مجلة المحيط الفلاحي

المغرب بحاجة إلى مليون طن من الحبوب في الشهرين القادمين

المحيط الفلاحي :بعد أن أحصى خسائره من المساحة الزراعية المتضررة بقلة التساقطات المطرية وموجة الصقيع، يجد المغرب اليوم مجبرا على تقييم حصته من الطلب الداخلي من الحبوب خصوصا بعد أن تأكد تراجع المنتوج الوطني حسب المعطيات المتوفرة لحد الساعة. في تقييمها الأخير للوضع، أكدت وزارة الفلاحة أن 18 ألف هكتار من المساحة المزروعة قد تبخرت في الهواء وأنه من المرجع أن يتراجع المنتوج الوطني من الحبوب بما لا يقل عن 30 في المائة مقارنة بالموسم الفلاحي الماضي نقص سيفرض على المغرب اللجوء من جديد إلى الأسواق الخارجية لسداد حاجياته الداخلية من الحبوب، في ظل وضعية عالمية صعبة جدا تتميز بندرة الحبوب عالميا، وهو مل سينعكس لا محالة على الموازنات المالية للدولة المغربية.

ففي الوقت الذي أنتج فيه المغرب 8,4 مليون طن من الحبوب في الموسم الفلاحي الماضي، لا تتجاوز تقديرات المنتوج هذه السنة 4 ملايين، مع العلم أن حاجيات المغرب سنويا تقدر في 7ملايين طن، للاستهلاك البشري ومجموعات الصناعة الاستهلاكية، فيما يخصص الفائض للماشية. هذه الأرقام الدالة على الحالة الصعبة التي تجتازها الفلاحة المغربية، أشعلت الضوء الأحمر لدى حكومة بن كيران ووزارة آخنوش، التي قررت في الأسبوع الماضي تمديد رفع القيود الجمركية على استيراد القمح الطري حتى شهر أبريل القادم، والقمح الصلب إلى ماي الموالي. ولمواجهة الخصاص، سيتوجب على الدولة المغربية استيراد مابين مليون و  1,1 مليون طن من القمح الصلب في الفترة الممتدة من فاتح مارس إلى غاية نهاية شهر ماي المقبل. وضع كان قد أشار إليه محمد البدراوي مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي قبل فترة حين توقع أن لا تتجاوز هذه السنة منتوجات المغرب من الحبوب نصف منتوج السنة الماضية. على نفس المنوال كان قد نسج محمد فكرات الرئيس المدير العام لشركة كوزيمار، حين توقع أن لا يتجاوز منتوج قصب السكر 30 في المائة في الموسم الحالي، مقارنة بالموسم الماضي.

وعند كشف هذه الأرقام لا بد من الإشارة إلى أنه ومنذ يونيو الماضي، تاريخ الشروع في حملة التسويق الفلاحي وإلى غاية نهاية يناير الماضي استورد المغرب 3 ملايين طن من الحبوب النسبة الأكبر منها خصصت للقمح الطري، وتوزعت باقي النسب بالترتيب على الذرة والقمح الصلب والشعير. بالأمس دخل بلاغ للمكتب الوطني للحبوب والخضراوات على الخط، ليكشف على أن واردات المغرب من الحبوب منذ انطلاق الموسم الفلاحي 2011/2012 بلغت في المجمل 36 مليون قنطار، مسجلة بذلك خصاصا ناهز ال 10 في المائة مقارنة مع نفس الفترة في الموسم الفلاحي السابق. في نفس السياق، قدر البلاغ استهلاك المغاربة من القمح الطري في 14,3 مليون قنطار عن نفس الفترة، وهو ماغطى حاجيات السوق الوطني خلال الأربعة أشهر الماضية.

الواردات المغربية من الحبوب ستتوجه لفرنسا هذه المرة أيضا كأول مصدر للحبوب وتحديدا القمح الطري في اتجاه المغرب، وتأتي من بعدها الأرجنتين ثم البرازيل في منتوجات أخرى أهمها الذرة.

المحيط الفلاحي : الأحداث المغربية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.