مجلة المحيط الفلاحي

اعتماد تقنيات “برنامج المثمر” ترفع غلة الزيتون خلال الموسم الفلاحي 2022_2023

أعلن برنامج “المثمر”عن تحقيق نتائج غير مسبوقة في المنصات التطبيقية الخاصة بزارعة الزيتون خلال الموسم الفلاحي 2022-2023، حسب ما كشف عنه في الندوة التي نظمها صباح يوم  الأربعاء الثامن والعشرون من فبراير.
وكشف البرنامج في نسخة “Open Innovation Lab” نظمها على شكل ندوة عبر الإنترنت عن أرقام إيجابية بخصوص المردودية والجودة وهامش الأرباح.

وتم الكشف خلال الندوة أنه بفضل برنامج “المثمر” قفز الإنتاج إلى 3.9 أطنان في الهكتار بالمنصة التطبيقية مقارنة مع الشاهد، حيث لم تتجاوز 3.4 أطنان، بنسبة تحسن وصلت إلى 15 في المائة.

مبادرة المثمر أداة رئيسية لنقل التكنولوجيا…

ويعد برنامج المنصات التطبيقية التابع لمبادرة المثمر أداة رئيسية لنقل التكنولوجيا. وتم إنشاء أكثر من 26,117 منصة  في أكثر من 40 إقليم منذ إطلاق المبادرة، بما في ذلك أكثر من 5,951 منصة عرض لأشجار الزيتون.

وتُظهر كل منصة تأثير استخدام أفضل الممارسات الزراعية على الإنتاجية وجودة الإنتاج والدخل المتولد. يستفيد برنامج PFDs، الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع النظام البيئي الزراعي والعلمي، بدعم جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية والشركاء العلميين والصناعيين.

وفي سنة 2022/2023، تم تركيب 1251 شجرة زيتون PFD لفائدة 427 فلاح وفلاحة بأكثر من 27 إقليم في مختلف الأقاليم الفلاحية بالمغرب، مما أثر على جميع الأصناف وطرق الإدارة حيث حقق إنتاجية ومردود أحسن من الشاهد.

ويدعم فريق برنامج “المثمر” المزارعين من خلال خط سير فني يعتمد على برنامج الإدارة المتكاملة “برنامج المحاصيل المتكامل” (ICP). ويرتكز هذا الأخير على أربع ركائز: الإدارة الرشيدة للمياه، والتسميد الرشيد، والحماية المتكاملة للمحاصيل واستخدام المنتجات المتخصصة. والهدف من ذلك هو خلق تأثير المحاكاة الذي يقوم به المزارعون الذين استضافوا هذه المنصات التجريبية.

اتباع مسار تقني معقلن…

وفي إطار آلية “المثمر” واصلت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية تفعيل برنامج المثمر للمنصات التطبيقية الخاصة بزراعة الزيتون وذلك بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.

ويندرج هذا البرنامج في إطار حرص الجامعة على ترسيخ الممارسات الفلاحية الجيدة لدى الفلاحين واتباع مسار تقني معقلن للحفاظ على الموارد الطبيعية ورفع وضمان استقرار الإنتاجية بمواكبة من طرف المهندسين الزراعيين على امتداد المسار التقني وتتبع رقمي 100 في 100 للبرنامج من خلال تتبع المنصات التطبيقية وتخزين الملاحظات والإستنتاجات حسب نوع الزراعة والمسار التقني وتقسام المعلومات مع الفاعلين في المجال.

مقاربة علمية نجاحة…

وتقوم المنصات التطبيقية على مقاربة عليمة تستند على التطبيق والتعلم من خلال المعاينة لأن المعاينة أساس الإقناع بالنسبة للفلاح.

ويهدف البرنامج إلى عقلنة عملية التسميد وترشيد كميات السقي والمكافحة المندمجة للحد من الآفات الزراعية، والرفع من المردودية وتحسين جودة الإنتاج، ويتم توفير الوسائل لإنجاح هذا التحدي عبر المقاربة التشاركية مع جميع الفاعلين في المنظومة الفلاحية البيئية.

وخلال المسوم الفلاحي 2022-2023 تم الإعتماد على عدة تركيبات من سماد العمق على مستوى المنصات التطبيقية المنطلقة من توصيات تحاليل التربة.

العوامل المناخية المؤثرة…

و من خلال عرض قدمه  السيد بلقاسم بولوحة، دكتور باحث بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات عن  تقنية العوامل المناخية المؤثرة في برنامج “المثمر” للمنصات التطبيقية لزراعة الزيتون ، اوضح  من خلاله المؤثرات المناخية على الإنتاج، حيث سجل تواتر درجات الحرارة الباردة والحارة طيلة الموسم الزراعي 2022-2023، موضحا أن شجرة الزيتون تحتاج إلى 500 ساعة من الطقس البارد و7 درجات بين دجنبر ويناير.

وأكد السيد  بولوحة عن  أهمية التساقطات الثلجية المسجلة من تارودانت وورزازات، مرورا بالأطلس والريف في فصل الشتاء خلال السنة الماضية، منبها إلى أن الحرارة كانت معتدلة مع تساقطات إبان إزهار الزيتون،  فيما شدد على ارتفاع درجات الحرارة خلال وقت عقد الثمار، حيث وصلت إلى 40 درجة في الحوز.

واستعان الباحث، في عرضه لتأثير عوامل المناخ على الإنتاج، بإحصائيات تركية أجريت في 34 بلدا منتجا للزيتون، أظهرت انخفاض الإنتاج بنسبة 51 في المائة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والصقيع في مارس، مشيرا في الوقت نفسه إلى تسجيل تطور في مستويات الحرارة على الصعيد الوطني بدرجة مئوية واحدة في 2022، وبدرجتين في 2023.

وكشف المتحدث ذاته عن تسجيل 249 ميلمترا من التساقطات المطرية خلال 2023؛ ما يمثل نسبة أقل بـ32 في المائة مقارنة مع السنة ما قبل الماضية، موضحا أن قلة الأمطار في فصلي الشتاء والربيع تضر بالنمو الخضري والإزهار، وفي فصل الصيف بحجم الثمار ونسبة الزيت.

وبلغة الأرقام دائما، سجل السيد بولوحة تذبذب إنتاج الزيتون خلال الأربع سنوات الماضية ، إذ انتقل من 1.6 ملايين طن في 2020 إلى 1.9 ملايين طن في 2023، قبل أن يهوي إلى مليون طن في 2022 والمستوى ذاته في 2023، معبرا عن خشيته من استمرار تراجع الإنتاج في 2024، باعتبار تأثير نقص النمو الخضري في موسم زراعي على الآخر الذي يليه.

وحسب ماتم رصده خلال الندوة سجلت منصات عرض شجرة الزيتون زيادة في متوسط ​​المحصول على المستوى الوطني للهكتار الواحد بنسبة 15% تقريبا مقارنة بالمردود الذي حققه المزارعون على مستوى قطع المراقبة بتباين يتراوح بين 5% إلى 100%.

وبلغ متوسط ​​الإنتاج الوطني المسجل على مستوى PFD 3.9 طن/هكتار مع إنتاج قياسي بلغ 17 طن/هكتار في النظام المكثف. ومن ناحية أخرى، سجلت قطع أراضي المراقبة متوسط ​​إنتاجية وطنية تزيد عن 3.4 طن/هكتار.

تحسن في هامش الربح…

وعلى مستوى هامش الربح، سمح برنامج الإنتاج المتكامل المعتمد في منصات العرض التوضيحي بتحسن متوسط ​​في هامش الربح بأكثر من 22% مع تباين من 14% إلى 32% حسب مناطق الإنتاج.

وبلغ متوسط ​​إنتاجية المياه 0.95 كغم/م3 وهي قيمة أعلى مقارنة بنتائج المقارنة التي سجلت إنتاجية 0.81 كغم/م3. وتظهر مقارنة إنتاجية المياه لـ PFDs التي يتم إجراؤها بالتنقيط والجاذبية فرقًا كبيرًا.

وبلغت الإنتاجية المائية لشجرة الزيتون المروية بالتنقيط 0.98 كغ/م3، وهو ما يمثل تحسناً كبيراً مقارنة بشجرة الزيتون المروية بالجاذبية والتي بلغت 0.87 كغ/م3 فقط.

وللاشارة عرفت الندوة تقديم  شهادات من فلاحين مستفيدين من المنصات التطبيقية في تاوريرت وبني ملال ووزان وغيرها، أجمعت كلها  على نجاعة عمليات تحليل التربة واعتماد آليات التسميد على المقاس في زيادة إنتاج الزيتون رغم التغيرات المناخية التي شهدتها المناطق المزروعة.

وتواكب آلية “المثمر” االفلاحين التي يشرف عليه المهندسون الزراعيون لمجموعة OCP، حيث تمكن من تشجيع أفضل الممارسات الزراعية من أجل فلاحة مثمرة ومستدامة.

#المحيط الفلاحي:متابعة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.