مجلة المحيط الفلاحي

اليوم العالمي لشجرة الأركان اعتراف بجهود المملكة في النهوض بهذه المنظومة

أكد المدير الإقليمي للفلاحة بالصويرة، السيد أحمد نجيد، أن إعلان الأمم المتحدة يوم 10 ماي يوما عالميا لشجرة الأركان يعد بمثابة اعتراف بالمجهودات المبذولة من قبل المملكة، خلال السنوات السابقة، في سبيل تثمين والنهوض بهذه المنظومة الإيكولوجية.

وقال السيد نجيد، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة تخليد هذا اليوم، إن “هذا القرار الأممي يشكل مصدر فخر للمغرب، بصفة عامة، ومجموع الفاعلين والمهنيين بالقطاع الفلاحي خاصة”.

وتابع أن إقرار هذا اليوم يشكل أيضا، اعترافا بالمجهودات الكبرى المبذولة من قبل مختلف الأطراف المعنية بهذه السلسلة، ووزارة الفلاحة بصفة خاصة، لتأهيل هذا القطاع على الصعيدين الإيكولوجي والسوسيو-اقتصادي، خاصة أن الأمر يتعلق بشجرة معروفة ومعترف بخصائصها ومزاياها المتعددة.

وأشار إلى أن المديرية الإقليمية للفلاحة أولت اهتماما خاصا للمنظومة الإيكولوجية لشجرة الأركان التي تشغل أزيد من ألفي امرأة، لاسيما القرويات، اللواتي يتوقف دخلهن على أنشطة هذه السلسلة المنتظمة في تعاونيات إنتاج وتسويق زيت الأركان.

وأضاف أن هذا التكريس العالمي لشجرة الأركان يعكس الالتزام الثابت في المحافظة على هذا التراث اللامادي الرمزي، على اعتبار أن شجر الأركان يغطي أزيد من 136 ألف هكتار في الإقليم، أي 20 في المئة من المنظومة الإيكولوجية للأركان على المستوى الوطني، معبرا عن عزم المديرية الإقليمية لتطوير هذه السلسلة وتحقيق الأهداف المنشودة.

وفي معرض تطرقه للإنجازات الرئيسية على مستوى إقليم الصويرة من أجل النهوض بهذه السلسلة، أشار السيد نجيد إلى أنه منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر، تم إرساء ثلاثة مشاريع مخصصة لتطوير وتأهيل هذه السلسلة، خاصة مشروع “دعم الإقلاع والحكامة الجيدة لتعاونيات إنتاج وتسويق زيت الأركان”، بكلفة إجمالية تقدر بـ19 مليون درهم.

وأوضح أن هذا المشروع يروم تحسين الوضعية السوسيو-اقتصادية للمرأة القروية، ومضاعفة حجم إنتاج زيت الأركان من طرف قطاع منظم، وتثمين الزيت ومشتقاته، وتأهيل تعاونيات الأركان ودعم التسويق.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، أبرز المسؤول الإقليمي أن عددا من المبادرات أنجزت في إطار هذا المشروع، من ضمنها تنظيم النساء في التعاونيات (من 37 إلى 50 تعاونية في نهاية المشروع)، وتحسين ظروف عمل النساء القرويات وإنتاج زيت الأركان عبر تهيئة وتجهيز وحدات للإنتاج لمنظمات الأركان ومواكبة 25 تعاونية لتبني مبادئ الحكامة الجيدة، إلى جانب دعم تسويق المنتجات.

وأضاف أنه بعد 10 سنوات من تنزيل هذا المشروع الطموح، أثمرت المبادرات المتخذة عن نتائج جيدة، حيث يضم الإقليم حاليا أزيد من 100 تعاونية لتسويق وإنتاج زيت الأركان، متجاوزا بذلك الهدف المحدد، على اعتبار أن أزيد من 70 تعاونية استفادت من مبادرات مبرمجة ضمن مخطط المغرب الأخضر، في حين استفادت 50 تعاونية من دعم التهيئة، و60 تعاونية من التجهيزات و40 أخرى من دعم معدات التثمين (ملصقات، قارورات …).

وحسب السيد نجيد، فقد تم إيلاء أهمية خاصة لجانب التكوين على مستوى مجموع سلسلة قيمة القطاع، بدء من الإنتاج إلى التسويق، مرورا بالتخزين والتثمين، فيما تم، بخصوص التسويق، تشييد وتجهيز “دار الأركان”، كمشروع نموذجي يروم تجميع جهود التعاونيات لتسهيل ولوجهم إلى الأسواق.

وأوضح أن هذه البنية سيتم تدشينها وتسليمها لحامل المشروع خلال الأيام المقبلة، وذلك في إطار أنشطة مبرمجة لتخليد اليوم العالمي لشجر الأركان على الصعيد الإقليمي.

وقال إن البعد البيئي حاضر أيضا، من خلال دعم البنك الدولي لوحدتين لصناعة وتسويق أعلاف الماشية تتألف من مواد مشتقة من زيت الأركان في إطار اتفاقية شراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي، تم بناؤهما في جماعتي الحنشان وتمنار، بغلاف استثماري يقدر بـ15 مليون درهم، وذلك قصد تقليص الضغط على المراعي بغابة الأركان، مع الحفاظ على جودة الأعلاف التي يبحث عنها مربو الماشية.

وفي معرض تطرقه للمبادرات المستقبلية والمشاريع المبرمجة على مستوى الإقليم في إطار الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر”، أشار السيد نجيد إلى أن المشاريع المدرجة تهم أساسا، مواصلة عمليات غرس الأركان في الاستغلاليات والأراضي الفلاحية الخاصة على مساحة 12 ألف و500 هكتار من الأراضي البورية والمروية.

ويتعلق الأمر أيضا، بتثمين المواد الأولية على مستوى توحيد وتقوية قدرات المهنيين، وذوي الحقوق والنساء عضوات التعاونيات، من خلال إرساء تغطية صحية، بتعاون وثيق مع الفيدرالية البيمهنية للسلسلة، مع مواصلة دعم وتجهيز التعاونيات المنشأة حديثا.

وأوضح أن هذه العملية أطلقت فعليا، على اعتبار أن أزيد من 130 امرأة يعملن بمختلف تعاونيات الأركان، استفدن هذه السنة من هذه المبادرة، معتبرا أن التفكير بخصوص إكراهات التسويق، منصب على إحداث منصة رقمية مخصصة لهذا الغرض، قصد توسيع هامش النساء المستفيدات.

وخلص السيد نجيد إلى أن هناك مبادرات مرتقبة بخصوص استدامة هذه المشاريع، مع استعراض إمكانية استغلال بقايا وقوقعة ثمرة الأركان لإنتاج الطاقة النظيفة، إلى جانب إدماج منظومة الأركان في المسالك السياحية، وتسليط الضوء على منتوجاته المجالية، وتوفير دخل إضافي للتعاونيات، لاسيما بالنسبة للنساء القرويات النشيطات بالميدان.

المحيط الفلاحي: و.م.ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.