تضامنا مع صرخة باحثي وتقنيي المركز الجهوي للبحث الزراعي بمكناس

فعلاً، هِيَ صرخةٌ مُدويةٌ من مركز البحث الزراعي بمكناس نشرتها مجلة فلاحية محترمة على صفحتها الإلكترونية وتداولها الموظفون والناس بشكل واسع على “الفايسبوك” و”الواتساب”، تبعتها وقفة احتجاجية وبلاغات تضامنية من جمعية الباحثين والنقابات. صرخة تعبر عما يجري بالمراكز الجهوية من سوء تدبير وصورة مؤسفة يظهر بها مرة أخرى معهد البحث الزراعي بسبب عناصر لا تريد لهذه المؤسسة أن تتقدم وتزدهر وتُحسب ضمن المؤسسات العلمية الدولية المحترمة. لا يمكن أن يستمر الوضع هكذا بالمراكز الجهوية للبحث الزراعي في خضم الاستراتيجية الجديدة للبحث والتكوين وفي ظل مواجهة التحديات الفلاحية والغذائية والأمنية للبلاد وفي ظل التفاعل الفوري مع الخطاب الملكي الأخير حول رداءة الأداء بالإدارة العمومية. لقد طفح الكيل عند موظفي مركز مكناس الغيورين على مؤسستهم وانتفضوا كعادتهم ضد المسؤول الذي يظن أن كل شيء له لوحده كما يحصل بأغلب المراكز الجهوية. الميزانية السنوية السَّمينة، الحساب خارج الميزانية ك “خُضْرَة فُوقْ طْعَامْ “، الغُموض والتستر التام في صرف هاتين الميزانيتين وعدم إشراك لجنة تسيير المركز في قرارات الإنفاق، استحواذ المسؤول على سيارات الدولة مثنى وثلاث ورباع بلا حياء، وقود بالفائض، بطاقات الطريق السيار، سفريات وما يليها من تعويضات، هواتف ذكية معبئة، المسكن الوظيفي الواسع والمعدّ على حساب ميزانية البحث، الماء والكهرباء والإنترنيت بلا مقابل، الخدم، السائقين، أموال متدفقة من المشاريع الدولية والوطنية، …”بَزَّااافْ”. وَسَطَ هذا النَّعيم المُقيم، يظنُّ المسؤول الجهوي أن كل شيء من حوله يخضع لمَشيئته. ويُحيط به عناصرَ وصولية تُجِيد الاستكانة والخُنوع وتنفيذ الأوامر لتسهِّل له ما يهدف إليه. هذه “السِّيبة” الواضحة لا بد أن تنتهي فورا، لأن الوضع أصبح لا يحتمل أكثر، والكل يتحدث عن تدني خطير ومريب وغير مسبوق في مستوى البحث بالمراكز الجهوية وتدهور المحطات التجريبية وانعدام النشاط بالمختبرات والفراغ التام بوحدات البحث وانهيار كبير على مستوى التماسك والانضباط وجو العمل الجماعي المطلوب، كل هذا يصيب مراكزنا العزيزة على نفوسنا بسبب عناصر لا تقدر المسؤولية العلمية ولا الإدارية ويستحوذ عليها الجشع وتسعى في كل وقت وحين لإذكاء الكراهية والتفرقة وزرع الإحباط في نفوس الموظفين وإقصاء واستبعاد إرادي وظالم للأطر والتقنيين ذوي الكفاءة والنزاهة والذكاء.
المصطفى دريد : متصرف، ملحق التواصل بمركز البحث الزراعي بسطات