مجلة المحيط الفلاحي

جهة الشرق تزخر بمؤهلات طبيعية وبشرية مهمة تتيح لها الانخراط الكامل في المجهود الوطني للنهوض بالمنتجات البيولوجية

 تزخر جهة الشرق بمؤهلات طبيعية وبشرية مهمة تتيح لها الانخراط الكامل في الجهود المبذولة على الصعيد الوطني للنهوض بالمنتجات البيولوجية، التي تحظى باهتمام متزايد بالنظر إلى مزاياها المتعددة.

فالفلاحة البيولوجية، برأي الخبراء، تعتبر نظاما للإنتاج المستدام يمكن ليس فقط من إنتاج منتجات صحية وعالية الجودة وإنما أيضا من الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئية والحيوانية والمساهمة في الاقتصاد في الطاقة.

ولمواكبة التوسع الكبير الذي تعرفه الفلاحة البيولوجية وطنيا ودوليا، من حيث المساحة والإنتاج، تم تنظيم عدة لقاءات تحسيسية وورشات تكوينية على مستوى جهة الشرق، فضلا عن إحداث فرع للجمعية المغربية للمنتجات البيولوجية بالجهة سنة 2013.

ومنذ نشأته، قام هذا الفرع الجهوي بعدة أنشطة شارك من خلالها في العديد من التظاهرات الوطنية، وساهم بشكل فعال في دعم وتنسيق الجهود المبذولة للنهوض بهذا القطاع في جهة الشرق.

كما قام بإعداد مخطط عمل جهوي تضمن، بالخصوص، تنظيم زيارة تقنية لمناطق الإنتاج البيولوجي بالمغرب لفائدة مهنيي جهة الشرق والمزارعين الراغبين في الإشتغال في الفلاحة البيولوجية، وذلك بهدف الإطلاع على تقنيات الإنتاج وتبادل التجارب في مجال المنتوجات البيولوجية مع نظرائهم في باقي مناطق المملكة.

وتضمن المخطط، أيضا، تنظيم يوم دراسي بوجدة سنة 2014 حول آفاق تطوير الإنتاج البيولوجي بجهة الشرق بمشاركة جهة شامباني أردين (فرنسا).

من جهته أبرم مجلس جهة الشرق اتفاقية شراكة مع مجلس جهة شمباني أردين حول انتقاء أهم المنتجات البيولوجية بجهة الشرق وتأطير المنتجين من طرف خبراء دوليين.

ووفق معطيات للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، فإن المنتجات المصادق عليها “بيو” بجهة الشرق تتمثل في 42 ألف هكتار من إكليل الجبل (أقاليم تاوريرت وجرادة وفجيج)، وعشرة هكتارات من الزيتون (وجدة ودائرة العيون وبركان).

كما حصل 15 هكتارا من الخضراوات (بركان ووجدة وجرادة)، و8 هكتارات من النعناع (وجدة) على شهادة “بيو”.

وبالنسبة للزراعات التي هي في طور التحول إلى “بيو”، فتهم 16 هكتارا من الفصة (جرادة) وحوالي هكتار واحد من الزعرور (بركان) و3 هكتارات من الشعير (جرادة) وهكتار من الخضراوات (جرادة) ، فضلا عن العسل (جرادة).

ونظرا للأهمية البالغة التي يكتسيها هذا القطاع على الصعيد الوطني، تم إبرام عقد برنامج بين الدولة والجمعية المغربية للمنتجات البيولوجية لتحديد الأهداف في أفق 2020 وتهييئ برنامج عمل متكامل لإنعاش وتنمية سلسلة هذه المنتوجات عبر تنظيم حملات تحسيسية ودورات تكوينية لفائدة المهتمين بهذا القطاع وربط علاقات التواصل بمختلف الشركاء داخل وخارج الوطن.

ومن أهم أهداف هذا العقد، توسيع مساحة الزراعات البيولوجية على المستوى الوطني لتبلغ في أفق 2020، ما مجموعه 40 ألف هكتار بإنتاج يقدر بـ400 ألف طن، 60 ألف طن منه موجه للتصدير (48 ألف طن من المنتوجات الطرية و12 ألف طن من المنتوجات المصنعة) بالإضافة إلى حوالي 8500 طن من المنتوجات الحيوانية.

ويعد القانون الخاص بالمنتجات البيولوجية بالمغرب، والذي تم إصداره سنة 2013، سندا قانونيا مهما لحماية المنتوج البيولوجي وتحديد شروط إنتاجه وتسويقه وذلك انسجاما مع توجهات مخطط المغرب الأخضر.

الحسين الصديقي

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.