مجلة المحيط الفلاحي

هرمونات أنثوية تسريع عملية تسمين الدواجن

مصادر بيطرية:” كثرة تناول هرمونات النساء يسبب اضطرابا في الهرمونات لدى الذكور”

وقف فريق الخبراء التابعين للمفوضية الأوروبية على الكثير من الاختلالات بقطاع تربية الدواجن في المغرب، حيث كانت نتائج  هذا الافتحاص “مخيبة لآمال الفاعلين المغاربة في مجال تصدير لحوم الدواجن”، إذ إن الفريق أوضح أن  بعض الضيعات المتخصصة في تربية الدواجن “لا تتوفر على المعايير الصحية”، في ما سجل قصورا كبيرا في نظام تتبع الأمراض والفيروسات التي تهدد الدواجن، كما انتقدت اللجنة نفسها الظروف الصحية التي يتم من خلالها إنتاج الدواجن، وعليه فقد تقرر عدم السماح بدخول لحوم الدواجن المغربية إلى أسواق الاتحاد الأوروبي.
لكن هذه اللحوم وبما تحمله من مخاطر على الصحة البشرية إلا أن المغاربة يستهلكونها باستمرار وبالتالي فهم عرضة لكل أصناف المخاطر التي قد تترتب عن استهلاك لحوم دجاج تباح فيه كل الطرق والوسائل من أجل تسمينه في فترة وجيزة من أجل تحقيق الربح السريع، ودون أن تكون لصحة المغاربة أدنى أهمية حتى يتم اتخاذ كل التدابير الصحية طيلة مرحلة تربية الدواجن، ناهيك عن اتباع الطرق السليمة في الحفاظ على صحة الدواجن واحترام الوقت المحدد لبيعها في السوق بعد فترة معينة من إعطائها أدوية خاصة، غير أن كل هذا لا يحترم من طرف بعض الضيعات غير المهيكلة المتخصصة  في تربية الدواجن والتي تعمل بطرق عشوائية.
فإذا كانت بعض ضيعات تربية الدواجن المهيكلة تلتزم بالتنزيل الصحيح لكل التفاصيل الدقيقة في تربية الدواجن، سواء من حيث الأعلاف أو تتبع حالتها الصحية التي تتطلب حقنا خاصة في فترات معينة وذات جودة، فإن ضيعات أخرى لا تهتم إلا بالربح السريع وبأقل تكلفة وهو ربح يكون على حساب الجودة وبالتالي فالمستهلك هو من يدفع الضريبة من صحته وسلامته.
هرمونات أنثوية وأخرى مهربة
نبهت مصادر مطلعة إلى خطورة بعض سلوكات مهنيي قطاع تربية الدواجن التي يكون الغرض منها تسمين الدجاج، والتي قد لا تخطر على بال، منها استعمال حبوب منع الحمل وهرمونات خطيرة وأدوية ممنوعة، منها ما هو مهرب يدخل عن طريق الجزائر، وهو ما يعرض حياة الإنسان لاضطرابات صحية وهرمونية وأمراض قاتلة، في أحيان كثيرة. مصادر مهنية في قطاع تربية الدواجن تذهب في الاتجاه نفسه، حيث يقول محمد(عامل في ضيعة لتربية الدواجن):”الغرض الأول لمهنيي هذا القطاع وخاصة أصحاب الشكارة هو الربح السريع، وهو ما يجعل البعض يذهب إلى أسرع طريق وهو الاستعانة بهرمونات، ومنها هرمون منع الحمل الخاصة بالنساء، حيث يتم استعماله في التغذية”. وقال المصدر ذاته إن من بين هذه الهرمونات (MAXIFORT) وهو يوجد في السوق المغربية، بالإضافة إلى هرمونين آخرين وهما (FERLATéDONE، DIXAMITOZONE) وهما هرمونان يدخلان عن طريق السوق السوداء عبر الجزائر.


كل الهرمونات التي تحقن للدواجن خلال فترة التربية أكدت مصادر بيطرية أنها  على درجة كبيرة من الخطورة-إن كانت فعلا تستعمل- حيث إنها تسبب خللا في الاضطرابات الهرمونية لدى المستهلك وخاصة بالنسبة للرجل، حيث إن كثرة حقن الدجاج ببعض الهرمونات الأنثوية قد يتسبب مستقبلا في “اضطراب الهرمونات في الأجساد الذكورية من كثرة تناول هرمونات النساء”.
وحسب مسؤولة في ضيعة لتربية الدواجن، في اتصال بـ”المساء”فإن: “هذه الحقن يمكن معرفة دورها ببساطة عندما نجد أن وزن الدجاج وفي ظرف 35 يوما فقط يتجاوز 2 كيلو فيما أن الوزن الطبيعي في هذه الفترة يفترض أن يكون كيلو واحد أو أكثر بغرامات قليلة”. المسؤولة ذاتها أفادت “المساء” بأن الصواب يفرض ألا تعطى أي هرمونات للدواجن وتركها تنمو بشكل طبيعي باستثناء تلقيحها بحقن عادية لتفادي إصابتها ببعض الأمراض، لكن كل هذا يعني أن هناك اختلالات كبيرة وجبت محاصرتها، لأن الأمر يتعلق بتلاعبات لها تأثيرات مباشرة آنية أو بعدية على صحة المستهلك وهو أمر “أعتقد جازمة أنه لا يمكن التلاعب به”، وعليه وجب تفعيل دوريات للمراقبة ولم لا اتخاذ إجراءات جديدة لتقنين القطاع والقطع مع كل الممارسات التي تسيء لهذا القطاع اعتبارا لأن هناك مهنيين نزهاء يعملون بشرف ونزاهة وحرص على صحة المستهلكين، تضيف المسؤولة ذاتها.
حقن خطيرة
مصدر مطلع أفاد “للمساء” بأن الحقن التي تستعمل في تربية الدواجن والتي تجنب الوفاة في صفوف الدواجن إثر الإصابة ببعض الأمراض مثل الكونبورووالنيوكاستيل وطاعون الدجاج هي مهمة الاستعمال في كل ضيعة فلاحية، غير أن الخطير الذي يحصل، يضيف المصدر ذاته، هو عندما يتم إعطاء الدجاجة بعض الحقن مثل(VIRGOCILLINE) و(REMACYCLINE L.A) وهي حقن تتطلب أن تظل في جسد الدواجن لمدة 25 يوما على أقل تقدير قبل أن يتم بيعه، بمعنى أن وجوده في الضيعة يجب أن يمتد لهذه المدة أيضا غير أن العكس هو ما يحصل حيث يتم صرف الدواجن خلال مدة لا تتعدى ثلاثة أيام فقط وهو أمر أكد المصدر ذاته أنه “خطير جدا”. وأضاف أن عددا من المربين لا يحترمون المدة المخصصة لبقاء الأدوية في جسد الدجاج، عندما يحقن بمضادات الالتهاب أو الفيتامينات، فالبياطرة يؤكدون أنه على الدجاج أن يبقى حيا لـ20 يوما أو أكثر قبل بيعه، لكن “بعض المربين يبيعونه يومين فقط أوثلاثة أيام على أبعد تقدير بعد حقنه بالدواء”.
حسب المصدر ذاته فيدرالية صيادلة نقابة المغرب أفادت بأن أي دواء يحقن لأي حيوان لحمه قابل للاستهلاك يجب أن يظل في جسمه لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع حيث يمنع ذبحه قبل انقضاء هذه المدة وإلا فإن الخطر قائم.
أعلاف من أصل لحمي

قال عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، إن ما وقفت عليه اللجنة الأوروبية هو نقطة في بحر يغرق فيه قطاع تربية الدواجن في المغرب، لأن ما وقفت عليه اللجنة هو نتاج طبيعي بقطاع “الرقابة فيه شبه منعدمة”، حيث إن المستهلك المغربي يجب أن يكون حذرا باستمرار لتجنب الخطر، بل يجب أن يقاطع بعض المنتوجات إن كان يخشى على سلامته، إذ قبل الحديث عن أي هرمونات أو تلقيح للدواجن يجب أن نقف عند خطورة بعض الأعلاف التي تتكون من مواد كيماوية “خطيرة” ومعلوم مدى الأضرار التي قد تترتب عن استهلاك اللحوم التي تتغذى على مثل هذه المواد.


وأضاف الخضري بأن هناك أعلافا من أصل لحمي وهو يشكل خطرا على الصحة أيضا، حيث هناك من يستعمل مثلا السردين في صناعة هذه الأعلاف أو غيرها من الحيل وهي أمور تخالف الطبيعة لأن الدواجن تتغذى على الحبوب فقط. كما أن المكونات الكيماوية تستعمل بكثرة، يضيف الخضري، اعتبارا لأن لها دورا مهما في تسمين الدواجن.

رقابة “شبه منعدمة “

“بوطوكس” للدواجن

وقال الخضري إن هناك مواد أخرى شبيهة بـ”بوطوكس” والتي تستعمل خلال عملية التعليب من أجل إضفاء لون أبيض ونفخ أجزاء الدواجن حتى تجذب المستهلك لاقتنائها وأن السلطات مطالبة بتشديد المراقبة لأن هذه الممارسات لا يمكن إنكارها فهي موجودة لكن ليس على وجه التعميم فهناك شركات منتجة للحوم الدواجن وضيعات لتربية الدواجن تحترم القانون. وأضاف الخضري لـ”المساء” أن المشكل في المغرب هو غياب الافتحاص لأن عمليات التفتيش غير كافية خاصة مع وجود “مرتزقة” يتدخلون لـ”التنبيه قبل حلول أي لجنة للتفتيش من أجل إخفاء كل معالم ما يرتكب من جرائم في جميع القطاعات وليس في قطاع الدواجن فقط”. وأضاف أننا بحاجة إلى “سياسة عمومية داعمة للقطاع” حتى يتم القطع مع كل الممارسات السلبية. وأضاف أن العديد من الإسطبلات لا تحترم المعايير المعمول بها وهو ما يؤثر على جودة المنتوج، ومنها كيفية تدبير النفايات حيث إن المغرب لا يواكب كل ما يجري بهذا الخصوص، خاصة إذا علما بأن جيف الدواجن يعاد بيعها في بعض الأحيان من طرف بعض “منعدمي الضمير”، يضيف المصدر ذاته.

زوبعة في كأس

نفى عزيز العرابي، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن، لـ”المساء” بأن كل ما قيل بهذا الخصوص هو “زوبعة في كأس” اعتبارا لأن الفريق الأوروبي لم يخرج بعد بأي تفاصيل بخصوص الزيارة التي قام بها لعدة ضيعات فلاحية. وأضاف أن هذه الزيارة جاءت بعدما طالبنا الاتحاد الأوروبي باستيراد لحوم الدجاج المغربي، علما أن هذه الزيارة لن تكون هي الأخيرة بل ستليها زيارة أخرى خلال شهر دجنبر المقبل.
وأضاف العربي أنه تم تضخيم هذا الموضوع وإعطاؤه أكبر من حجمه وأن كل ما قيل سيؤثر سلبا على مستقبل هذا القطاع وسيتسبب في أضرار للمهنيين، علما أنه لا وجود لأي اختلالات أو حقن مهربة أو هرمونات تحقن للدواجن المغربية داخل الضيعات فهذا  القول “لا يمكن للعقل استيعابه”، إذ كيف لمستثمر يضع كل ما يملك في مشروعه ومن ثم يستعمل هذه “الحيل”التي ستنتهي به إلى الإفلاس حتما. كما أضاف أن وزارة الفلاحة ومعها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية(أونسا) تقوم بدور المراقبة، كما أن المربين يمتثلون لها بالحرف، ناهيك عن أن الأعلاف المستعملة تتكون من أعلاف طبيعية/حبوب.

المحيط الفلاحي : نزهة بركاوي -المساء-

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.