مجلة المحيط الفلاحي

ضخ 1300 مليون درهم في سلسلة إنتاج الحليب

يؤهل إقليم قلعة السراغنة لمضاعفة الإنتاج في أفق2020

قلعة السراغنة:يتوقع قريبا ضخ استثمار إجمالي بقيمة 1300 مليون درهم في خانة المشاريع الرامية إلى إنعاش سلسلة إنتاج الحليب بإقليم قلعة السراغنة، لمضاعفة حجم إنتاجه لهذه المادة الغذائية الحيوية في أفق سنة 2020، مما سيؤهله للانتقال من 13 مليون لتر حاليا إلى 25 مليون لتر أي ما يقارب نصف إنتاج جهة مراكش-تانسيفت-الحوز.

ويتعلق الأمر بمشروعين هامين يندرجان ضمن مخطط “المغرب الأخضر”، يتمثل أولها في مشروع شركة “بيست ميلك” بتكلفة 250 مليون درهم و1600 مستفيد وثانيهما لشركة “مركز الحليب” بقيمة 1050 مليون درهم وما مجموعه 8400 مستفيد، وسوف ينجزان في نطاق شراكة مع وكالة التنمية الفلاحية والمديرية الجهوية للفلاحة بجهة مراكش-تانسيفت-الحوز.
وإذا كان إقليم قلعة السراغنة يشتهر منذ القدم بأنشطته الفلاحية وتربية المواشي على وجه الخصوص، فإن قساوة حرارة مناخه القاري وتعاقب سنوات الجفاف وما صاحبها من ندرة المياه، فرضا على الفاعلين المحليين التأقلم مع هذه الظروف بالتوجه نحو إدخال تقنيات الإقتصاد في استعمال الماء وعقلنة أنشطة الرعي وتربية الماشية بدعم من الدولة في إطار تشجيع النظام التعاوني والفلاحة التضامنية.
وفي هذا السياق، تم تطوير وتحسين نسل الأبقار ليصل حاليا الى 55 ألف رأس من الأبقار الحلوب، 82 بالمائة منها مهجنة، وانتظم هذا القطيع داخل تعاونيات (41 تعاونية) تضم 9000 منخرطا و6400 منتجا لمادة الحليب وإحداث 49 مركزا لجمع وتسويق الحليب عبر الإقليم.
وبذلك تكون مساهمة إقليم قلعة السراغنة في إنتاج الحليب حاليا قد وصلت الى 76 ألف طن سنويا وما يزيد عن 46 بالمائة من إنتاج الجهة، أي ما يمثل 10 بالمائة من الإنتاج الوطني وهي النسبة المرشحة في السنوات القليلة المقبلة في التموقع في حدود 15 بالمائة.
هذه جملة من المؤشرات الدالة، برأي أحد كبار المنتجين بالإقليم، على أن قطاع الحليب يعد أحد الروافد الأساسية لاقتصاديات المنطقة بالنظر لما يستقطبه في الوقت الراهن من استثمارات وما يفتحه من آفاق للتشغيل أمام الشباب في العالم القروي على وجه التحديد.
وأكد السيد عبد العالي دومو رئيس جمعية تساوت لمربي الأبقار، في تصريح له، أن القطاع يعد بالكثير من الآمال التي من شأنها أن تحقق تطلعات ساكنة العالم القروي في الاستقرار والعيش الكريم خاصة إذا ما ظلت وسائل الدعم والمواكبة متواصلة سواء من طرف الدولة والمؤسسات البنكية وغيرها من الشركاء والفاعلين المحليين من تعاونيات وجمعيات ومنتخبين وسلطات محلية.
وأضاف أن جمعية تساوت لمربي الأبقار، التي أحدثت منذ حوالي 15 سنة، تسوق حاليا ما قدره 20 مليون لتر من الحليب كل سنة وتضم سبعة آلاف كساب يتوفرون على قطيع يقدر بـ20 ألف رأس و18 مركز لجمع الحليب وأنجزت 2100 عملية تلقيح اصطناعي قصد تحسين نسل قطيع المنخرطين.
وأشار الى أن الجمعية تعمل جاهدة على مساعدة المنخرطين وتأطيرهم عبر مجموعة من المبادرات التي تصب في اتجاه الرفع من مستوى المردودية والجودة حيث وفرت في آخر عملية لها ألف طن من الأعلاف ووزعت 420 آلة لحلب الأبقار.
وتحدث من جهة أخرى عن تجربة إحدى تعاونيات الجماعة القروية اولاد زراد التي جلبت مؤخرا 540 بقرة حلوب من هولندا وألمانيا بتكلفة بلغت 25ر13 مليون درهم أي 24 ألف و500 درهم للبقرة الواحدة وستوزع على المستفيدين مقابل 8000 درهم مدعمة من الدولة بنسبة 50 بالمائة على أن يتم تسديد الأقساط المتبقية على مدى 20 شهرا بمعدل 850 درهما في الشهر تستخلص من منتوج الحليب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.