مجلة المحيط الفلاحي

للحفاظ على مدخول الكساب و القدرة الشرائية للمستهلك..صديقي يجتمع مع ممثلي المهنيين بسلسلة إنتاج الحليب

كشف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والغابات، السيد محمد صديقي اليوم الإثنين الرابع والعشرون من أكتوبر 2022، أن الحكومة بصدد تفعيل حزمة من التدابير لكي لا تشهد أسعار الحليب في الأسواق أي تغيير من خلال إجراءات مهيكِلة للسلسلة، بما فيها دعم الأعلاف المركبة ودعم الإنتاج المحلي لـ”العجلات الصغيرة” (4000 درهم لكل رأس).

وأعلن وزير الفلاحة في  هذا الصدد، على هامش اجتماع رسمي عقده مع أعضاء الفيدرالية البيمهنية للحليب بالمغرب  و ممثلي المهنيين بمقر وزارة الفلاحة ،  أنه سيتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات الملائمة لتنمية السلسلة و المحافظة على توازنها وخصوصًا الحفاظ على مدخول الكساب و القدرة الشرائية للمستهلك.
وقال صديقي في تصريح صحفي، أن “الحليب الموجه إلى المعامل ربما هو الذي شهد نقصا، إلا أن الإنتاج بصفة عامة لا يزال مستمرا بفضل برامج دعم الكسابة، التي حافظت على قدرة إنتاج تتأثر بظروف بعضها داخلي وأخرى خارجية”.
و سجل  المسؤول الحكومي أن ” سلسلة إنتاج الحليب بالمغرب كانت في مسار جيد إلى حدود عام 2020، قبل أن تدخل عوامل عديدة مؤثرة على الخط يظل أبرزُها تداعيات الوباء الذي عطل النشاط الاقتصادي في قطاعات وفروع عديدة، تلته آثار الجفاف هذه السنة على إنتاج الكلأ وعلف الماشية. كما أن ارتفاع تكاليف النقل البحري وأسعار الطاقة العالمية انعكس سلبا على استيراد المواد الأولية التي تدخل ضمن تغذية المواشي، هذا فضلا عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على وفرة المواد الأولية وثمنها”.
وأوضح وزير الفلاحة  أن ” سلسلة الحليب من السلاسل الإنتاجية المهمة التي تلعب دورا كبيرا في تنمية العالم القروي، وكذلك في ضمان تموين الأسواق بهذه المادة الغذائية المهمة. ويعتبر التوازن بين سلسلتي الحليب واللحوم من أولوياتنا للعمل في بداية هذا الموسم الفلاحي”.
وأكد  السيد صديقي أن السوق تشهد انخفاضا في إنتاج الحليب المعالج في المصانع، وذلك يعود أساسا إلى الجفاف بالإضافة إلى فترة الرضاعة، مشيرا إلى أن الإنتاج الوطني من الحليب سيستمر من قبل المربين، كما أن الإنتاج والتسويق سيعودان إلى إيقاعهما الطبيعي، بفضل الدعم الذي ستقدمه الحكومة للمنتجين والفلاحين.

من جانبه  رئيس الفيدرالية البيمهنية للحليب بالمغرب  امحمد الولتيتي، اوضح في تصريح صحفي عقب انتهاء اللقاء، ” أن  الجفاف الذي عاشته المملكة خلال الموسم الفلاحي الماضي أثر مباشرة على نقص الأعلاف والكلأ،  وهو ما سيتم تداركه من خلال “دعم الأعلاف عبر صفقات جارية وأخرى جديدة مرتقبة تتضمن 600 ألف طن ستعطي فسحة للكسابة في هذا الظرف الصعب”.

وأشاد السيد الولتيتي بالتعاون الوثيق الذي يجمع وزارة الفلاحة  بالمهنيين في سلسلة إنتاج الحليب قصد تجاوز هذه المرحلة الصعبة وضمان حيوية القطاع وتموين الأسواق لضمان استقرار الأثمان”.

وبخصوص التدابير المتفق عليها مع الوزارة الوصية على القطاع كشف رئيس الفيدرالية البيمهنية للحليب بالمغرب  أنها  تضمنت “دعم العجلات المُنتَجة محليا، الذي تم الاتفاق مع الوزير على حل الملفات المتراكمة بشأنه”، مثمنا مرسوم “وقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار الأليفة”، ودعم الدولة في هذا الصدد من ضمان استمرارية الإنتاج.

وابرز الولتيتي أن ” كل الفاعلين في القطاع يبذلون مجهوداتهم للحفاظ على تموين السوق بشكل كاف، على الرغم من الإكراهات الصعبة محليا ودوليا،  مؤكدا في نفس الوقت أن سلسلة إنتاج الحليب تعاني وضعا صعبا يتمثل في الموازنة بين أثر ارتفاع تكاليف الإنتاج وضمان عدم زيادة الأثمنة على المستهلك النهائي، إلا في حالة ضمان التوازنات وتغطية مصاريف التكاليف المرتفعة بشكل مفرط.

وللإشارة، شهد عدد قطيع الأبقار الحلوب (الإناث الولودة) ارتفاعا مهما منذ عام 2008 ليستقر في حوالي 1.8 مليون رأس في عام 2015 (+ 14٪) ؛ يتكون من 71٪ من السلالات المحسنة. هذا التحسين هو نتيجة لبرامج التحسين الوراثي التي تم إنجازها في إطار عقد برنامج سلسلة الحليب والجهود المبذولة من طرف  مهنيي السلسلة بدعم من الدولة.

وتعتبر هذه السلسلة مصدر مهم للشغل حيث توفر حوالي 49 مليون يوم عمل في السنة و تحقق رقم معاملات يقدر ب 13 مليار درهم وقيمة مضافة تناهز 6 مليار درهم.

ويتمركز إنتاج الحليب في المناطق المسقية، بأكثر من 90٪ في خمس جهات : الدار البيضاء-سطات، مراكش-آسفي، الرباط-سلا-القنيطرة ، سوس-ماسة وبني ملال-خنيفرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.