مجلة المحيط الفلاحي

كوب 25.. سرعة التحرك لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية أضحت ضرورة ملحة

في الوقت الذي تشتد فيه حالة الطوارئ المناخية العالمية وتستمر انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع يجتمع مسؤولو الحكومات العالمية في العاصمة مدريد من 2 إلى 13 دجنبر في أشغال المؤتمر الخامس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن التغيرات المناخية ( كوب 25 ) في محاولة لدعم وتعزيز العمل من أجل حماية كوكب الأرض وبحث ومناقشة مختلف التصورات والسبل والآليات الكفيلة بتسريع وتيرة التحرك لمواجهة تحديات التغيرات المناخية.

ويبقى الهدف الأساسي والمحوري لمؤتمر ( كوب 25 ) الذي يعقد تحت رئاسة حكومة الشيلي ويتم تنظيمه بدعم لوجستي من الحكومة الإسبانية هو اتخاذ تدابير وإجراءات ستكون حاسمة لمتابعة مسلسل منظمة الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية.

ولعل أحد الأهداف الرئيسية لمؤتمر الأطراف ( كوب 25 ) هو رفع مستوى الطموح العالمي من خلال استكمال وإدماج مجموعة من الإجراءات والتدابير في أفق تنفيذ وإعمال مقتضيات اتفاقية باريس بشأن التغيرات المناخية.

وقد تم خلال العام الماضي خلال قمة ( كوب 24 ) في بولونيا اعتماد والمصادقة على معظم التوصيات والمبادئ التوجيهية لاتفاق باريس باستثناء تلك المتعلقة بالمادة السادسة من هذه الاتفاقية.

وتعطي المادة السادسة توجيهات وإرشادات حول الكيفية التي ستعمل بها الأسواق المناخية الدولية والتي تشكل آلية وأداة اقتصادية ذات بعد عالمي من أجل مواجهة تحديات التغيرات المناخية .

ومن بين الأولويات الأخرى التي سيركز عليها مؤتمر الأطراف ( كوب 25 ) قضايا ملاءمة المبادرات والقرارات وتكييفها بشأن التغيرات المناخية وكذا القضايا المرتبطة بالأضرار التي تخلفها هذه التغيرات ومسألة الشفافية والتمويلات ودعم وتعزيز القدرات بالإضافة إلى القضايا الأخرى المرتبطة بالشعوب الأصلية وإشكالية المحيطات والغابات والمساواة بين الجنسين ومقاربة النوع وغيرها .

كما أن التكنولوجيا والحصول على التمويلات تظل من القضايا الحاسمة على اعتبار أن هذين المكونين يشكلان ضرورة ملحة من أجل تمكين البلدان النامية من جعل اقتصادياتها خضراء لها القدرة على التكيف .

وحسب الخبراء فإنه يتعين على البلدان في أفق 2020 أن تقدم صيغ جديدة أو محينة لمخططاتها الوطنية المتعلقة بالمناخ والمعروفة أيضا باسم الإسهامات المحددة على المستوى الوطني .

وإذا لم تنخفض انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بنسبة 6 ر 7 في المائة سنويا ما بين عامي 2020 و2030 فسيفقد العالم فرصة المضي قدما في المجهود المبذول لتحقيق هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة في حدود 5 ر 1 درجة مائوية الذي حددته اتفاقية باريس كما تشير إلى ذلك طبعة 2019 للتقرير حول الفجوة بين الاحتياجات وآفاق تقليص الانبعاثات الذي نشره هذا الأسبوع برنامج الأمم المتحدة حول البيئة .

وهذا يعني أنه ينبغي على الأقل مضاعفة الجهود الجماعية الحالية بخمسة أضعاف من أجل تحقيق التقليص الضروري للانبعاثات على مدى السنوات العشر القادمة وبالتالي الوصول إلى هدف 5 ر 1 درجة مائوية .

وكانت الشيلي قد أعلنت خلال قمة العمل المناخي في نيويورك عن إطلاق التحالف من أجل الطموح المناخي الذي يجمع بين البلدان التي تخطط لتكثيف أعمالها ومبادراتها في هذا المجال خلال عام 2020 وتلك التي ترغب في العمل من أجل تحقيق صفر انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بحلول عام 2050 .

وستكون هذه المبادرة أيضا على جدول أعمال العديد من النقاشات واللقاءات والندوات خلال مؤتمر الأطراف ( كوب 25 ) .

وتشارك وفود 196 دولة في المؤتمر الخامس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن التغيرات المناخية الذي تحتضنه العاصمة الإسبانية مدريد في الفترة من 2 إلى 13 دجنبر .

وستقوم قمة المناخ ( كوب 25 ) على امتداد 12 يوما بتعبئة قرابة خمسين من قادة العالم ورؤساء الدول والحكومات ورؤساء مؤسسات الاتحاد الأوربي وكبار ممثلي المؤسسات الدولية مثل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والبنك الدولي للتنمية وذلك من أجل بحث ومناقشة مختلف التصورات والسبل والآليات الكفيلة بمواجهة تحديات التغيرات المناخية .

وسيشارك ما مجموعه 25 ألف شخص في هذا الحدث العالمي في فضاءين متجاورين تم تصميمها لاحتضان أشغال هذه القمة أحدهما سيخصص للاجتماعات الرسمية والمفاوضات بين الدول والوفود المشاركة والآخر تم إعداده لعقد بعض الأنشطة الموازية مثل تقديم التقارير العلمية أو عروض ومداخلات ممثلي المنظمات غير الحكومية .

المحيط الفلاحي: وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.