تخليف شجر الأركان نموذج للعمل التشاركي بين إدارة المياه والغابات والفاعلين المحليين

تشكل المشاريع المتعلقة بتخليف شجر الأركان في جهة سوس ماسة نموذجا للعمل التشاركي الذي يجمع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مع مجموعة من الفاعلين المحليين من أجل المحافظة على الموروث النباتي ، واستدامة الثروة الغابوية الوطنية.

وأفاد بلاغ للمديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجنوب الغربي، بأن مشروع تخليف شجر الأركان في محيط “بوزغار” بمجال الجماعة الترابية لامسكرود، التابعة لعمالة أكادير إداوتنان، يعد من بين المشاريع النموذجية التي تدخل في هذا الإطار ، حيث يمتد هذا المشروع على مساحة 100 هكتار، وكلف إنجازه غلافا ماليا يعادل 1,4 مليون درهم ، تم رصدها من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر.

وأضاف المصدر نفسه أن هذا المشروع جاء كثمرة لعمل تشاركي بين الجمعية الإقليمية لذوي حقوق غابة الأركان لعمالة أكادير إداوتنان ، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان ، وجمعية دواوير “بولبرج – تينفول – بوزغار” ، إلى جانب التعاونية النسائية لإنتاج الأركان “بولبرج”.

وقد نظمت المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجنوب الغربي، مؤخرا، زيارة استطلاعية لهذا المحيط ، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغابات، وذلك قصد التحسيس بأهمية الموروث الغابوي الوطني، وإبراز الأدوار الكبيرة المنوطة بمختلف المتدخلين والمستعملين من أجل العمل، كل من موقعه، على استدامة هذه الثروة الوطنية.

وتعتبر المديرية الجهوية أن تخليد هذه المناسبة العالمية من شأنه أن يساعد على تقوية الروابط بين مختلف الفاعلين ، وتشجيع مقاربة العمل المشترك من خلال التحسيس بأهمية ودور الغابات ، لا سيما وأن جميع شرائح المجتمع وكل أجياله معنية بهذا الموضوع.

للإشارة ، فإن جهة سوس ماسة تزخر برصيد غابوي جد مهم ومتنوع، حيث يمتد على مساحة تفوق 1.352.000 هكتار، ويكسو مناطق مختلفة بهذه الجهة من سهول وجبال، حيث تعتبر التشكيلات الغابوية لشجر الأركان والعرعار وكذا الطلح الصحراوي من أهم مكونات هذا الرصيد.

وتشكل هذه الغابات نظما إيكولوجية مميزة ومتأقلمة مع عوامل المناخ التي تميز هذه الجهة، كما أنها وفرت مواطن لعدة أصناف نباتية وحيوانية تلعب دورها داخل توازنات طبيعية. ومن خلال هذه التوازنات، تلعب الغابات دورها الرئيسي في الحفاظ على التربة والحد من تأثيرات التغيرات المناخية.