مجلة المحيط الفلاحي

نبات البونيكام ما بين الاقتصاد في الماء وانتاجيتها العالية …

 

عرف المغرب في  السنوات الأخيرة تطورا من حيث إنتاج الاعلاف  الخضراء بحكم التجربة الناجحة لاستنباث الشعير من طرف الفلاحين الشباب لكن هده التجربة لم تعم بشكل واسع عبر جهات المملكة و خصوصا من طرف الفلاح البسيط و المتوسط رغم قيمته الغذائية و سرعة انتاجه حيث لا يزال مربي الماشية يعتمدون في الأعلاف الخضراء على زراعة الذرة و البرسيم التي تتطلب كميات من المياه و توفر ظروف ملائمة للزراعة لا ننكر أنها تعد من الأعلاف الأساسية للماشية لفوائدها الغدائية لكن الفرشة المائية أصبحت غير كافية لسقي مثل هذه الاعلاف على مدار السنة بحكم الجفاف الذي عرفه المغرب الموسم الماضي و لا ندري مايخفيه المناخ في السنوات القادمة الشيء الذي ألزم على مربي الماشية الإلتجاء لشراء الأعلاف لتغطية حاجيات الماشية و التي عرفت أيضا ارتفاع في الاسعار، علما أن هناك أنواع أخرى من الأعلاف وصل صيحها للفلاحيين المغاربة مرورا بمصر و ليبيا و دول الخليج في السنوات الأخيرة الماضية كنبات البونيكام.
ترجع أصول هدا النبات لدول جنوب أفريقيا و البرازيل حيث ينمو في المناطق الاستوائية و الرطبة من أفضل انواع البونيكام هو ماكسيموم ومنه نوعين من اجمالي 4 انواع اثبتت نجاحها وانتاجيتها العالية وهما بونيكام تنزاني وبونيكام مومباسا و يعد من أفضل الاعلاف الخضراء لاحتوائه على نسبة عالية من البروتينات تصل إلى 18 في المئة وبالتجربة وجد انه يزيد إدرار الحليب وممتاز لتسمين الماعز والأغنام والعجول و قدرته على تحمل درجة حرارة عالية و مقاومته للجفاف حيت يستهلك 50% من المياه بالمقارنة مع البرسيم مع ضمان إنتاجية  عالية من المادة الجافة و كذلك يمكن تخزينه عن طريق السلوجة أو تجفيفه. يتميز البونيكام بمقدرته الفائقة على تحمل ملوحة الماء التي قد تصل إلى 8000جزء من المليون وفي بعض الأنواع إلى 12000 جزء من المليون و هدا المشكل يعاني منه العديد من المناطق في سواحل المغرب و جهة دكالة عبدة مثلا…
رغم تواجد عدد مهم من مربي الماشية في هده المناطق كما يتميز البونيكام بسرعة النمو وغزارة الإنتاج وديمومة الإخضرار (أكثر من 10 قصات خلال العام الواحد) حيث يمكنه توفير الأعلاف الخضراء على مدار السنة بدون التأثر بالبرودة كما هو الحال عند أعلاف أخرى كالبرسيم وهو نبات ورقي قد يتجاوز طوله في بعض الأحيان المترين وأكثر من ذلك، هذا النبات له قدرة على النمو في ظروف تربية وبيئية مختلفة مع ظروف جوية وشدة الإضاءة إضافة لإنتاجيته العالية حيث تنتج حوالي 20 طن مادة جافة في الهكتار سنويا. يمكن زراعة نبات البونيكام بطريقة التشتيل بين شهر أكتوبر و دجنبر و دلك بتهيء شتلات تم القيام بتحويلها عن طريق خطوط و ريها بنظام التنقيط و تحتاج هده الطريقة كيلو و نصف الى 2كيلو  من البذور و الطريقة الثانية عن طريق الزرع اليدوي أو بآلة الزرع بين شهر فبراير و ابريل، ثم ريها بنظام الرش و تحتاج هده الطريقة 15-10 كيلوغرام في الهكتار و يستحسن حشه للمرة الأولى بعد 60 يوم لكي يتم تثبيت الجذور جيدا في التربة و يتم بعد ذلك حشه مرة كل 25 يوم في طقس حار و معتدل و كل 40يوم في طقس بارد و من بين مميزات هدا النبات انه لا يحتاج لأدوية بحكم انه يقاوم أمراض الاوراق. يمكن لهده الزراعات ان توفر على المربي من تكلفة الانتاج و ضمان جودة في انتاج الحليب و كذلك اللحوم من جهة و الحفاظ على الثروة الحيوانية من جهة أخرى..

المحيط الفلاحي: رياض وحتيتا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.