مجلة المحيط الفلاحي

تقليم التكوين عند شجرة الزيتون

نظرا لقدرة الزيتون الكبيرة على التأقلم مع معطيات المناخ والتربة في جل مناطق المغرب، فقد عملت وزارة الفلاحة دائما على توسيع المساحة المغروسة بأشجار الزيتون وتماشيا مع أهداف مخطط المغرب الاخضر تعرف عدة جهات من التراب الوطني ,خلال السنوات الاخيرة, غرس مساحات شاسعة بهذه الشجرة المتوسطية بامتياز.
ومن أجل تحقيق الاهداف فيما يخص الرفع من إنتاجية زراعة الزيتون ببلادنا, يجب التذكير بأن نمو هذه الشجرة, تطورها وإنتاجيتها جد مرتبطين بكيفية مواكبتها التقنية وذلك منذ غرسها ونشاتها الأولى.
ويعتبر تقليم التكوين عند شجرة الزيتون بالغ الأهمية بالنسبة لبنيتها العامة ولمستوى إنتاجيتها في المستقبل كما أن لهذه التقنية الزراعية مفعول كبير على حالة حقل الزيتون بصفة عامة.

وتعد عملية التقليم ,باختلاف انواعها, ذات أهمية قصوى بالنسبة لكل مراحل نمو وتطور هذه الشجرة وتفسر ذلك طبيعة شجرة الزيتون المتوسطية اي احتياجاتها الكبيرة للضوء وللهواء ولهذه الأسباب ينصح بغرس حقول الزيتون حسب الاتجاه شمال/جنوب (Nord/Sud).
تقنية التشذيب تعد بالغة الأهمية عند الأشجارالمثمرة عموما. فعملية التقليم عند شجرة الزيتون، باختلاف انواعها ومراحلها، لها تاثير كبير على شكل الشجرة، على حالتها الصحية، على مستوى إنتاجيتها وكذلك على جودة المنتوج سواء تعلق الامر بزيتون المائدة أو بزيت الزيتون. كما أن شجرة الزيتون تتفاعل بطريقة إيجابية جدا مع عملية التقليم كما هو الشأن بالنسبة لسائر الأنواع الأخرى وتنقسم عملية التقليم الى اربعة اشكال مختلفة باختلاف المرحلة العمرية التي تمر منها الشجرة وهي:
1- تقليم التكوين أو المرافقة، ويجب القيام به خلال المرحلة العمرية الأولى بعد غرس شتلة الزيتون ,التي يجب انتقاءها بعناية كبيرة, وتمتد هذه الفترة اليافعة (période juvénile) ما بين سنة واحدة إلى حدود 5 أو 6 سنوات.


2- تقليم الصيانة أو الإثمار، ويجب القيام به بطريقة منتظمة كل سنة بعد جني الزيتون وذلك طيلة المرحلة المنتجة (période de pleine production) للشجرة,
3- تقليم التشبيب ويهم هذا النوع أشجار الزيتون التي تجاوز عمرها سنا أصبح يؤثر سلبا على مستوى إنتاجيتها، ويهدف التشبيب إلى تخفيف حمولة الشجرة وإعادة انطلاقتها وذلك لتحسين مردودها,
4- وتقليم الترميم ويهدف الى تقليص علوالشجرة وذلك لعدة اسباب ممكنة.

   أهمية تقليم اوتشذيب التكوين
يتوجب القيام بهذه التقنية الزراعية من اجل تحقيق الأهداف التالية:
1- تكوين شجرة ذات جذع قوي ووحيد (monotronc)
2- إعطاء جذع الشجرة علوا معتدلا ) (0 ,80cm على الاكثربحيث يمكن تطبيق التقنيات الزراعية بطريقة صحيحة وفعالة,
3- إنشاء فروع رئيسية (charpentes) قوية ومتوازنة,
4- ضمان تهوية جيدة وإضاءة كافية للجزء العلوي للشجرة (frondaison)في المستقبل,
5- موازنة بين التفرعات (ramifications) الرئيسية للشجرة وذلك بهدف توزيع متساوي (uniforme) لقوة (vigueur) الشجرة,
6- تحقيق أسرع ما يمكن للتوازن بين الأوراق والجذور وذلك بهدف الدخول في الإنتاج (entrée en production) دون تأخير بالنسبة للأشجار اليافعة,
7- إعطاء الشجرة الفتية خلال فترة النمو شكلا متطابقا مع حمولتها الطبيعية مع ضمان إنتاجية عالية طيلة مدة استغلال الزيتون,


8– واخيرا التمكين من مواكبة تقنية ملائمة في المستقبل بالنسبة للأشجار البالغة (adultes) وخصوصا فيما يتعلق بجني الزيتون في ظروف جيدة تحترم معاييرالجودة العالية للمنتوج لان شكل الشجرة يعتبرعاملا اساسيا لتحديد طريقة جني محصول الزيتون.

أم كلثوم كريمي بنشقرون: مهندسة

باحثة بالمركز الجهوي للبحث الزراعي لمكناس

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.