مشاريع المغرب الأخضر بإقليم الصويرة ..تثمين مؤهلات فلاحية كبيرة في سبيل النهوض بالإقليم
يشكل القطاع الفلاحي بإقليم الصويرة دعامة حقيقية ومستدامة للاقتصاد المحلي وذلك بفضل الاهتمام الكبير الذي يحظى به في إطار مخطط المغرب الأخضر ، الذي يروم من خلال مجموعة من المشاريع تثمين منتجات القطاع والرفع من جودتها وحجم مردوديتها
ورغم الظروف المناخية غير المواتية والتي لا تستجيب لتطلعات الفاعلين في هذا الميدان والتي من تجلياتها ضعف التساقطات المطرية وغير المنتظمة، لازالت الفلاحة المحلية محافظة على مؤشراتها الإيجابية، وذلك بفضل منتجات رائدة تستجيب لمتطلبات السوق، من ضمنها زيت الزيتون بمنطقة الشياظمة، وزيت أركان ومشتقاته، التي تجاوز صيتها الحدود الوطنية
ويتميز هذا القطاع، بغرس أنواع متنوعة من الأشجار تتلاءم مع الظروف المناخية بالمنطقة، كالزيتون والخروب، حيث هناك امكانية توسيع المساحة المغروسة بالأشجار، بالإضافة إلى قوة المنتجات المحلية ذات القيمة المضافة، والخبرة المكتسبة في مجال التنظيمات المهنية الفلاحية، والقرب من مركز الاستهلاك
وبالنظر إلى غنى الموروث البيئي الذي يزخر به الإقليم، راعى مخطط المغرب الأخضر، في صيغته الإقليمية، خصوصية المنطقة، بالاعتماد على مقاربة تضامنية ومندمجة، ترتكز على أربعة محاور أساسية، متمثلة في ضمان الأمن الغذائي، وتحسين الظروف السوسيو اقتصادية للفلاحين، وحماية والمحافظة على الموارد الطبيعية، وتطوير الفلاحة الموجهة نحو السوق
وحسب معطيات المديرية الاقليمية للفلاحة، فإن المساحة الصالحة للزراعة بإقليم الصويرة، الذي يضم 53 جماعة قروية، تبلغ 280 ألف و513 هكتارا، منها 2758 هكتار مسقية، فيما يبلغ عدد الفلاحين بالمنطقة حوالي 52 ألف و565 مزارع من ضمن 357 ألف و413 من الساكنة القروية بالإقليم
وينقسم الإقليم إلى منطقتين وهما الشياظمة بالشمال حيث السهول والهضاب ( 51 في المائة من المساحة الإجمالية للإقليم) وتتميز بز راعة الحبوب والزيتون وتربية الأبقار والأغنام، ومنطقة “حاحا” بالجنوب ذات التضاريس الجبلية، التي تنتشر بها أشجار الأركان والخروب وتربية الماعز والنحل
وأكد المدير الإقليمي للفلاحة السيد أحمد ناجد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بميزانية تقديرية تبلغ 4, 527 مليون درهم في أفق 2020 ، منها 356 مليون درهم مخصصة للبرنامج الأفقي، يشكل مخطط المغرب الأخضر الإقليمي ورشا كبيرا، تم اعداده ليأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الفلاحية للإقليم، مبرزا أن هناك طموحا لتثمين هذا القطاع بشكل يمكن من الرفع من مساهمته في النسيج الاقتصادي المحلي، وتحسين مداخيل ساكنة المنطقة
وأشار إلى أنه في إطار الفلاحة التضامنية، بلغ عدد المشاريع المدرجة في إطار الدعامة الثانية، إحدى عشر مشروعا، همت سلاسل الزيتون ( ثلاثة مشاريع)، والأركان ( مشروعين أحدهما يخص غرس هذه الشجرة لدى الخواص، والثاني تثمين زيت الأركان)، فضلا عن مشروع واحد لكل من سلاسل الخروب، والعسل، واللحوم الحمراء، والحليب، و”البسباس
ولتحقيق أهداف هذا المخطط الإقليمي، أوضح السيد ناجد، أنه تم إيلاء اهتمام خاص بتفعيل المشاريع المبرمجة، وتعبئة الامكانيات، والرفع من مستوى التنسيق بين الفاعلين المحليين وتنظيم المستفيدين من خلال خلق تعاونيات ومجموعة ذات النفع الاقتصادي، مؤكدا على الأهمية التي تكتسيها الفلاحة الصغيرة كمكون أساسي في مخطط المغرب الأخضر ( الدعامة الثانية)
وجدد السيد ناجد، التزام المديرية الإقليمية للفلاحة بالصويرة، بأجرأة وضمان تتبع تنفيذ كافة المشاريع المبرمج في إطار هذا المخطط، مشيرا إلى أن هناك مشاريع أنجزت، وأخرى في طور الانجاز بنسبة تقدم الأشغال تصل إلى 90 في المائة
وفي هذا السياق، تم التركيز على ورش تطوير سلسلة الزيتون ( 18 جماعة قروية)، بتكلفة مالية حددت في 8, 66 مليون درهم، وسيستفيد منها حوالي 1450 فلاحا
ومن خلال تهيئة 4000 هكتار مابين 2011 و2017، لفائدة 1433 مستفيد، يسعى هذا المشروع، على الخصوص، إلى تحسين الوضعية السوسيو اقتصادية للفلاحين، وتحسين الإنتاجية وجودة المنتوج، وتثمين زيت الزيتون عبر اعتماد علامة مميزة للمنشأ والجودة. ومن بين الانعكاسات المرتقبة لهذا المشروع على المستوى البيئي، تثمين الماء والعمل على محاربة انجراف التربة والتصحر وتحسين التنوع البيئي
أما مشروع الدعامة الثانية، فيهم تنمية وارساء حكامة جيدة لتعاونيات الأركان على مستوى 27 جماعة قروية، بتكلفة مالية تصل إلى 19 مليون درهم، مع استفادة حوالي 2000 امرأة
ويروم هذا المشروع، بالأساس، تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمرأة القروية والرفع من إنتاج التعاونيات من زيت الأركان إلى ثلاث أضعاف ما ينتج حاليا، وتثمين الاركان ومشتقاته، وتأهيل تعاونيات إنتاج زيت الأركان
وتميزت الفترة الممتدة مابين 2011 و2016، بدعم التعاونيات بالمواد الأولية، وتجهيزها بالمعدات لتثمين زيت الأركان واستصلاح المقرات، ومواكبتها من الناحية التقنية والتكوين واقتناء لوازم التعليب، فضلا عن إحداث دار أركان (مقر في طور البناء لفائدة المجموعة ذات النفع الاقتصادي فيطاركان)
ومن بين مشاريع الدعامة الثانية، تنمية سلسلة تربية النحل ب26 جماعة قروية، التي رصد لها غلاف مالي قدر ب 5, 13 مليون درهم، سيستفيد منه 300 شخصا. وسيمكن هذا المشروع، الذي يوجد في طور الانجاز، من تحسين الظروف السوسيو اقتصادية للساكنة المحلية بالإضافة إلى تحسين انتاج العسل
كما تتضمن مشاريع الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر الإقليمي، مشروع تربية الماعز (يرعى في المجالات الخصبة بأشجار الأركان)، ويهم 29 جماعة قروية بمنطقة “حاحا”، بتكلفة مالية حددت في 7, 13 مليون درهم، مع استفادة حوالي 300 كساب
ولبلورة هذا المشروع، تم على الخصوص، تنظيم مربيي الماعز، وانجاز 15 نقطة ماء، كما يوجد في طور الانجاز كل من المجزرة العصرية ووحدات لتقطيع اللحم
أما تنمية سلسلة الحليب، فتهم 29 جماعة قروية، بالمنطقة الشمالية لإقليم الصويرة، رصد لها غلاف مالي يصل إلى 29 مليون درهم، ويبلغ عدد المستفيدين حوالي 1500 مربي الماشية
واعتنى مخطط “المغرب الأخضر”، أيضا، بشجرة الخروب، من خلال مشروع لتنمية هذه السلسلة، بغلاف مالي يبلغ 25, 10 ملايين درهم، يستفيد منه حوالي ألف فلاح على مستوى ست جماعات قروية، حيث تميزت سنة 2017 بغرس ما يقارب من 450 هكتارا بشجرة الخروب، كما أن هناك طموح لبلوغ 1000 هكتار
من جهة أخرى، أولى مخطط “المغرب الأخضر” أهمية كبيرة للمشاريع الصغيرة والمتوسط المتعلقة بالسقي، شملت على الخصوص، الري بنظام التنقيط ، والتهيئة الهيدرو فلاحية لمحيط سد زرار
وبخصوص المشاريع المدمجة في إطار صندوق التنمية القروية، فقد اشتملت على تهيئة وفتح 23 كلم من المسالك القروية، علاوة على مشروع هم سنة 2017 تهيئة وفتح 13 مسلكا قرويا ( 7, 63 كلم) ب11 جماعة قروية، في حين ستعرف السنة الجارية تهيئة وفتح مسالك أخرى و تبرز هذه المؤشرات جميعها، أن القطاع الفلاحي بإقليم الصويرة يحظى بأهمية خاصة، ويتوفر على عدة مؤهلات سوسيو اقتصادية، تمكنه من المساهمة وعلى نحو جيد في ضمان تنمية مستدامة، والنهوض بالاقتصاد المحلي والوطني.
سمير لطفي :و. م. ع
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.