مجلة المحيط الفلاحي

خبراء وباحثون في المجال الزراعي يدعون بسيدي إفني إلى إحداث أرضية “تكنو-صناعية” لتثمين وتسويق سلسلة الصبار بالإقليم

دعا خبراء وباحثون في المجال الزراعي إلى ضرورة إحداث أرضية “تكنو- صناعية” متخصصة في الأبحاث والدراسات التقنية في مجال تثمين وتسويق منتوج الصبار بإقليم سيدي إفني.

وأكد المشاركون في الملتقى الوطني الأول للصبار الذي تنظمه اليوم السبت جمعية “إفني مبادرات” في إطار فعاليات الدورة الثالثة لموسم الصبار “أكناري” (12-14 غشت) المنظمة تحت شعار ” استدامة الموارد الترابية : خيار تنموي “، أن من شأن إحداث مثل هذه المنصة الفلاحية لتنمية البحث الزراعي لسلسلة الصبار، أن يمكن المتدخلين في هذه السلسلة (تعاونيات، جمعيات، شركات) من عناصر تثمين الصبار وتقنيات تسويقه محليا ووطنيا ودوليا وجلب استثمارات في هذا المجال بالمنطقة.

وأشاروا إلى أن إقليم سيدي إفني وخاصة منطقة أيت باعمران، رغم أنه يتوفر على الحاجيات الكافية من نبات الصبار أو ما يعرف محليا ب”الذهب الأبيض” بفضل المشاريع والموارد المالية التي وفرها مخطط المغرب الأخضر في هذا المجال، إلا أن تثمين هذا المنتوج وتسويقه مازال محدودا مما يستوجب الانخراط أكثر في تحويله وتنميته تنمية مستدامة.

ودعا المتدخلون ، في هذا الإطار، الفاعلين الاقتصاديين والتنظيمات المهنية بالمنطقة إلى العمل على جلب مشاريع استثماريه في سلسلة الصبار الذي أصبح يتوفر على كل مقومات الزراعة التي تجعله يلعب دورا رائدا في الاقتصاد المحلي والجهوي، والعمل على إحداث نواة صناعية تضم مختبرات للدراسات والأبحاث في نبتة الصبار لما لهذه النبتة المتعددة الأنواع (عيسى، موسى، أشفري، هوارة ..) والاستعمال من أدوار زراعية (تغذية بشرية وحيوانية) وبيئية (خلق توازن بيئي) واقتصادية (فرص شغل) وسوسيولوجية (قناة للتواصل بين الساكنة)، فضلا عن فوائد طبية وعطرية وعشبية.

وشددوا على أن تثمين هذا المنتوج وتحقيق الجودة المطلوبة لتسويقه يتطلب بالإضافة إلى تكوين الفلاح كمحور لهذا المنتوج ، التحسيس بأهمية التسويق والتعاقد مع متخصصين في ميدان التسويق من أجل وضع دراسات تروم تحديد حاجيات السوق من هذا المنتوج محليا ووطنيا ودوليا وتحديد الزبناء المستهدفين، داعين أيضا إلى دعم التنظيم المهني للتعاونيات والجمعيات العاملة في منتوج الصبار.

وتقدر المساحة الإجمالية لنبات الصبار بإقليم سيدي إفني، حسب تقرير للمديرية الإقليمية للفلاحة، ب 50 ألف هكتار منها 80 بالمائة بجماعتي اسبويا ومستي(نواحي الإقليم)، ويبلغ الإنتاج السنوي من هذه الفاكهة بأنواعها الثلاثة 280 ألف طن.

وتبلغ الحصة المسوقة من فاكهة الصبار على مستوى الإقليم 56 بالمائة أي 156 ألف و800 طن سنويا، فيما تبلغ نسبة الاستهلاك المحلي أربعة بالمائة من هذه الفاكهة، وتبلغ الحصة المفقودة من هذا المنتوج 40 بالمائة، أي 112 ألف طن سنويا.

وأفاد المصدر ذاته، أن الغلاف المالي الذي رصد لتمويل المشاريع الخاصة ببرنامج تثمين نبات الصبار 2010-2017 في إطار الدعامة الثانية لمخطط (المغرب الأخضر) بلغ على صعيد إقليم سيدي إفني 94 مليون و410 ألف درهم خصصت لإنجاز مشروعين لتثمين الصبار. وبالنسبة للمشروع الذي أنجز خلال الفترة 2010-2013 ويتعلق بجمع وتلفيف فاكهة الصبار فقد خصص له غلاف مالي بقيمة 79 مليون درهم منها 51 مليون درهم لإصلاح وإنجاز 105 كلم من المسالك القروية، و25 مليون درهم لبناء وتجهيز وحدة صناعية للتلفيف على مساحة 2460 متر مربع تهدف إلى تثمين منتوج الصبار لأغراض استهلاكية و الرفع من القيمة المضافة للمنتوج وخلق فرص الشغل وتحسين دخل الفلاحين.

كما تضمن هذا المشروع تخصيص مبلغ ثلاثة ملايين درهم لبناء وتجهيز مركزين لجمع فاكهة الصبار بجماعتي اصبويا ومستي وتبلغ مساحة كل مركز 400 متر مربع حيث تم تسليمهما للمجموعة ذات النفع الاقتصادي “صبار أيت باعمران” .

وحسب المصدر ذاته، فإن هذا المشروع (2010-2013) يهدف إلى تنمية سلسلة الصبار بالإقليم، وتحقيق دخل قار للساكنة للحد من الهجرة القروية، وتنظيم و تأطير منتجي الصبار، وفك العزلة عن حقول الصبار، وتسهيل ورفع تسويق فاكهة الصبار وتحسين دخل المنتجين وتثمين هذا المنتوج.

أما المشروع الثاني الذي يمتد لثلاث سنوات 2015-2017 فيتعلق بتثمين الصبار لفائدة المجموعة ذات النفع الاقتصادي “أكناري جبال أيت باعمران” بغلاف مالي بقيمة 15 مليون و410 ألف درهم، والذي يهم غرس 300 هكتار من نبات الصبار وخلق وتهيئة نقط الماء للسقي وبناء وتجهيز وحدة لتثمين هذا المنتوج.

وتتضمن باقي فقرات برنامج الدورة الثالثة لموسم الصبار “أكناري” المنظمة بتعاون مع عمالة إقليم سيدي إفني وعدد من الشركاء، تنظيم أمسيات فنية تجمع بين الموسيقى الأمازيغية والحسانية والشعبية وفن العيطة، بمشاركة مجموعات فنية، وكذا فقرات لفرق فلكلورية وفنية محلية، فضلا عن دوري في رياضة ركوب الأمواج والبودي بورد ودوري في الكرة الحديدية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.