موقع ووردبريس عربي آخر

تقرير عن تشخيص المرض المنتشر مؤخرا، المؤدي إلى الانهيار المفاجئ لطوائف النحل بالمغرب وعلاجه

عرفت العديد من المناحل بأماكن مختلفة من جهات المملكة ظاهرة غريبة تم تحديدها بظاهرة الانهيار المفاجئ لطوائف النحل، حيث تعرض عدد كبير من النحل للاختفاء من الخلايا بمختلف أنواعها بشكل غير معهود.

وقد رصدنا، في النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، هذه الظاهرة منذ بضعة أشهر، واشتغلنا عليها في صمت بهدف تشخيص المرض بدون تشويش، وكان من أهم الأعراض التي تم الوقوف عليها الاختفاء الكامل للشغالات. ولا يبقى داخل الخلية سوى الملكة مع بضع نحلات فوق رقعة أو رقعتين من الحضنة الميتة.

كما أن الحضنة نفسها قدمت أعراضا مشابهة لأعراض مرض تعفن الحضنة الأوروبي (LA LOQUE EUROPEENNE)، ولكن دون وجود أي انبعاث لرائحة التعفن التي تميز هذا الأخير. 

وفي هذا الإطار، تم بالتنسيق مع النقابة، إرسال عدد من العينات من الحضنة المصابة إلى المختبرات التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، لكن النتائج التي تم الحصول عليها كانت دائما سلبية، ولا تعطي أية ملامح للمرض الغامض.

ومن جهتنا، قمنا في النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، بمعالجة بعض المناحل المصابة بهذا المرض الغامض باستخدام الأدوية التي تستخدم لمعالجة مرض تعفن الحضنة الأوروبي(LA LOQUE EUROPEENNE)، ومرض النوزيما (LA NOSEMOSE)، وهي أدوية بيطرية متوفرة وغير مكلفة، فاستنتجنا أن الخلايا ذات خمسة إطارات من النحل فما فوق، قد تماثلت للشفاء من المرض، وعادت العافية إلى ساكنتها بشكل ملحوظ. وهو ما قمنا به، مرة ثانية، في مناحل أخرى، فحصلنا على النتائج نفسها، بما يعني أن هناك مرضا موجودا، وأننا قد نجحنا، والحمد لله، في معالجته.

لقد توصلنا، بمقر النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب في نهاية الأسبوع الماضي بخمس عينات من مناحل مختلفة، (عينة من منحل بسيدي سليمان، وعينة من منحل ببلقصيري، وعينة من منحل بمنطقة جيري إقليم الحاجب يضم 250 خلية انهارت طوائف نحلها بالكامل، وعينة من منحل ببوفكران انهارت فيه طوائف نحل 19 خلية من أصل 63 خلية، وعينة من منحل تعاونية “الفلاح” بمنطقة ويسلان- عمالة مكناس يضم ما يقارب 300خلية، تضررت منها 60 خلية)، ما يؤكد زيادة انتشار المرض، مما دفعنا للقيام بعدة أبحاث مخبرية أخرى تضمنت فحصا شاملا للعينات المذكورة بمختبر الأبحاث العلمية برئاسة جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، أسفرت يوم الأربعاء 22/12/2021 عن تشخيص المرض في عينتين من تلك العينات، حيث تأكد لنا إصابتهما بمرض “تكيس الحضنة” (LE COUVIN SACCIFORME)، وهو مرض معدٍ معروف على الصعيد العالمي، ناجم عن فيروس يسمى اختصارا (S.B.V)، يصيب الحضنة، ويتسبب في موت اليرقات قبل اكتمال نموها، مما يؤدي إلى عدم تجدد أفراد طائفة النحل بعد انتهاء عمرها الافتراضي. وكل ذلك يفسر، بوضوح، ظاهرة الانهيار المفاجئ التي رصدناها في العديد من المناحل بمختلف مناطق المغرب.

ولأن الأبحاث المخبرية التي أجريناها مكنتنا من تحديد نوع المرض الذي تسبب في ظاهرة الانهيار المفاجئ لطوائف النحل، فإنها، من جهة أخرى، فسرت لنا لماذا لم تتمكن تحليلات مختبرات “أونسا” من رصد مرض تكيس الحضنة الذي تتشابه أعراضه مع أعراض تعفن الحضنة الأوروبي، ولكنه مرض مختلف عنه، لأن مرض تعفن الحضنة الأوروبي هو مرض بكتيري عضوي يجرى تشخيصه عن طريق diagnostic bactériologique، في حين أن مرض تكيس الحضنة هو مرض فيروسي يلزم تشخيصه عن طريق إجراء  Le diagnostic virologique .

ومما تجدر الإشارة إليه كذلك، أن مرض تكيس الحضنة لا يصنف ضمن الأمراض الخطيرة إذا ما تم اكتشافه مبكرا، والتدخل في الوقت المناسب، فقد تأكد لدينا أن الخلايا ذات خمس إطارات فما فوق تجاوبت جيدا مع العلاج الذي أشرنا إليه سابقا، وأن سلالات من النحل تنجح في مقاومة المرض والتخلص من آثاره.

وتعميما للفائدة، وتنويرا للرأي العام، فإننا، في النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، بصدد إنجاز تقرير مفصل عن المرض وآليات علاجه، سنبعث بنسخة منه إلى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، الذي ننتهز هذه الفرصة للتقدم إليه بالشكر الجزيل لما بذله مختلف أطر مصالحه البيطرية من تعاون معنا، ولما قدموه لنا من مساعدات وحسن إنصات.

وفي هذا التقرير ندعو المكتب (أونسا) إلى ضرورة التعجيل بإدماج مرض تكيس الحضنة ((LE COUVIN SACCIFORME، ضمن لائحة أمراض النحل المعدية التي يجب تشخيصها بالمختبرات الوطنية. 

#الحـسن بنبل رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.