مجلة المحيط الفلاحي

مشاركون في لقاء بالقنيطرة يؤكدون أهمية الدور الذي تضطلع به الجامعة في التصدي للتغيرات المناخية

أكد مشاركون في لقاء نظم، اليوم الأربعاء، بجامعة إبن طفيل بالقنيطرة، على أهمية الدور الحيوي الذي تضطلع به الجامعة المغربية في التصدي لإشكالية التغيرات المناخية.

وأشاد المشاركون خلال هذا اللقاء الذي نظمه المجلس الثقافي البريطاني بتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والأمم المتحدة، بالانخراط الفعال للطلبة المغاربة في الجهود الحثيثة لمواجهة التحول المناخي.

كما نوهوا بتسخير إمكانات مؤسسات التعليم العالي لقيادة كافة المبادرات العملية الرامية إلى مكافحة أزمة المناخ.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس جامعة إبن طفيل، عز الدين الميداوي، على أهمية الدور الحاسم الذي يقوم به الطلبة باعتبارهم قادة المستقبل، في تجسيد التزامات مؤسسات التعليم العالي، كفضاء للتحصيل العلمي، في التصدي لإشكالية التحول المناخي، ليس من خلال البحوث فحسب، وإنما أيضا من خلال إطلاق مبادرات مبتكرة كفيلة بالحد من مضاعفات هذه الإشكالية الكونية.

وقال الميداوي في كلمة افتتاحية لهذا اللقاء، إن جامعة إبن طفيل كانت سباقة إلى اتباع أفضل الممارسات لتحقيق الاستدامة في محيط الحرم الجامعي، عبر استخدام الطاقة النظيفة في شبكة الإنارة، ومعالجة وتدوير المياه، واعتماد آلية النقل المستدام ومضاعفة عدد الفضاءات الخضراء.

وسجل الميداوي أن البنية العمرية للطلبة بنية شابة وهو ما يساعد أكثر على انخراطهم الفعلي في الجهود والمشاريع المبتكرة لإرساء منظومة بيئية مستدامة داخل الحرم الجامعي.

من جهته، أشاد توني ريلي مدير المجلس الثقافي البريطاني بالمغرب، بالتعاون القائم بين المجلس ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لدعم الجامعات المغربية في تنفيذ التزاماتها بشأن مكافحة التغيرات المناخية.

وأضاف في معرض تدخله “لمسنا من خلال الأبحاث التي أجريناها حماسا كبيرا من لدن الشباب المغربي في جهود مكافحة التحول المناخي، وهذا طبعا يعكس بشكل كبير الدور الرائد الذي تقوم به الجامعات المغربية في إرساء مناهج مبتكرة لمعالجة هذه الإشكالية العالمية”.

وشدد على أن دور الشباب مهم ومحوري في تشكيل سياسة التغيرات المناخية في المستقبل، مضيفا أنه لذلك “يتعين علينا أن نضمن عدم إغفال أصوات هذه الشريحة وآرائها وحلولها لمكافحة أزمة المناخ وإدماجها في قرارات السياسة المناخية التي ستؤثر حتما على مستقبلها”.

كما نوه المسؤول البريطاني بالجهود التي تبذلها جامعة ابن طفيل الشريكة لجامعة كلية لندن، في مجال حماية البيئة وإطلاق مبادرات مبتكرة ومستدامة في هذا المجال الحيوي.

من جانبه، أشاد الكاتب العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار محمد خلفاوي، بالانخراط الفعال للطلبة المغاربة في كافة الجهود الرامية لمكافحة التغيرات المناخية، سواء تعلق الأمر بمجال البحوث أو ارتبط بإطلاق حلول ناجعة في ما يتعلق بالابتكار المستدام.

كما توقف خلفاوي عند التزام الوزارة الطموح الذي قدم في مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب26) بغلاسكو، والذي تعهدت من خلاله بمضاعفة عدد الفضاءات الخضراء والإيكولوجية بالجامعات المغربية التي تم تحديدها لهذا الغرض، وذلك بحلول عام 2023 وتوسيع نطاق التعاون في مجال البحوث المتعلقة بالتغيرات المناخية وتجسيد نتائج الدراسات العليا التي تتوافق مع الاستدامة والتربية المناخية.

أما المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في المغرب، سيلفيا لوبيز إيكرا، فتحدثت من جهتها، عن الدور الذي يمكن أن يضطلع به الشباب قادة المستقبل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، باعتبارها دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول عام 2030.

وسجلت في تدخلها أن أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر متكاملة مع بعضها البعض، مشددة على أن تحقيق التنمية رهين بضمان التوازن بين الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

ورأت لوبيز إيكرا أن الوصول إلى هذه الأهداف الطموحة يمر عبر اعتماد الإبداع والمعرفة والتكنولوجيا، مؤكدة على الدور الذي يضطلع به كافة أفراد المجتمع وخاصة شريحة الشباب المتعلم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتصدي لإشكالية التغيرات المناخية.

وخلال هذا اللقاء، قدم أكاديميون من كلية جامعة لندن عرضا أبرزوا من خلاله الدور الحاسم الذي تلعبه مؤسسات التعليم العالي في مكافحة التغيرات المناخية، من قبيل مناهج التدريس، وتعزيز المشاركة المجتمعية والنهوض بالتوعية العامة ذات الصلة بحماية البيئة.

كما توقفوا عند الدعم الذي تقدمه هذه المؤسسة الجامعية البريطانية لفائدة طلبة الدكتوراه وما بعد الدكتوراه الذين يعدون بحوثا حول المناخ بالمغرب. وكان المشاركون في هذا اليوم الدراسي، قد زاروا معرضا أقيم بالمناسبة، اطلعوا من خلاله على عدة مبادرات وحلول مستدامة ومبتكرة في مجال البيئة من إنجاز طلبة جامعات إبن طفيل والجامعة الدولية للرباط، وجامعة محمد الخامس الرباط، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.

وتتعلق هذه المبادرات بحلول معالجة المياه، والتنقل المستدام، والنجاعة الطاقية وتلوث الهواء، والبناء صديق البيئة، فضلا عن ميثاق الجامعات الخضراء الذي ستتم المصادقة عليه في مؤتمر الأطراف (كوب 27) بمصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.