مجلة المحيط الفلاحي

فلاحون بقرى سوس-ماسة منشغلون بتأخر تساقط الأمطار

سوس ماسة :  لا يخفي الفلاحون بقرى سوس-ماسة قلقهم إزاء تأخر تساقط الأمطار التي ينتظرون هطولها ، ليتضاءل الأمل لديهم في موسم فلاحي جيد خاصة في مجال زراعة الحبوب وتربية المواشي.وقال محمد بن راجي، وهو فلاح من أولاد برحيل (قرب تارودانت) “فقدنا زراعتنا البورية وكنا مجبرين على زرع زراعات أخرى، والأمطار لازالت شحيحة“.

وعلى غرار بن راجي يستغل المزارعون حوالي 120 ألف هكتار من المناطق البورية بسوس-ماسة حيث يعتمدون على التساقطات المطرية لسقي أراضهيم، غير أن استمرار المناخ الجاف يجعل آمالهم تتضاءل في تحقيق موسم جيد .

وقال العربي أكرام، وهو فلاح بالمنطقة، أنه “من دون أمطار نتوقع من الآن فصاعدا حصول خسائر”، مضيفا أن ماشيته لم تعد تجد ما تقتات عليه من عشب فوق أراضيه الموجودة بنواحي بيوكرى.

وبلغ النقص في التساقطات المطرية بسوس ونواحيها هذه السنة نسبة 65 في المائة مقارنة مع معدل العشر سنوات الأخيرة، ليبلغ 77 في المائة مقارنة مع الموسم المنصرم.

وأوضح حسن بلوش مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالنيابة بسوس-ماسة

أنه سيكون لتأخر التساقطات انعكاسات سلبية خاصة على زراعات الحبوب وتربية الماشية”، معتبرا أن “الآوان قد فات للقيام بعمليات زرع البذور“.

وأضاف بلوش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بالنسبة للمساحات التي سبق زرعها فإن الأمر رهين بتساقط الأمطار في أقرب وقت“.

ولم تتجاوز المساحات المزروعة بالحبوب في الأقاليم الأربعة التابعة لمنطقة عمل هذه الهيئة (تارودانت، واشتوكة آيت باها، وإنزكان آيت-ملول، وأكادير اداوتانان) 32 ألف هكتار، أي 47 في المائة من البرنامج الأولي الذي يعادل 68 ألف هكتار.

كما سيتأثر قطاع تربية المواشي من تأخر تساقط الأمطار على مستوى هذه المنطقة.

وأوضح بلوش أن علف المواشي يتمركز في المراعي، وفي المناطق الجبلية حيث يرعى الماعز ، مما ينعكس سلبا على وفرة العلف، مؤكدا أن التفكير في اتخاذ تدابير الدعم للتخفيف من حدة هذه الانعكاسات يعتبر ضرورة ملحة.

وبالرغم من تأخر التساقطات المطرية هذه السنة فإن الموسم الفلاحي يبشر إلى حد ما بمحاصيل جيدة في المناطق المسقية بفضل النتائج الإيجابية التي حققتها زراعات البقوليات والحوامض.

وتبلغ مساحة الأراضي المسقية بهذه المنطقة 120 هكتارا، كما أن منطقة سوس-ماسة معروفة بمنتوجها الجيد من الخضروات والفواكه.

وأكد المسؤول بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي أنه بالنظر للأمطار التي تهاطلت خلال السنوات الثلاث الماضية فإن حقينة السدود تعتبر جد كافية لتلبية احتياجات هذه السنة والسنة القادمة أيضا.

وتتزود الأراضي المسقية بمنطقتي ماسة وإيسن على التوالي من مياه سد يوسف ابن تاشفين وسد عبد المومن. ويعتبر الموسم الفلاحي بالنسبة لزراعة الخضروات عادي، حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 2 في المائة.

ويشهد إنتاج الحمضيات تطورا هاما، إذ بلغ 750 ألف طن، أي زائد 6 في المائة مقارنة مع السنة الفارطة سواء من حيث المنتجات أو الصادرات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.