الفلاحة والحجر الصحي .. التزام كبير لسكان العالم القروي بالرشيدية
عبرت ساكنة جماعة شرفاء مدغرة القروية بإقليم الرشيدية، بشكل ملموس، عن التزامها بإجراءات حالة الطوارئ الصحية التي يعرفها المغرب.
وتحاول الساكنة، التي تتكون أساسا من الفلاحين وبعض الصناع، التأقلم مع الأوضاع الجديدة المرتبطة بهذه الظرفية الصعبة، مع الالتزام بجميع الاحتياطات اللازمة لتفادي الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وانخرطت هذه الساكنة، التي تنشط في المجال الفلاحي السقوي اعتمادا على المياه المتوفرة في المنطقة والتي تشح مع تأخر التساقطات المطرية، بشكل تلقائي في تدابير الحجر الصحي وأبانت عن تلاحم اجتماعي كبير.
كما تعرف هذه الجماعة القروية حركية كبيرة في مجال تقديم الدعم الاجتماعي للأسر المعوزة والمتأثرة اقتصاديا من هذه الطرفية الاستثنائية التي يعيشها المغرب.
ومما يدل على حس المسؤولية هو الحرص على متابعة أبنائهم للدروس عن بعد، سواء من خلال التواصل المباشر مع الأساتذة، أو القنوات التلفزية التي تعرض يوميا دروسا حول المواد المقررة.
وما يبعث على الاطمئنان لدى سكان المنطقة هو أن النشاط الفلاحي موجه أساسا للمزروعات التي يستفيد منها الفلاحون أنفسهم، مع بيع أخرى، باستثناء البعض منهم الذين يزاولون أنشطة مكثفة ويجدون صعوبات اقتصادية في ظل هذه الظرفية الاستثنائية.
ولم يؤثر الحجر الصحي في هذه المنطقة القروية التابعة لإقليم الرشيدية على المعيش اليومي للأسر المتشبثة بالحياة العادية، رغم وجود بعض الصعوبات الحياتية التي يحاول أرباب الأسر التغلب عليها بشكل كبير.
وفي هذا الصدد، يقول السيد اعبيد المهدي، من سكان قصر الزاوية بجماعة شرفاء مدغرة القروية (إقليم الرشيدية)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “إننا نعيش مثل جميع المواطنين المغاربة في ظل الحجر الصحي، ونلتزم بجميع المقتضيات التي وضعتها الجهات المعنية بالنسبة لهذه الظرفية الاستثنائية”.
وأبرز أن الحجر الصحي لم يؤثر بشكل كبير على العادات اليومية للعديد من الفلاحين، لكون المنطقة التي يعيشون ويزاولون فيها نشاطهم الفلاحي “تظل معزولة عن التجمعات السكنية”.
ولم يخف السيد المهدي القلق الذي يعبر عنه الفلاحون من حيث وجود مشاكل مرتبطة بتسويق المنتوجات الفلاحية، خاصة مع إغلاق الأسواق الكبرى.
وأشار إلى أن أبناء المنطقة القروية ملتزمون بالدراسة عن بعد ويعملون على تجاوز العوائق التي تعترض ذلك.
وبعدما دعا المواطنين إلى الالتزام الصارم بمقتضيات الحجر الصحي، عبر السيد المهدي عن متمنياته بتجاوز هذه المرحلة المتسمة بانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
من جهته، أكد السيد محمد كجوج، وهو فلاح من جماعة شرفاء مدغرة القروية، في تصريح مماثل، أن الكل يقوم “بسقي مزروعاتهم في ظل حالة الطوارئ الصحية مع الالتزام بتدابير الحجر الصحي المعمول بها والتي من شأنها الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد”.
وأوضح أن فلاحي المنطقة يطبقون التدابير الموصى بها، عبر وضع الكمامات واحترام مسافة الأمان مع الآخرين، والالتزام بالمكوث في المنازل عند انتهاء الأعمال الفلاحية، داعيا إلى تنفيذ نصائح الأطباء والإجراءات التي تدعو إليها السلطات المحلية.
من جانبه، أكد السيد محمد بوسفول، المدير الجهوي للفلاحة بجهة درعة تافيلالت، أنه ينبغي أن يستمر النشاط الفلاحي في المنطقة، خاصة على مستوى إنتاج الخضروات، مشيرا إلى أن المستشارين الفلاحيين يزورون المزارعين ويوصونهم بضرورة الالتزام بمسافات الأمان وارتداء الكمامات.
واعتبر السيد بوسفول أنه لا يجب أن يتوقف هذا العمل الفلاحي من أجل الحفاظ على الأمن الغذائي والسلم الاجتماعي، لاسيما أن المنطقة تعرف في هذه الفترة من السنة “تلقيح التمور وأشجار التفاح والورديات بصفة عامة”.
كما شدد على أن العمل يتمحور خلال هذه الفترة حول زراعة البطاطس، خاصة في منطقتي مريرت وميدلت، لكي تتوفر بكميات كبيرة خلال شهري غشت وشتنبر المقبلين.
جمال الدين بن العربي: و.م.ع