تنظيم يوم دراسي بخنيفرة حول “تهيئة وتدبير المراعي من أجل تنمية مستدامة بالمناطق الجبلية”….
نظمت ملحقة الغرفة الفلاحة لجهة بني ملال-خنيفرة، بتعاون مع عمالة إقليم خنيفرة، أمس الخميس، يوما دراسيا حول موضوع “تهيئة وتدبير المراعي من أجل تنمية مستدامة بالمناطق الجبلية”، بمشاركة ممثلي قطاعات حكومية معنية، وسلطات محلية وتنظيمات مهنية، ومنتخبين بالإقليم وجمعيات المجتمع المدني.
وتوخى هذا اللقاء، حسب المنظمين، تحسيس مستغلي المجال الرعوي بالمناطق الجبلية بضرورة الانخراط الفعلي في عمليات تحسين المراعي بغية الحد من حالة التدهور التدريجي للموارد الطبيعية وإتاحة الفرصة لفتح نقاش صريح ومسؤول حول المجال الرعوي، وإبراز مؤهلاته ونقط ضعفه في أفق الخروج بمقاربة للتدبير التشاركي لهذا المجال الحيوي.
وقال عمر بركات، أستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، بهذه المناسبة، إن القطاع الفلاحي يشكل عماد الاقتصاد الوطني، ومن ضمنها قطاع الرعي، الذي يعتمد، أساسا، على المجالات السهبية، وعلى الرغم من ذلك فهذا القطاع له انعكاسات سلبية على المجال، حيث يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي، وتقلص مساحة الغابة، ما يؤدي إلى تدهور المنظومة الغابوية، حيث تعرف منظومة الأطلس المتوسط تراجعا حادا بسبب الاستغلال المتعدد للغابة، لكونها تلبي 30 في المائة من احتياجات القطيع في العلف الطبيعي، ما يساهم في تنشيط التعرية وبطء التجديد الغابوي.
ودعا السيد بكرات إلى وضع مخططات ترابية في إطار تشاوري وتشاركين مع كافة القطاعات المعنية في مجال إعادة التشجير، وتجديد الغابات الطبيعية، وتهيئة المناطق المحمية، أخذا بعين الاعتبار احتياجات الساكنة المجاورة وخصوصيات مختلف النظم البيئية المختلفة على المستوى المحلي، والتحديات المرتبطة بالتدبيرالمستدام لإقليم خنيفرة.
من جهته، دعا عبد الله كريمي، رئيس سابق للمصالح الإقليمية لتربية المواشي ومربي الماعز حاليا، إلى دعم وتقوية القدرات المؤسساتية للتعاونيات الرعوية، والمؤسسات المتدخلة عن قرب لوزارة الفلاحة، وتنمية وتعميم منظومات محسنة لاستغلال المراعي، وتربية المواشي متكيفة مع الظروف الزراعية والبيئية للمنطقة.
وأضاف السيد كريمي، في كلمة خلال هذا اللقاء، أن الهدف الرئيسي من مشروع تنمية المراعي وتربية المواشي بالمناطق الجبلية يتجسد في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لمربي الماشية والساكنة القروية لساكنة الأطلس، ضمن استراتيجية الحفاظ على الثروات الطبيعية ومحاربة الفقر.
وشدد المتدخلون في هذا اليوم الدراسي على أن المناطق الجبلية كانت ولا تزال تشكل موطنا وملاذا لساكنة قروية عرفت بمهنيتها وتجربتها العريقة في مجال الإنتاج الحيواني المعتمد على الرعي، إلا أن الظروف الطبيعية والتحولات الإجتماعية والتغيرات المناخية، أثرت بشكل سلبي على الغطاء النباتي بالمنطقة، ما أدى إلى الاعتماد أكثر على العلف المركز، خاصة الشعير بدل كلأ المراعي، وعلى ضرورة تدبير المجال الرعوي، في إطار تشاركي بين مختلف الجهات المعنية لوقف التدهور الذي تشهده المراعي بجبال الأطلس المتوسط على وجه الخصوص.
وتمحورت أشغال هذا اللقاء حول عدة مواضيع منها “تهيئة المراعي وإستخلاص الدروس من تجارب مشاريع التنمية بالمغرب والخارج” و”تثمين إنتاجية الماعز والتنمية الاقتصادية والإجتماعية بالمناطق الجبلية” و”دور التنظيمات المهنية في تنمية تربية المواشي” من طرف أساتذة وباحثين ومهتمين، من أجل تطوير النشاط الرعوي وتدبير مستدام للموارد الرعوية بشكل عام، وهو ما يمكن من ضمان تنمية محلية مستدامة ومعقلنة للموارد الرعوية.
وتتوفر منطقة إقليم خنيفرة، التي تمتد على مساحة رعوية تناهز 221 الف و700 ألف هكتار، على مساحة 214 ألف هكتار قابلة للزراعة، وعلى حوالي 851 ألف و165 رأس من الأغنام و320 ألف رأس من الماعز.
المحيط الفلاحي : و.م.ع