مجلة المحيط الفلاحي

خبير فلاحي : هاته هي الأسباب الحقيقية وراء اخضرار لحم الأضحية و أساليب الحد من هده الظاهرة انطلاقا من المنتج إلى المستهلك

كثر الحديث عن ظاهرة إخضرار و تعفن لحم أضحية العيد منذ السنة الفارطة حتى أصبحت موضوع رأي عام بعد ازدياد الشكايات من المستهلكين هاته السنة، اختلفت الآراء و التعاليق بين المواطنين في المجالس و عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول أسباب هده الظاهرة و كيفية اجتنابها…بصفتي خبير فلاحي فالسبب الرئيسي هو الظروف الوقائية للذبح التي لم يتم اعطاءها أهمية، فحين يتم دبح الأضحية هناك بكتيريا لا ترى بالعين المجردة تعيش بيننا و في الهواء و كذلك أخرى أخطر و أقرب للأضحية منا لأنها تعيش في أمعاء الخروف بعد الذبح و خصوصا اذا ارهقت الأضحية قبل الذبح إما باصطحابها من مكان بعيد يوم العيد أو لأسباب أخرى.. يستهلك الخروف مخزون الطاقة فى عضلاته مما ينتج عن ذلك انخفاض فى جودة وطعم ولون لحمه (يصبح داكنا) و كذلك تكون سرعة في تدفق الدم مما يسهل تنقل البكتيريا من الأمعاء إلى العضلات. على ذكر العضلات للتوضيح  فالمعروف عند مربي الأغنام ان العليقة الغنية بالبروتينات النباتية هي مفيدة و ذات مردود إيجابي في تسمين الأغنام و نعلم أن البروتينات هي أساسية في تكوين العضلات و تقويتها.

و أضيف كذلك ان بعض البكتيريا الموجودة في وسط عيش الاغنام او في أمعاءها مثل بكتيريا كلستريديوم التي تنتقل عبر الدم إلى العضلات ثم تبدأ في تحليل الكليكوجين و الكربوهيدرات الموجودة بالبروتينات مع افراز السموم في العضلات كمثلا حمض الأمونياك هاته البكتيريا تعيش في درجة حرارة بين 25 و 35 درجة وتظهر مباشرة بعض الذبح لأنها تعيش في أوساط لاهوائية أي عندما ينقطع تدفق الهواء إلى العضلات و نعلم جيدا أن عيد الأضحى يزامن فصل الصيف مند سنتين حيث سجلت الحرارة بين 25 و 35 في أغلب المدن الساحلية فحين يتم وضع السقيطة لتجفيفها في درجة حرارة عالية يتم انتشار تلك البكتيريا بشكل سريع بنسبة مليون بكتيريا في السنتيمتر مربع الواحد مما يؤدي إلي تغير لون اللحم.

أما بالنسبة للرائحة الكريهة و الطبقة اللزجة فوق اللحوم فهناك بكتيريا أخرى تنتظر اللحوم في مكان التبريد” Psychrotroph” و التي تعيش في وسط يصل الي -10 درجة مع وجود الهواء إدن عندما يتم تخزين اللحوم في الأكياس يجب الحرص على عدم ابقاء الهواء داخل الاكياس للحفاض على جودة اللحوم لكن هده الأسباب لا تمنعنا من عدم التستر على أساليب الغش التي أصبحت معروفة لدى المستهلك المغربي و هي استعمال فضلات الدجاج في تسمين الاغنام لأنها غنية بالبروتينات و بقايا المضادات الحيوية و تكون أكثر عرضة للبكتيريا و التعفن بعد ذبحها..لدلك نطالب من الجهات المسؤولة عن السلامة الصحية بتسريع وثيرة البرنامج الوطني للترقيم و التتبع و دلك بترقيم الاغنام مع الاحتفاظ بالمعلومات الكافية عبر نظام الكتروني عن وسط عيشها و صاحبها و التلقيحات التي خضعت لها و الاسواق أو المجازر التي مرت بها كذلك فرض غرامات مالية مع حجز الاغنام لكل من سولت له نفسه استعمال فضلات الدجاج في التسمين و فرض رخص على الشاحنات التي تنقل فضلات الدجاج بين الضيعات ودلك بوضع قانون احترام اوقات التنقيل و عدم شحن أي منتوج فلاحي آخر; و اطلاق حملات لتوعية الفلاح بالأعلاف البديلة لتقليص تكلفة الانتاج كالشعير المستنبث لما له من فوائد طاقية و بروتينية للحيوان مع تحفيز الفلاح لبناء بيوت لاستنباث الشعير عبر تخصيص الدعم و التأطير اللازمين..

رياض وحتيتا: خبير فلاحي رئيس تعاونية عالم الفلاحة

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.