800 ألف هكتار بالشاوية تقاوم الصقيع وقلة التساقطات
المحيط الفلاحي : مازال فلاحو جهة الشاوية ورديغة يترقبون سقوط الأمطار الخير لإنقاذ الموسم الفلاحي، إذ مازالت حقول الحبوب تقاوم قلة ارتواء الأرض، وشكل تأخر التساقطات المطرية واستمرار موجة الصقيع مصدر قلق لجل فلاحي الجهة، سيما على مستوى قبائل أولاد سعيد ولمذاكرة وأولاد زيان وأولاد بوزيري وأولاد حريز، وغيرها، إذ أن بداية الموسم الفلاحي عرفت تعثرا، ما ينذر بانعكاسات سلبية على المحصول، ويجعل حالة من الغموض والتشاؤم تنتاب عددا مهما من الفلاحين، بخصوص مستوى إنتاج الحبوب، وخوفا على الماشية والبهائم خلال الأيام المقبلة في ظل غلاء أسعار التبن وارتفاع ثمن العلف وقلة الكلأ في كثير من المناطق.
وتنتظر حوالي 80 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة بجهة الشاوية ورديغة (حوالي 800 ألف هكتار) تساقط الأمطار لإنقاذ الموسم الفلاحي الحالي، خصوصا أن القمح الطري والصلب والشعير تعد من أهم الحبوب المزروعة بالجهة.
واعتبر عبد الوهاب الشافعي، رئيس نقابة الفلاحين بجهة الشاوية ورديغة، وعضو المجلس الإقليمي لبرشيد، أن “قلة التساقطات المطرية واستمرار موجة البرد القارس أثرا بشكل سلبي على الفلاح، وأثقلا كاهله وزادا من معاناته، سيما مع ارتفاع ثمن الأسمدة ومبيدات الحشرات، فضلا عن المضاربات السابقة في مجال بيع المنتوجات الفلاحية”، وتخوف الشافعي على مصير قطيع الماشية بجهة الشاوية ورديغة، سيما بمناطق تربيته، إذ تسببت قلة التساقطات المطرية في تعثر نمو الكلأ والأعشاب، فضلا عن ارتفاع أثمنة بيع المواد العلفية“.
ووجه عبدالوهاب الشافعي نداء الى وزارة الفلاحة، والتمس منها القيام بزيارات ميدانية “حقيقية” للوقوف على مدى معاناة الفلاحين، واتخاذها إجراءات كفيلة برفع المعاناة عن الفلاح المغربي، وقدم المصدر ذاته عدة اقتراحات، يراها “عملية ومرضية”، ومنها “دعم المواد العلفية، وتخفيض أثمنة الأسمدة والمبيدات، وتشجيع التعاونيات الفلاحية وتشجيع إحداث نقط الماء، ومراجعة ديون صغار الفلاحين، وتفعيل مقتضيات المغرب الأخضر، وإعادة هيكلة المراكز الفلاحية“.
وتعد جهة الشاوية ورديغة من بين أهم المناطق الفلاحية بالمغرب، وتعد سهول الشاوية خزانا حقيقيا للحبوب والإنتاج الحيواني، سيما بإقليمي سطات وبرشيد، ما دفع بالمديرية الجهوية للفلاحة إلى اتخاذ مجموعة من التدابير لعلها تساهم بشكل “ايجابي” في رفع مردودية الفلاح بجهة الشاوية ورديغة، سيما مع بداية الموسم الفلاحي، إذ قررت وضع برنامج للتواصل مع الفلاحين، وتعريفهم بمستجدات القطاع، سيما على مستوى بما فيها التأمين الفلاحي ضد المخاطر المناخية، وإعفاء وجدولة ديون مجموعة من صغار الفلاحين بالجهة، فضلا عن تأمين حاجيات الفلاحين من الحبوب، وتوفير حوالي 300 ألف قنطار موزعة على القمح الطري والصلب والشعير، وتوفير كمية مهمة من الأسمدة تتعدى 500 ألف قنطار.
سليمان الزياني (سطات)