانية، وكذا مخطط “أليوتيس” خاصة في مجال تحديث أسطول الصيد الساحلي.
وتم خلال هذا اللقاء تقديم شهادتين، لكل من سفير افريقيا الوسطى بالمغرب، ومسؤول بسفارة النيجر، اللذان أكدا على أهمية التعاون جنوب – جنوب من أجل التنمية في جميع الميادين.
وأبرزا في شهادتيهما مختلف أوجه التعاون القائمة بين بلديهما مع المغرب في المجالات التنموية، وعلى الخصوص في الميادين المرتبطة بالفلاحة وتربية الماشية وتقديم الخبرة للعديد من الدول الافريقية.
كما تحدثا عن معوقات التنمية في البلدان الافريقية، مشددين على ضرورة تقديم المجتمع الدولي مساعدات للدول الافريقية من أجل تحقيق نتائج هامة في المجالات المرتبطة بالفلاحة.
ونوها بالمجهودات التي بذلها المغرب من أجل النهوض بالتنمية في القارة الافريقية، مشيدين بمجهودات صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا المجال.
وقدمت بالمناسبة توصيات الندوة التي عقدت مؤخرا حول موضوع “معا لمكافحة الجوع” في إطار الأنشطة المخلدة لليوم العالمي للأغذية، والتي نصت على ضرورة مواصلة جعل الانسان في صلب التنمية في أفق بلوغ أهداف الألفية للتنمية من خلال اعتماد مقاربة حقوق الانسان من أجل صيانة الكرامة وتعزيز الأمن الغذائي للجميع.
وأوصت الندوة على الخصوص بتعزيز التعبئة والتحسيس والتواصل حول أهمية بلوغ أهداف الألفية للتنمية، وكذا تعزيز التنسيق بين الوزارات من خلال إعداد استراتيجيات مندمجة للتنمية لتحقيق تناسق شامل للسياسات العمومية وتسريع وتيرة تحقيق مختلف البرامج والمشاريع الجاري تنفيذها.
كما تم بالمناسبة تسليم ميداليات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة للأشخاص الذاتيين والمعنويين الذين يعملون من أجل تحقيق الأمن الغذائي بالمغرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.