مجلة المحيط الفلاحي

مزارعي المدرسة الحقلية لمجاط يزورون الضيعة البيداغوجية للمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس

تم تنظيم يوم السبت 24 فبراير 2018 نشاط يخص تجربة  المدرسة الحقلية لمجاط  ، بحيث قام المزارعون  بزيارة للحقول التجريبية بالضيعة البيداغوجية للمدرسة الوطنية للفلاحة  تحت إشراف الدكتور محمد بوليف الذي يقوم ببذل مجهود كبير قصد الرفع من مستوى المزارعين في منطقة مجاط بإقليم مكناس ومناطق أخرى . خلال هذه الزيارة وقف المشاركون على تجارب البذر المباشر للقمح اللين والقمح الصلب حيث أعطيت لهم شروحات حول هذه التقنية الإيكولوجية المقتصدة في الوقت والطاقة والمحافظة على التربة والماء. وخلال النقاش المثمر الذي دار بين الحاضرين تبينت أهمية الدورة الزراعية التي تمكن المزارع من إنجاح هذه الطريقة الجديدة وخاصة فيما يتعلق بمحاربة الأمراض الفطرية والأعشاب الطفيلية.
وبعد معاينة حقول البذر المباشر للحبوب والكلأ توجه المشاركون الى الحقل البيداغوجي حيث يجري فيه الطلبة مشاريعهم البحثية لنيل شهادة مهندس الدولة أو الدكتوراة. وكان لهذا اللقاء وقع خاص تميز بنقاش مفيد بين مزارعي مجاط والطلبة الباحثينن .

و للاشارة فقد تم تطبيق  تجربة طريقة  الزرع المباشر للحبوب على 28 هكتار في الضيعة البيداغوجية  للمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس  ، بالفدادين الواقعة جانبي الطريق الرباط – فاس.

وتمت عملية  البذر تحت اشراف الدكتور عبد الله أبودرار، نائب المدير العام لمدرسة الفلاحة بمكناس  المكلف بالبحث والتعاون، والخبيرالزراعي بصفة عامة في المكننة الفلاحية بصفة خاصة. وقد تم البذر مباشرة قبيل أمطار الخير بتاريخ 24 نونبر 2017.

* بـطاقة تقنية حــول المدارس الحقلية للمزارعين: 

نهجت منظمة الأغذية والزراعة وشركاؤها منذ 25 سنة طريقة المدارس الحقلية للمزارعين في جنوب شرق آسيا كبديل لطريقة الارشاد الأفقية (من القمة الى القاعدة) المهيمنة آنذاك والتي لا تنطبق على كل الحالات وخاصة منها الحالات المعقدة والتي تفرز مشاكل غير متوقعة مثل تفشي الآفات التي تستدعي استعمال المبيدات الكيماوية. 

في مدرسة حقلية نموذجية يجتمع من 20 إلى 25 مزارعا مرة واحدة في الأسبوع في الميدان، تحت إشراف مدرب تلقى تكوينا في هذا المجال.  وفي الحقل تنقسم المجموعة الى فروق من خمسة مزارعين، يشاهد كل فريق قطعتين على مدى سنة من البداية الى الحصاد، القطعة الأولى اتبعت فيها الطرق التقليدية والمتعارف عليها في المنطقة، والقطعة الثانية تخصص لاختبار ممارسات جديدة أو ما يعتبر “أفضل الممارسات”. وفي القطعتين معا تراقب العناصر الرئيسية للنظام الإيكولوجي الزراعي من خلال قياس نمو النبات، مع أخذ عينات من الحشرات والأعشاب الضارة والنباتات المريضة، مع إجراء تجارب بسيطة كتربية الحشرات في الأقفاص أو مقارنة خصائص أنواع التربة المختلفة. وفي نهاية الاجتماع الأسبوعي، تقدم كل الفروق النتائج التي توصلت إليها في جلسة عامة، تليها المناقشة والتخطيط للأسبوع المقبل.

من الأساسي ألا يفترض المشاركون تلقائيا أن الممارسات البديلة متفوقة على الممارسات التقليدية، بل يترك لهم الأمر لتحديد ما هو الأفضل من خلال ملاحظاتهم وتجاربهم الفعلية. لهذا يجب أن توفر المدارس الحقلية للمزارعين إطارا خاليا من كل المخاطر المعنوية والنفسية، لمناقشة وتعديل وتجربة أفكار جديدة لإدارة المزروعات.

وفي هذا السياق، يستطيع المزارعون دراسة مجموعة واسعة من المواضيع، مثل إدارة خصوبة التربة أو موارد المياه؛ وأساليب اختيار الأصناف المحلية وقضايا نوعية البذور؛ والمخاطر المرتبطة بالآفات والمبيدات الكيماوية ومقارنة هذه الأخيرة ببدائل أقل ضررا لصحة الانسان والبيئة. كما قد ينكب المشاركون على تطوير مهارات التسويق للمزارعين وتنويع نظم الإنتاج الزراعي بإدخال محاصيل جديدة للتغذية والعلف والمردودية. 

  * تشجيع نهج “التعلم بالممارسة” عبر التجريب الموجه نحو الاستغلال

وعلى الصعيدين الوطني والإقليمي، لا تزال قائمة المواضيع في المدارس الحقلية للمزارعين تتسع بحث يشجع نهج “التعلم بالممارسة” عبر التجريب الموجه نحو الاستغلال وتنظيم المجموعات وصنع القرار، مما يزيد من احتمال أن “يمتلك المزارعون” في نهاية المطاف ويعتمدون الممارسات المتفوقة والملائمة لظروفهم.

في نهاية الموسم، ينظم أعضاء المدرسة الحقلية يوما ميدانيا لإظهار السياسيين المحليين، وموظفي الزراعة الحكومية وغيرهم من المزارعين ما فعلوه خلال الموسم وما هي النتائج المحصل عليها والقناعات المتوصل اليها.

 وفي نفس السياق تشجع الزيارات التبادلية مع مدارس حقلية أخرى أو وحدات تنفيذ مشاريع أخرى، حيث تساعد هذه التبادلات والزيارات طوال الموسم على تطوير الروابط الاجتماعية بين الأفراد حتى تستمر بعد المدرسة الحقلية الأولي.

طبعا لا يمكن تغطية جميع المواضيع في موسم واحد، وغالبا ما تستمر المجموعات بدراسة ونقاش مواضيع وأنشطة جديدة في السنوات اللاحقة. وإن استكشاف الاتجاهات السابقة والحالة الراهنة والسيناريوهات المستقبلية يسمح للمجموعات بتحديد أولويات الاحتياجات والاهتمامات والإجراءات المستقبلية

على الصعيد الوطني، ليست برامج المدارس الحقلية للمزارعين مجرد جمع سيب للمداس الحقلية في البلاد، وانما هي برامج تعمل على مستويات مختلفة لتطوير رأس المال الاجتماعي، مثلا عن طريق تعزيز منظمات المنتجين والمساهمة في زيادة القدرة التنظيمية على كل مستويات سلسلة الإنتاج بأكملها: التمويل، التحويل ما بعد الحصاد، التسويق مرورا بالاستثمار. وقد بدأت المدارس الحقلية للمزارعين في العمل مع مبادرات تشاركية مجتمعية أخرى، بما في ذلك نوادي المستمعين المجتمعيين. 

* ميسرو المدارس الحقلية للمزارعين : 

ميسرو المدارس الحقلية للمزارعين قد يأتون من مجالات مختلفة، حيث نجد من بينهم مستشارون فلاحيون، وموظفو المنظمات غير الحكومية، وموظفي منظمات المنتجين، أو مزارعون سبق أن تلقوا تدريبا في المجال. ويكمن دور الميسر في تشجيع الاستكشاف والفهم الدقيق لأداء نظم الإنتاج الزراعي، مع العمل على تقديم أفكار جديدة من خلال تمرينات موجهة ومحفزة للنقاش، “بين المزارعين والى المزارعين” دون أن يهيمن على المشهد.

ويتبع الميسر طوال الموسم برنامج تكوين محكم يقوده “خبراء ميدانيون، متبنيا في ذلك نهج “التعلم بالممارسة”. وفي نهاية المطاف يصبح المزارعون المدربون مدربين لمزارعين آخرين. ويمثل الميسرون والمدربون الرئيسيون صلة وصل بين الإدارات الوطنية والشركاء المحليين، حيث يساعدون على تحسين تدفق المعلومات وتبادل المعارف.

المحيط الفلاحي : عادل العربي 

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.