مجلة المحيط الفلاحي

في زمان شبح الجفاف ..الشعير المستنبت فوائد صحية لتربية المواشي وإقتصادية للفلاح المغربي

يعتبر الشعير المستنبت من الأعلاف البديلة في تربية المواشي و يساهم بشكل كبير في تقليص مصاريف الانتاج حيث يمكن زراعة بذوره في بيوت مخصصة للاستنباث و هو جزء من الزراعة المائية او ما يسمى هيدروبونيك بالاستغناء عن التربة و التحكم فى درجة حرارة الغرفه ودرجة الرطوبه والاضاءه طوال العام مما يؤدي الى تحرر الأنزيمات ونبت الجنين ومضاعفة الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية.
قام العلماء في عام 1930 م بتجريب زراعة النباتات بدون تربة مستخدمين العناصر الغذائية الذائبة في الماء و وجدوا أن التربة غير ضرورية إلا لتثبيت جذور النباتات ، وأصبحت في متناول الكثيرين في مصر و أوروبا وتستخدم الآن على نطاق واسع في هولندا للإنتاج التجاري للغذاء وتليها كندا في هذا المضمار .

أما في الوقت الحاضر فإن هذا العلم الحديث المنشأ يتطور بسرعة كبيرة إلى أن تم استعماله في المملكة المغربية من طرف بعض مربي المواشي بشكل تقليدي للاستعانة به كعلف بديل عن بعض الاعلاف الخضراء التي تتطلب مساحات كبرى للزراعة و كميات مهمة من المياه للسقي ايضا بحكم ثمنها المرتفع خارج موسمها، لذلك تم اللجوء إلى هذه الطريقة للزراعة لأهداف عدة، منها توفير كميات كبيرة من الشعير تلبي الاحتياجات من الفيتامينات و البروتينات للمواشي، كما يوفر من استخدام المياه الجوفية، شح التساقطات المطرية ، فضلاً عن أنه لا يحتاج إلى مساحات واسعة من التربة والأراضي الزراعية، وذلك بفضل استخدام الطاقة المائية ، و بتطور هذه التكنولوجيا الحديثة اصبح من الممكن ايضا إعادة استعمال المياه المستعملة لسقي الشعير عبر قنوات تعيد تصفية المياه و إرجاعه قابل للسقي من جديد حيث تتطلب العملية اقل من 400 لتر من الماء لكل طن واحد من الشعير المستنبث.
بالنسبة لمعدل الانتاج فيمكن الحصول على الشعير المستنبت عند عمر 7 ايام تكون فيه العناصر الغذائية بقيمتها العظمى بنسبة 5 الى 6 كيلوغرام منتج لكل كيلوغرام من الشعير المستنبث و بذلك يتم توفير اكثر من 70 % من نفقات التغذيه وبالتالى زيادة معدل الربح و يتم استنباث الشعير بالطريقة التالية..

1.يتم غسل بذور الشعير جيدا وتعقيمها من الفطريات
2. تنقع البذور فى الماء النظيف تمهيدا لعملية الاستنبات
3.يتم وضع الشعير فى الصوانى ويتم دخوله غرفة الاستنبات
4.تتم عملية الاستنبات تحت درجة حراره 18 درجه مئويه
5.يحتاج نبات الشعير المستنبت الى اضاءة لتعويضه عن ضوء الشمس
6.يتم رى الشعير بالتناوب طول دورة الزراعه
دورة الزراعه مدتها سبعة ايام ويمكنك بعدها الحصول على الشعير الاخضر المستنبت يمكن لغرفة استنباث الشعير مساحتها 40 متر ان توفر اكثر من طن واحد من الشعير المستنبث اي انها تمكن من توفير علف ذو قيمة غذائية ل 500 رأس من الأغنام و الماعز او 100 رأس من الابقار و يقوم بتحسين الصفات الوراثيه للحيوان مما يهىء الاناث لأنجاب توائم و رفع انتاج المربى الى الحد الاعلى بأقل جهد و يعتبر حل بديل للحد من تفاقم ظاهرة الغش في الاعلاف و استعمال اعلاف الدجاج لتسمين المواشي حيث يمكنه أيضا توفير الاعلاف على مدار العام وبالكميات المطلوبه بدون حد اقصى للانتاج و يعمل على زيادة ادرار الحليب بنسبة 25 % و زيادة انتاج اللحم ليصل معدل النمو اليومي GMQ الى كيلو ونصف يوميا مع عجول التسمين و 300 غرام يوميا مع خرفان التسمين.

يعتبر الشعير المستنبت هو مستقبل الزراعه فى المملكة المغربية في ظل شح الامطار  يتساءل العديد من مربي المواشي عن مٱل هذا  المشروع القومي و أهمية الدعم من طرف الوزارة في هذا  المشروع لتوفير مصاريف الانتاج و بهذا الحفاظ على الثروة الحيوانية بالمغرب و ضمان الاكتفاء الذاتي في اللحوم و انتاج الحليب بالخصوص في بودار شبح الجفاف هذه السنة .

وللاشارة يعتبر الشعير المستنبت من ضمن  المشاريع المهمة و التي تستحق الدعم في ظل هذه الظروف المناخية، و قلة الكلأ بالنسبة للماشية، الشعير المستنبت الذي يوفر كمية كبيرة و في مساحة صغيرة جدا.
توفر شغل للشباب القروي العاطل و توفر تكاليف الأعلاف التي يعاني منها الفلاح المغربي.

المحيط الفلاحي: وحتيتا رياض

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.