مجلة المحيط الفلاحي

دراسة : عندما تتحول الفواكه والخضر الطازجة إلى سموم

بالرغم من ان  السلطات الفرنسية تلح منذ سنوات عديدة على ضروة إرساء ممارسات زراعية تأخذ في الحسبان الاعتبارات البيئية والصحية، فإن آخر الدراسات التي أجرتها منظمة فرنسية أهلية حول مواد الاستهلاك الأساسية تخلص إلى أن ثلاثة أرباع الثمار الطازجة وأكثر من ثلث الخضراوات الطازجة مشبعة بمخلفات المواد الكيميائية.

من الرسائل التوعية الصحية التي تعود عليها المستهلكون في فرنسا منذ سنوات عددية تلك التي يمكن ترجمتها عبر العبارة التالية: كُلْ من الخضروات والثمار ما يقارب الخمسة كل يوم تَسْلمْ صحيا أنت وذريتُك.

ولكن الدراسات التي أجرتها منظمة ” أجيال المستقبل” الأهلية الفرنسية تخلص إلى عكس ذلك لأنها تؤكد أن قرابة ثلاثة أرباع الخضروات والثمار الطازجة التي يتناولها المستهلكون في فرنسا بانتظام تحتوي على مخلفات كيميائية تتجاوز بكثير الحدود المسموح بها. وتنطبق الملاحظة ذاتها حسب الدراسة على واحد وأربعين في المائة من الخضراوات الطازجة التي تستهلك في فرنسا بانتظام.

ويأتي العنب وبعض أصناف البرتقال والكرزُ والفراولة في مقدمة الثمار الطازجة المشبعة بمخلفات المواد الكيميائية. أما أهم الخضروات التي أصبحت تشكل خطرا على الصحة بسبب هذه المخلفات الكيميائية فهي الكَرْفَس والسَّلَطات.

وتؤكد الدراسات العلمية التي أُجريت في فرنسا وبلدان كثيرة أخرى أن خطر هذه الخضراوات والثمار الطازجة المشبعة بالمواد الكيميائية يكمن أساسا في كونها عرضة خلال عملية نموها أو بعد جنيها إلى كثير من العمليات التي تُستخدم فيها مواد كيميائية تختلط ببعضها البعض فيتضاعف خطرها على الصحة لاسيما على صحة الحوامل والأطفال

وهناك جدل حقيقي حول سبل مواجهة هذه المشكلة. فإذا كان البعض يدعو لمقاطعة كل الخضروات والثمار المشبعة بمخلفات المواد الكيميائية واستبدالها بمنتجات الزراعة العضوية، فإن غالبية المشاركين في هذا الجدل يقولون إن هذا ليس حلا في الوقت الراهن لأن نسبة منتجات الزراعة العضوية لا تزال قليلة جدا ولأن أسعار موادها مرتفعة حتى بالنسبة إلى متوسطي الحال.

ويرى طرف ثالث أن بداية تسوية هذه المشكلة يمر عبر شن مظاهرات عارمة ضد الدولة الفرنسية التي تدعو في العلن إلى انتهاج أساليب زراعة تحترم البيئة والصحة من جهة ولكنها من جهة أخرى لاتزال تقدم مساعدات مالية ضخمة بشكل مباشر أو غير مباشر للمنتجين الذين يستخدمون كميات كبيرة من الأسمدة الكيميائية.

ولابد من الإشارة هنا إلى أن المفوضية الأوروبية رفضت في شهر ديسمبر  الماضي منع التمديد لترخيص يسمح منذ فترة طويلة لشركة مونسانتو العالمية ببيع مبيد للأعشاب يسمى “الجليفوسات” وتضعه منظمة الصحة العالمية في قائمة المواد التي بإمكانها أن تتسبب في عدة أمراض منها الأمراض السرطانية.

المحيط الفلاحي: وكالات

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.