مجلة المحيط الفلاحي

الأنظمة الفلاحية تواجه تحديات تحقيق نمو مستدام عبر سياسات تضمن حماية الموارد الطبيعية (مؤتمر)

المحيط الفلاحي : أكد المشاركون في المؤتمر السنوي السادس عشر للشبكة العالمية للتنمية، الذي انطلقت أشغاله اليوم الخميس بالدار البيضاء، أن الأنظمة الفلاحية تواجه تحديات تحقيق نمو مستدام من خلال سياسات فلاحية تضمن حماية الموارد الطبيعية.

وأضاف المشاركون في هذا المؤتمر، المنظم بشراكة مع مركز السياسات التابع لمؤسسة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومنتدى البحوث الاقتصادية، وبدعم كل من البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية ومركز الأبحاث من أجل التنمية الدولية، أن الفلاحة تمثل نشاطا بشريا أساسيا يساهم في كثير من جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالقارة الإفريقية ودول العالم.

وأوضح رئيس الشبكة العالمية للتنمية السيد بيير جاكي، في افتتاح المؤتمر، أن هذا اللقاء، الذي يتناول موضوع “الفلاحة من أجل نمو مستدام : تحديات وفرص من أجل ثورة خضراء”، يشكل مناسبة لفهم أفضل لطبيعة التنمية الفلاحية وآفاقها المستقبلية في إطار الأجندة التنموية الشاملة لما بعد سنة 2015 والاتفاق العالمي الجديد حول المناخ.

وأضاف السيد جاكي أن الأنظمة الفلاحية والغذائية تواجه في ظل التحولات التكنولوجية والصناعية العالمية العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مبرزا أن هذه التحديات، إلى جانب المشاكل الأخرى التي تعانيها المجتمعات القروية كالفقر، ينبغي مواجهتها بتنسيق جهود المتدخلين ومعالجتها في مصادرها.

أما السيد كريم العيناوي عن مركز السياسات التابع لمؤسسة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، فقد أكد أن هذا المركز الذي يعد مؤسسة للتفكير والدراسة، يسعى من خلال هذا اللقاء إلى دعم الجهود المبذولة على الصعيدين العمومي والخاص في مجال التنمية الفلاحية، وكذا مساندة البحث العلمي في القضايا المرتبطة بتحديات هذا القطاع الاقتصادي والاجتماعي الحيوي.

وأضاف السيد كريم أن هذا المؤتمر يتميز بمشاركة فاعلة لطلبة وباحثين شباب إلى جانب خبراء وأساتذة مغاربة وعرب وأجانب معروفين باهتمامهم ونشاطهم في هذا المجال، مبرزا أن البلدان الإفريقية التي تتميز بدينامية ديمغرافية قوية في حاجة إلى نمو فلاحي قائم على المعرفة والمهارة والجودة.

من جهتهم، ذكر مشاركون في تنظيم المؤتمر أنه سيتم خلال هذه الدورة، التي ستستغرق ثلاثة أيام، مكافأة أفضل المقالات في إطار “جائزة الشبكة العالمية للتنمية 2015″، وتسليط الضوء على الأعمال التي ينجزها الباحثون الشباب من خلال منتدى للنقاش حول البحث من أجل التنمية وعرض للملصقات.

وقد تم اختيار شباب مغاربة من خلال مختلف المنافسات سواء عن طريق طلبات تقديم المقالات أو الأبحاث للمشاركة في هذا المؤتمر، الذي يمثل فرصة للطلبة الشباب من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الفائزين بمسابقة البحوث التي نظمتها كل من الشبكة العالمية للتنمية ومنتدى البحوث الاقتصادية من أجل تقديم أفكارهم حول الاستراتيجيات المتصلة بالتنمية القروية بالمنطقة.

وستجرى المناقشات خلال خمس جلسات عمومية و23 دورة موازية وبرنامجين للتطبيق (كينوت) ستتمحور أساسا حول أربعة مواضيع فرعية تتمثل في “الأمن الغذائي والتغذية”، و”التحديات البيئية وتدبير الموارد الطبيعية”، و”التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية: الآثار المترتبة عن سلسلة التنمية الفلاحية”، و”الإبداعات المالية والتكنولوجية : أية وسائل جديدة من أجل ثورة خضراء جديدة”.

كما يتخلل المؤتمر تنظيم مناظرات حول مواضيع تهم احتكار الأراضي، والتعارض بين الفلاحة القروية والفلاحة التجارية، وزرع الوقود البيولوجي ومحاربة الجوع، والزراعة الذكية مناخيا. وتجدر الإشارة إلى أن الشبكة العالمية للتنمية، وهي منظمة عمومية دولية يوجد مقرها في نيودلهي، تهدف إلى تقوية قدرات البحث على الصعيد العالمي في مجالات الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في الدول النامية، وتعبئة الأعمال ذات الجودة المطابقة للمعاير الدولية حول السياسات العمومية في مواضيع هامة تتصل بالتنمية، وذلك بتعاون وثيق مع 11 شريكا إقليميا والمنظمات الدولية والحكومات المانحة ومعاهد البحث والمؤسسات الجامعية ومجموعات التفكير، وعبر شبكة تضم أزيد من 12 ألف و500 باحث فردي عبر العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.