مجلة المحيط الفلاحي

إنتاج العنب بدكالة.. رافعة أساسية للتنمية القروية

يكتسي إنتاج فاكهة العنب بمنطقة دكالة التي تضم إقليمي الجديدة وسيدي بنور أهمية بالغة، بالنظر لاضطلاعه بدور أساسي في الرفع من عائدات الفلاحين وإسهامه في النهوض بالتنمية القروية.

وتعتبر زراعة العنب الدكالي، التي تمتد على مساحة تقدر بنحو 13 ألف هكتار، من أقدم الزراعات بدكالة. ويقدر الإنتاج السنوي بالمنطقة ب40 الف طن أي ما يقارب 23 في المئة من الإنتاج الوطني.

وتتوزع المساحة المزروعة محليا على 12.855 هكتارا بالمنطقة البورية و161.6 بالمنطقة المسقية، و251 هكتارا تابعة لشركة خاصة موجهة للتحويل. وتعمل المديرية الجهوية للفلاحة لجهة الدار البيضاء سطات، على مواكبة ودعم القطاع لتثمينه وتطويره.

وتمثل سلسلة العنب الدكالي 99 في المئة من النوعية المحلية المعتاد زراعتها منذ القدم ، تنضاف إليها، نسبة 1 في المئة والتي تخص النوع المستورد من إيطاليا وفرنسا تحديدا.

وتمتد النوعية الجديدة على نحو 251 هكتارا عبارة عن مزارع خاصة تمثل أقل من 2 في المئة من المساحة الإجمالية المزروعة بالمنطقة.

وتعتمد الزراعات البورية على الطريقة التقليدية، التي يتم فيها جعل “الدالية” منبسطة على الأرض، فيما تعتمد الطريقة الجديدة على الزراعة العمودية المغطاة، التي تستعمل دعامات من الأعمدة والأسلاك.

ويعد المنتوج الذي يتم تسويقه عبر الأسواق المحلية والوطنية مصدرا ماليا رئيسيا لفائدة السكان القرويين المستقرين بالمنطقة البورية لدكالة.

وقال عبد الرحمان النايلي المدير الجهوي للفلاحة بجهة الدار البيضاء سطات، إن المديرية وضعت مشروعا، في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر، يهم إنقاذ وتنمية العنب الدكالي، بهدف تأهيل وتنظيم القطاع وتثمين المنتوج، من خلال المحافظة وتقوية السلسلة على 12 ألف و750 هكتارا من البساتين المتواجدة بالمنطقة، وتجديد وتشبيب 4 آلاف و450 هكتار من بساتين العنب الدكالي، وتحسين الإنتاجية وتنظيم القطاع وتثمين المنتوج.

وأكد النايلي أن المشروع يهدف إلى تحسين الإنتاجية ورفعها بنسبة 30 في المئة أي من 3 إلى 4 أطنان في الهكتار الواحد، ومن 40 ألف طن إلى 50 ألف طن كإنتاج سنوي، وتحسين شروط التسويق والرفع من المردودية المالية بنسبة 50 في المئة وخلق 50 ألف فرصة عمل إضافية (من450 إلى 500 ألف فرصة عمل).

وأشار المصدر نفسه إلى أن المشروع يهدف أيضا إلى إنشاء وحدة للتثمين ومستودع لتجميع وتخزين المنتوج بتنسيق مع المنتجين والتعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي، لتطوير هذه السلسلة الإنتاجية والحد من مشاكل التسويق ومحاربة الوسطاء والسماسرة.

وأوضح أن المنتجين أنشأوا 15 تعاونية ومجموعات ذات نفع اقتصادي، بدعم تقني ساهم في توفير الآليات والتجهيزات الضرورية.

من جهته، أكد نبيل ريطب منتج بمنطقة بولعوان المعروفة منذ القديم بإنتاجها للعنب أن العنب الدكالي يتميز بمذاقه المميز وجودته العالية مما يجعله مفضلا من طرف المستهلك جهويا ووطنيا.

وأضاف أن الظروف المناخية غير الملائمة، (هبوب رياح الشركي وتفشي بعض الأمراض)، أثرت نسبيا على ارتفاع مستوى الإنتاج وذلك تزامنا مع موجات الجفاف التي تعاقبت على المنطقة خلال السنوات الماضية.

وفي هذا الصدد، دعا المتحدث ذاته، المسؤولين عن القطاع إلى اتخاذ تدابير استعجالية، ومنها العمل على تجديد البساتين وإيجاد حلول بديلة للتسويق، سيما وأن المنتجين يتكبدون خسارئر مالية كل سنة، نتيجة تكدس المنتوج وتعفنه واحتكار السوق من قبل السماسرة والوسطاء.

تجدر الإشارة إلى أن زراعة العنب الدكالي الذي يشتهر على الصعيد الوطني، بمميزاته الغذائية، تنتشر بمناطق بولعوان ومتوح وأولاد افرج وبني هلال واولاد عمران والعونات والزمامرة.

وكان العنب الدكالي قد حصل في أبريل 2014 على شهادة الجودة المقدمة لمنتجي العنب وذلك خلال المعرض الدولي للفلاحة بمكناس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.