مجلة المحيط الفلاحي

مُزارِعو باكستان المُتضرِّرون بالسيول يطلَّبون معوناتٍ عاجلة

خساراتٌ محصولية بمقدار 100 بالمائة في بعض المناطق

روما – إذ تتواصَل جهود الإنقاذ لحياة السكان في باكستان المتضرِّرة بكارثة سيول الأمطار الموسمية في الوقت الراهن حذَّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “FAO” اليوم من التهديدات الخطيرة المُسلَّطة على الأمن الغذائي وموارد معيشة الملايين من الأشخاص حالياً وخلال الأشهر المقبلة.

وتُورِد التقاريرُ حتى الآن نحو 13.8 مليون شخصٍ تضرروا مباشرةً بالكارثة بينما لم تَنفَك أعدادهم تتزايد بسرعة. والمُقدَّر أن الدمار الذي أحاقته مياه السيول في المناطق الشمالية والوسطى من البلاد قد تتفاقم مع تَدفُّق السيول صَوب المناطق الجنوبية من البلاد.

وفي العديد من المناطق قَدَّرت المنظمة “فاو” الخسائر الزراعية بنسبة 100 بالمائة بينما نَفَقت عشرات الآلاف من الحيوانات الزراعية. وقد أغرقت السيول ما يصل إلى 700000 من هكتارات الأراضي المزروعة أو ألحقت بها الدمار التام، وفي حالاتٍ كثيرة تتضوَّر الحيوانات الزراعية جوعاً حتى الموت بلا علفٍ. وتُحذِّر المنظمةُ من أن محصول القمح للموسم المقبل يواجِه خَطَر البُوار في الإقليم الذي يشكِّل سَلة الخُبز التقليدية لعُموم باكستان.

عواقبٌ وخيمة

ذكر الخبير ديفيد دولان، مُنسًّق أنشطة برامج المنظمة “فاو” في باكستان، أن”التقديرات الأوّلية من قِبل خبراء المنظمة وشركائها في قطاع الزراعة بالمناطق الشديدة التضرُّر من البلاد تُجمِع على أن معظم المحاصيل الزراعية الجاهزة للحصاد وقُطعان الماشية قد تعرَّضت للدمار… فيما يَستَتبِع عواقبٍ وخيمة على أوضاع الأمن الغذائي للسكان المحليّين، وفي وقتٍ بدأت فيه أسعار المواد الغذائية تُسجِّل ارتفاعاتٍ حادة”.

وأوضح مُنسًّق المنظمة أن “نحو 80 بالمائة من السكان المُتضرِّرين بالكارثة يعتمدون على الزراعة كمورد معيشة. ولذا فإن أولوية المنظمة الفورّية هي ضمان إنقاذ قُطعان الماشية التي نَجَت من الكارثة أوّلياً… من خطر النفوق جوعا”.

ويدعو تَجمُّع الزراعة الدولي الذي تقوده المنظمة “فاو”، في إطار “خطّة الاستجابة الدولية الأوّلية للسيول بباكستان”، إلى تعبئة 5.7 مليون دولار أمريكي للبدء فوراً بأنشطة الدعم الحَرِجة لإنقاذ قُطعان الماشية من الهلاك. وتَمِسّ الحاجة فوراً إلى الأعلاف والتجهيزات البيطرية الضرورية للحيلولة دون نُفوق القطعان من جرّاء الجوع أو الأمراض. وتتجلَّى أهمية الثروة الحيوانية في الاقتصاد المحليّ بباكستان ليس فقط لدورها كمورد غذاء ومصدرٍ لطاقة الجرّ في الحقول، بل وأيضا لأنها تمثّل في الأغلب كامل مُدّخرات الأسرة الباكستانية بالمناطق الريفية.

إحتياجاتٌ فورّية

حتى الآن عبَّأت المنظمة “فاو” فعلياً موارد بمقدار 1.6 مليون دولار أمريكي في إطار مشروعاتها الجارية لتغطية الاحتياجات الفورية تَحَسُّباً لموسم الزَرع القادم، وقد وَصَلت مساعداتها إلى نحو 25000 أسرة لإمدادها بالمُستلزمات الزراعية الحَرِجة من بذورٍ وأدواتٍ وأسمدة.

وفي حين تُبرِز تقديرات الاحتياجات المُلِّحة نطاق الكارثة التي لم يسبَق لها مثيلٌ وأبعاد عواقبها على القطاع الزراعي الباكستاني، تَعكُف المنظمة “فاو” مع شركائها في التجمُّع الزراعي الدولي على تصعيد مُخططات الردّ والاستجابة وتدبير متطلّبات التمويل في محاولةٍ لضمان تلبية الاحتياجات العاجلة للمُزارعين الباكستانيين قبل فوات الأوان.

المصدر: منظمة الأغدية والزراعة  الدولية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.