مجلة المحيط الفلاحي

المغرب يوقع عدد من الاتفاقيات مع هولاندا ضيف شرف الدورة الثالثة عشر للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس …

وقع  عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والسيدة ماغجوليجن سونيما  نائبة وزير الفلاحة الهولندي ،مساء اليوم الثلاثاء على هامش الملتقى الدولي للفلاحة بالعاصمة الاسماعيلية مكناس   عدد من الاتفاقيات، همت البحث العلمي في المجالات الفلاحية، وإنشاء الوحدات الصناعية، وتعزيز معايير السلامة الصحية.

الاتفاقية الأولى الذي تم توقيعها تهم إنشاء مركز التميز المغربي-الهولندي للبستنة المغطاة بأكادير، وتهدف إلى تعزيز وتقوية البحوث التطبيقية التي تلبي احتياجات الفاعلين في قطاع البستنة، والمساهمة في تطوير التعليم والتدريب الأكاديمي والمهني.

أما الاتفاقية الثانية تتعلق بناء أول وحدة صناعية حديثة لتخزين وتعبئة البصل بالمغرب سيتم تشييدها في منطقة الحاجب، وستمكن من القضاء على الخسائر الناتجة عن التخزين التقليدي الذي يعاني منه الفلاح بجهة فاس مكناس ، وستعمل على تطوير منتوج ذي جودة عالية يستجيب لأفضل المعايير.

 كما تم التوقيع  على مذكرة تفاهم بين المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والجانب الهولندي، من أجل الاستفادة من خبرة هولندا في معايير السلامة الصحية للمنتجات الغذائية الموجهة للتصدير، وتتبع صحة القطيع، بالإضافة إلى الخبرة في مجال المختبرات.

و بخصوص الاتفاقية الرابعة فقد شملت  المصاحبة التقنية من أجل تحديد التدابير والمعدات التي تم تطويرها واختبارها في هولندا، وتكييفها مع مناخ عمل الفلاحين المغاربة، وعرضها على مزارع تربية القطيع المشاركة في المشروع النموذجي لتربية الماشية المستدامة بجهة تادلة -أزيلال.

كما جرى توقيع العديد من الاتفاقيات المهمة بين “البرنامج الهولندي للتعاون في التدبير لفائدة المقاولات الصغرى والمتوسطة في الدول النامية” وفدراليات بيمهنية مغربية، من أجل المساعدة التقنية والمشورة والدعم للفلاحين وتقوية قدرات الفدراليات المعنية.

وعلى هامش توقيع هاته الأتفاقيات  أوضح  السيد عزيز أخنوش في تصريح له  أن الاتفاقيات الموقعة تأتي في إطار التعاون المشترك بين المغرب وهولندا، معتبرا في نفس الوقت  أن حضور الوزيرة الهولندية سيمنح دفعة قوية للعلاقات الفلاحية بين البلدين في العديد من الميادين.

وعبر  أخنوش عن سعادته  في مواكبة هولندا لمخطط المغرب الأخضر، و توجد هولندا  بكثرة في المغرب من خلال صادرتها التي تساعد الفلاحة الوطنية على النمو”.

 

ماغجوليجن سونيما نائبة وزير الفلاحة الهولندي  قالت من جهتها أن “هولندا فخورة ببذلها لمجهودات حثيثة من أجل تطوير الفلاحة المغربية، وسعيدة بهذا العمل المشترك الممتد لأربع مائة سنة مضت، خصوصا في المجال الفلاحي الذي يمكننا أن نقدم فيه الكثير من الإيجابيات”.

تحتفي الدورة الثالثة عشر للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب،  بهولندا كضيف شرف، الاختيار الذي تبرره مكانة هذا البلد  الرائد كقوة فلاحية عظمى وشريك عالمي للمغرب في القطاع الفلاحي.

وتعد هولندا رائدة في المجال التكنولوجي والأبحاث الزراعية والغذائية، وثاني أكبر مصدر للمنتجات الفلاحية والأغذية في العالم بعد الولايات المتحدة. كما أنها من بين ثلاثة بلدان الأكثر تصديرا للفواكه والخضروات في العالم.

هولندا أصغر البلدان بالاتحاد الأوروبي مساحة….

رغم أنها من بين أصغر البلدان بالاتحاد الأوروبي مساحة، وتوفرها على مساحة محدودة من الأراضي الزراعية (1.87 مليون هكتار)، إلا أن هولندا تقدم منتوجا فلاحيا هاما بفضل توفرها على الوسائل والآليات.

وتمثل المنتجات الفلاحية 20 في المائة من إجمالي صادرات البلاد التي توجه حوالي 80 في المائة من صادراتها الفلاحية لهولندا إلى الأسواق الأوروبية، وخاصة إلى ألمانيا والمملكة المتحدة. وتعد منتجات البستنة واللحوم ومنتجات الألبان والفواكه والخضروات المزروعة في الدفيئات أهم فروع تصدير الزراعة الغذائية.

وتعتمد هولندا على الصناعة الغذائية لتطوير صادراتها، إذ يشغل هذا الفرع الهام من الاقتصاد الهولندي حاليا شخصا واحدا من بين كل 6 أشخاص ويمثل حوالي 21 في المائة من إجمالي رقم معاملات القطاع الصناعي في البلاد.

وتهتم هولندا بنوعين رئيسيين من الصناعات الغذائية، أحدهما تحويل المواد الأولية من أصل محلي، وخاصة منتجات الألبان واللحوم، والآخر معالجة المواد الأولية ذات أصل أجنبي، وخاصة مواد الأعلاف الحيوانية، والبذور الزيتية، والفواكه ومنتجات كالكاكاو والقهوة والشاي.

 القطاع الفلاحي بهولاندا الأعلى إنتاجية على المستوى العالمي..

يتميز القطاع الفلاحي في هولندا بإنتاجية من بين الأعلى على المستوى العالمي. وتعوض المساحة الصغيرة نسبيا في هذا البلد بالاستثمارات الكبيرة في الابتكار والاستخدام الفعال للموارد لضمان إنتاج مكثف ومستدام.

وفي السنة الماضية، صدرت هولندا 91.7 مليار أورو من المنتجات الفلاحية، وهو رقم قياسي جديد مقارنة بسنة 2016 (85.5 مليار أورو).

 كما قامت هولندا بتصدير مواد أخرى مرتبطة بالقطاع الفلاحي، خاصة الآلات والمعدات التكنولوجية بقيمة مالية بلغت حوالي 9.1 مليار أورو.

وعلى المستوى الوطني، يمثل قطاع الصناعة الغذائية 10 في المائة من الاقتصاد الهولندي، ويساهم ب 10 في المائة في مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، ويضم أربع مقاولات ضمن أكبر 30 شركة في العالم في مجال الصناعة الغذائية. وتتوفر هولندا أيضا على شبكة لوجستيكية فلاحية جد متطورة. واستطاعت هولندا، التي استفادت من موقعها الجغرافي كبوابة تجارية لأوروبا، أن تطور شبكة للنقل واللوجيستيك. ويعد ميناء روتردام المنشأة الأوروبية المينائية الأولى، إذ سجل شحن 416 مليون طن من البضائع سنة 2017.

 وتشغل البستنة والصناعات الغذائية مكانة متميزة في السياسة الفلاحية الهولندية، باعتبارهما من بين القطاعات الاقتصادية التسعة ذات الأولوية في البلاد.

سياسة فلاحية هولندية  ناجحة صنعت تفوق عالميا …

وعلى عكس العديد من الدول الأوروبية، فإن السياسة الفلاحية بهولندا تدعو إلى توجيه المنتجات الفلاحية نحو السوق وتركز على الابتكار وريادة الأعمال لضمان الاستدامة.

ونظرا لأهمية هذا القطاع بالنسبة للمغرب وهولندا، فإن التعاون الفلاحي بين البلدين لا يفتأ يتعزز بين البلدين. ويشكل قطاعا البستنة المغطاة وإنتاج الألبان، اللذان تحتل فيهما هولندا مكانة رائدة في العالم، محور مشروعين للتعاون مع المملكة.

وبمشاركتها للسنة الرابعة على التوالي في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب في رواق يضم العديد من المقاولات الرائدة في مجال التنمية المستدامة للفلاحة، تعلن هولندا مرة أخرى عن استعدادها لمشاركة خبرتها المعترف بها في قطاع الصناعة الغذائية وتعزيز علاقات الشراكة مع المغرب في هذا المجال.

  • المحيط الفلاحي : عادل العربي 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.