المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس تحتضن المؤتمر السنوي لمشروع “فودلاند”.
تحتضن المدرسة الوطنية للفلاحة بالعاصمة الاسماعيلية مكناس ، فعاليات المؤتمر السنوي لمشروع “فودلاند” بالمغرب وذلك في الفترة من 29 يناير إلى 1 فبراير ، ويعد هذا الحدث فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات البارزة التي حققها مشروع “فودلاند ” على مدى السنوات الماضية بحضور شركاء من إفريقيا وأوروبا.
مشروع فودلاند: رؤية لمواجهة سوء التغذية
تمثل “فودلاند” مبادرة فريدة تسعى لمواجهة تحديات سوء التغذية في ستة بلدان إفريقية تشمل المغرب وتونس وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وتنزانيا. وبدعم سخي من الاتحاد الأوروبي يهدف المشروع إلى تعزيز إنتاجية ومرونة سلاسل الإمدادات الغذائية وخلق فرص عمل جديدة مع التركيز على توفير أغذية صحية ومحلية الصنع.
من خلال تبني رؤية شمولية يسعى المشروع إلى تحقيق أنظمة غذائية مقاومة لجميع أشكال سوء التغذية خاصة بين الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال والشباب. وتتمثل الآلية الأساسية لتحقيق هذا الهدف في إنشاء ملتقيات تغذية محلية تمثل نقطة تلاقٍ بين الإنتاج الغذائي والاستهلاك بهدف تحسين الأداء التغذوي للأنظمة الغذائية المحلية عبر توصيات عملية وقابلة للتنفيذ.
محاور المؤتمر وأهدافه..
سيشهد المؤتمر نقاشات معمقة وعروضًا تقديمية حول النتائج المحققة في البلدان المستهدفة مع التركيز على تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي من خلال إدماج المزارعين المحليين في سلاسل القيمة وتشجيع الابتكار في النظم الغذائية لضمان استدامتها وقدرتها على مواجهة الأزمات البيئية والاقتصادية وتحسين الوضع التغذوي عبر نشر الوعي بأهمية الأغذية الصحية ومكافحة سوء التغذية وبناء شراكات قوية بين الدول لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجال الأمن الغذائي.
دور المغرب في المشروع..
يمثل المغرب نموذجًا ناجحًا في إطار “فودلاند” حيث تم تطوير العديد من المبادرات المحلية التي ساهمت في تحسين جودة الإنتاج الغذائي مع تعزيز وعي المجتمعات بأهمية التغذية الصحية. ومن المتوقع أن يقدم المشاركون المغاربة دراسات حالة ناجحة خلال المؤتمر تسلط الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز الأنظمة الغذائية المحلية.
آفاق المستقبل..
يعد مؤتمر “فودلاند” السنوي فرصة لتحديد أولويات المرحلة القادمة بما في ذلك تحسين استراتيجيات التدخل وتوسيع نطاق المشروع ليشمل مناطق جديدة مع التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصة في ما يتعلق بالقضاء على الجوع.
إن احتضان المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس لهذا الحدث يعكس التزام المغرب بتعزيز البحث والابتكار في مجال التغذية ويدعو إلى تعميق التعاون بين إفريقيا وأوروبا لتحقيق نظم غذائية أكثر عدلاً واستدامة.
ختاماً يبقى مشروع “فودلاند” نموذجًا مشرقًا للشراكات الدولية التي تسعى لتغيير واقع الأمن الغذائي والتغذية مؤكداً أن الاستثمار في الإنسان والمجتمعات المحلية هو الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.
المحيط الفلاحي : عادل العربي