مجلة المحيط الفلاحي

الاستفادة من كل قطرة مياه: الأهمية الحاسمة لوجود نهج شامل ومتكامل ومبتكر في التعامل مع ندرة المياه

 يحتاج العالم إلى نهج أكثر شمولًا وتكاملًا وابتكارًا لمعالجة قضية ندرة المياه التي تهدد حاليًا ما يصل إلى 3.2 مليار شخص يعيشون في مجتمعات ريفية ضعيفة، على حد قول المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو اليوم.

وقد قال السيد شو دونيو في رسالة فيديو مسجل  ألقاها أمام اجتماع مائدة مستديرة رفيع المستوى في إطار الدورة التاسعة للمنتدى العالمي للمياه المنعقد في داكار بالسنغال: “نحتاج إلى حلول تعالج البعدين الاجتماعي-الاقتصادي والبيئي على حد سواء لمشاكل الفقر والأغذية والمياه والمناخ المترابطة في ما بينها”.

ويعد المنتدى العالمي للمياه أكبر حدث في العالم يعنى بموضوع المياه، ينظمه كل ثلاث سنوات المجلس العالمي للمياه بالتعاون مع بلد مضيف. وكانت دورة هذا العام هي الأولى التي تتم استضافتها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وضمّ المتحدثون المرموقون الآخرون في الحدث الخاص بالمياه لأغراض التنمية الريفية كلاً من  السيد Adamou Mahaman، وزير الشؤون المائية والصرف الصحي في النيجر، والسيد Abdoulaye Sene، الأمين التنفيذي للدورة التاسعة للمنتدى العالمي للمياه، والسيد Loic Fauchon، رئيس المجلس العالمي للمياه.

وبحسب أحدث تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة حول “حالة الموارد من الأراضي والمياه في العالم للأغذية والزراعة“، فإن ندرة المياه والتلوث يستنفدان طاقات النظم الزراعية والغذائية الرئيسية حول العالم إلى حد الانهيار.

وفي أجزاء كثيرة من أفريقيا، يتسم توافر المياه بشدة انخفاضه لدرجة أن العديد من البلدان ليس لديها ما يكفي لزراعة الأغذية أو لتلبية الطلبات الصادرة عن قطاعات أخرى في الاقتصاد. وبصورة إجمالية، يعيش 2.3 مليار شخص أصلًا في بلدان تعاني من الإجهاد المائي، يقطن أكثر من 733 مليون منهم – أو نحو 10 في المائة من مجمل سكان العالم – في بلدان تعاني من إجهاد مائي شديد وحرج.

وهناك عدد أكبر بعد من الناس الذين يعيشون في المناطق الزراعية – 3.2 مليار نسمة – والذين تتهددهم المخاطر التي تفرضها ندرة المياه على الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في العالم. وكثيرًا ما يكونون من الفئات الأكثر ضعفًا: كأصحاب الحيازات الصغيرة والمزارعين الأسريين الذين تتضرر محاصيلهم بشدة جراء الجفاف؛ أو الرعاة الذين تقضي مواشيهم وثروتهم الحيوانية الأخرى عطشًا؛ أو الصيادين الذين تتقلص مناطق الصيد التي يعتمدون عليها وتتدهور.

وقال السيد شو دونيو: “علينا الاعتراف بحقوق المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة والفقراء والنساء والشباب والشعوب الأصلية في الأراضي والمياه، وزيادة الشفافية والمشاركة في إدارة الموارد.”

دور الزراعة…

الزراعة مسؤولة عن أكثر من 70 في المائة من مجمل عمليات سحب المياه العذبة في العالم، ولهذا السبب يجب التركيز على نهج “المزيد من الأغذية لكلّ قطرة من المياه” بالاستناد إلى أشكال جديدة لإدارة المياه، حسب ما قال السيد شو دونيو في رسالته التي وجهها إلى المنتدى.

وفي حين أن التقدم الهائل الذي شهده إنتاج الأغذية في النصف الثاني من القرن الماضي قد مكّن من توفير الأغذية لعدد سريع التزايد من السكان – بفضل الزراعة المروية التي تنتج نحو 40 في المائة من الأغذية حول العالم على 20 في المائة فقط من الأراضي الزراعية العالمية – لا يزال هناك مجال للتحسين.

كما أن أزمة المناخ تزيد من الضغوط على توافر المياه، ولهذا السبب يعتبر السيد شو دونيو أنه: “علينا حماية نظمنا الإيكولوجية وإصلاحها من خلال الممارسات الزراعية الخضراء والمتكيفة مع تغيّر المناخ  التي تمكّن الإنتاج المستدام للمنتجات الزراعية والغذائية بينما تقلل من التأثيرات على التنوع البيولوجي وتحد من انبعاثات غازات الدفيئة”.

وأضاف “بغية التحرك قدمًا على النطاق وبالسرعة المطلوبين، نحتاج إلى استثمارات كبيرة على جميع المستويات: السياسية والمالية والتكنولوجية، ومن جانب المجتمعات المحلية”.

وتدعم المنظمة أصلًا البلدان في اجتذاب التمويل للأنشطة المتعلقة بالمناخ، والوصول إليه وتنفيذ الابتكارات المتكيفة مع تغيّر المناخ عبر مختلف النظم الزراعية والغذائية، بما في ذلك من خلال مرفق البيئة العالمية وصناديق التكيف الأخضر مع المناخ.

ويعمل الإطار الاستراتيجي للمنظمة للعقد المقبل أيضًا على دعم خطة عام 2030 للتنمية المستدامة من خلال التحوّل إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولاً وقدرة على الصمود واستدامة، من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

المحيط الفلاحي : الفاو 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.