التوقيع بروما على اتفاق مقر بين المغرب والصندوق الدولي للتنمية الزراعية
المحيط الفلاحي : تم مؤاخر بروما التوقيع على اتفاق مقر لفتح مكتب يمثل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ( فيدا) في المغرب.
ووقع على الاتفاق رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية كنايو فليكس نوانزي، وسفير المغرب بروما، حسن أبو أيوب، وذلك خلال حفل بمقر الصندوق الأممي.
وقال رئيس صندوق التنمية الزراعية إن التوقيع على هذا الاتفاق يعد مرحلة أساسية في التعاون القائم منذ عقود بين المملكة المغربية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، مذكرا بأن الشراكة بين الطرفين انطلقت منذ توقيع اتفاق سنة 1979، وما فتئت الروابط الثنائية تتعزز بين الطرفين بعد مرور 36 سنة على توقيعه.
وأضاف أن فتح مكتب للصندوق بالمغرب يمثل تأكيدا على التزام طويل المدى بين الطرفين في إطار شراكة من أجل مكافحة الفقر بالوسط القروي، مبرزا أن الطرفين يضعان نصب أعينهم تقليص معدل الفقر ب30 في المائة في أفق 2030 وتحسين ظروف عيش الساكنة القروية خاصة في المناطق الجبلية.
واعتبر السيد نوانزي أن حضور الصندوق الدولي للتنمية الزراعية بالمغرب سيسمح بتحسين الجهود الاستثمارية المشتركة للصندوق وحكومة المملكة لاسيما في إطار الدعامة الثانية من مخطط المغرب الأخضر الخاصة بالفلاحة التضامنية.
ونوه، من ناحية أخرى، بالجهود التي يبذلها المغرب في مجال التصدي للفقر، مجددا التأكيد على دعم الصندوق تنفيذ استراتيجيات المغرب في هذا المجال.
من ناحيته، أكد سفير المغرب بروما أن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية يبقى أحد الشركاء المميزين للمغرب منذ ثلاثة عقود، مستعرضا المشاريع الرئيسية المنجزة بفضل التعاون بين الطرفين.
وقال السيد أبو أيوب “سيكون أمام المغرب وصندوق التنمية الزراعية، اللذين راهنا دائما على سياسة التعاون جنوب – جنوب، كثير من المشاريع لإنجازها بصفة مشتركة”.
وأضاف أن فتح مكتب للصندوق بالمغرب يمثل “مرحلة هامة” في سجل التعاون بين الطرفين من أجل محاربة الفقر في المناطق القروية بالبلاد.
ويتولى الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، الذي تأسس سنة 1977 بعد الأزمة الغذائية التي عرفها العالم في السبعينات، تمويل العمليات الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي في المناطق القروية وتحسين مداخيل الفلاحين الصغار.
ومول هذا الصندوق الأممي المتخصص 13 مشروعا، ثلاثة منها في طور الإنجاز، استفادت منها 660 ألف أسرة مغربية بمبلغ 222 مليون دولار أمريكي.
ومنذ قرار مجلس إدارة الصندوق في 2007 فتح مكاتب بالدول، نصب الصندوق 40 تمثيلية خارج مقره الرئيسي.
ويستند التعاون بين المغرب والصندوق أساسا على الدعم المالي في شكل هبات وقروض موجهة لدعم جهود قطاع الفلاحة في تنفيذ مشاريع وبرامج التنمية الفلاحية والقروية.
ويحدد “برنامج الاختيارات الاستراتيجية للصندوق الدولي للتنمية الزراعية الخاص بالمغرب” (2009-2014) استراتيجية عمل هذا الجهاز بالمغرب، ويولي الاهتمام للتدخلات على مستوى المناطق الجبلية ومناطق الرعي والمناطق الجافة بالجنوب ذات الإمكانات الشحيحة، والمناطق حيث ترتفع معدلات القفر ويزداد تدهور الموارد الطبيعية.
ويدعم برنامج الاختيارات الاستراتيجية أيضا التحول نحو سلاسل فلاحية واعدة وأكثر جاذبية بهدف تنويع الأنشطة الفلاحية وشبه الفلاحية وتحسين المداخيل القروية، وهو ما ينسجم تمام الانسجام مع مخطط المغرب الأخضر، خاصة في دعامته الثانية التي تهم مواكبة تضامنية للفلاحة الصغيرة عبر تأهيل بعض السلاسل الفلاحية من خلال مشاريع لتنويعها ودعم التحول نحو القطاعات الواعدة.
وفي سنة 2014، قدم الصندوق الدولي للتنمية الزراعية مشروع اتفاق مقر بينه وبين الحكومة المغربية من أجل فتح مكتب للصندوق بالمملكة. ورحب قطاع الفلاحة بهذه المبادرة لكونها ستعزز الشراكة مع هذا الجهاز الأممي وستقدم دعما مهما للمشاريع الممولة بصفة مشتركة من الطرفين بعدد من جهات المغرب.