موقع ووردبريس عربي آخر

المدير العام لمنظمة “الفاو” يشدّد على الدور الحاسم الذي يضطلع به التنوع البيولوجي في مكافحة الأمراض الحيوانية المصدر

شدّد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو، على أوجه الترابط بين صحة الإنسان والحيوان وسلامة البيئة، وأعاد تأكيد التزام منظمة الأغذية والزراعة بمواصلة دعم تعميم التنوع البيولوجي عبر قطاعات الزراعة والأغذية وذلك أيضًا من خلال مبادرة العمل يدًا بيد.

فقال المدير العام يوم الاثنين: “لقد أبرزت جائحة كوفيد-19 العلاقات الوطيدة القائمة بين صحة الإنسان والحيوان وسلامة البيئة في ظلّ اتساع أوجه الاتصال بين الإنسان والثروة الحيوانية والحياة البريّة وتدهور النظم الإيكولوجية”، مشيرًا إلى “أهمية الاستدامة البيئية باعتبارها عاملاً حاسمًا رئيسيًا في “صحة واحدة للجميع” في الأجل الطويل”.

وأشار إلى تأييد المنظمة القوي لإنشاء مجلس للخبراء رفيع المستوى من أجل صحة واحدة، مشدّدًا على ضرورة معالجة أوجه اللامساواة في الصحة إذ “أنه لا سلامة صحية في ظلّ بقاء الفئات الضعيفة في المناطق الريفية متخلفة خلف الركب”.

وأشار المدير العام إلى أنّ المنظمة قد كثّفت عملها على صعيد محور “صحة واحدة” وإعادة النظم الإيكولوجية إلى هيئتها الأصلية، كما أشار إلى أنّ المنظمة ترحّب ببرنامج PREZODE (للوقاية من حالات الطوارئ الناجمة عن الأمراض الحيوانية المصدر)، الرامي إلى وضع خرائط للعوامل الممرِضة الحيوانية الناشئة المحتملة.

وأضاف قائلًا إنّه يمكن لبرنامج PREZODE أن يعتمد على عمل المنظمة الميداني وتجربتها العالمية، مشيرًا إلى شبكة مركز الطوارئ لعمليات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود المتصل بنهج صحة واحدة الذي يضمّ أكثر من 400 خبير في مجال صحة الحيوان يعملون في 36 بلدًا أفريقيًا وآسيويًا، فضلاً عن المراكز المرجعية التابعة للمنظمة وبرنامج المراقبة المخبرية.

واقترح المدير العام استخدام المركز الجديد المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية الذي يدمج مسارات العمل المتعلقة بسلامة الأغذية والأمراض الحيوانية ومقاومة مضادات الميكروبات، والمركز المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والمعني بالتقنيات النووية في مجال الأغذية والزراعة، بصفتهما مركزين لدعم الحوار على مستوى العلوم والسياسات.

وتحدّث المدير العام خلال هذه الجلسة إلى جانب الرئيس السيد Macron، والمستشارة الألمانية السيدة Angela Merkel، والسيد Charles Michel، رئيس المجلس الأوروبي، والسيد Tedros Adhanom Ghebreyesus، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.

وحثّ جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة، والحكومات، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، على الالتزام بـنهج “صحة واحدة للجميع من أجل كوكب واحد مفعم بالصحة” والقيام بذلك “من منطلق تاريخي جامع ومتسق وجماعي”.

وتوجّه السيد Macron بالشكر إلى المدير العام على الدور الذي تضطلع به منظمة الأغذية والزراعة في تشجيع الاتساق في جدول الأعمال الدولي للتنوع البيولوجي وصحة الإنسان.

وشارك في جلسة اليوم من مؤتمر القمة عدة متحدّثين من بيهم أميز ويلز، والسيد António Guterres، الأمين العام للأمم المتحدة، والسيد David Malpass، رئيس مجموعة البنك الدولي، فضلًا عن رؤساء حكومات إيطاليا وكندا والمملكة المتحدة والنرويج والسيد Han Zheng نائب رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية. وكان من بين المشاركين رفيعي المستوى في جلسة المدير العام السيد Félix Tshisekedi، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والسيد Mark Rutte، رئيس وزراء هولندا.

برنامج PREZODE (للوقاية من حالات الطوارئ الناجمة عن الأمراض الحيوانية المصدر)

يرمي برنامج PREZODE الذي أطلق اليوم خلال قمة كوكب واحد من أجل التنوع البيولوجي لعام 2021 التي دعا إليها رئيس الجمهورية الفرنسية السيد Emmanuel Macron، إلى توطيد التعاون بين القارات من أجل مكافحة الأمراض الحيوانية المصدر التي تصيب الإنسان والتي تمثل نحو ثلثي الأمراض المعدية لدى الإنسان، وبنسبة بلغت 75 في المائة في العقود الأخيرة.

مساهمة منظمة الأغذية والزراعة

كان نهج صحة واحدة ركيزة أساسية لبرنامج المنظمة للاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها الذي حشد مبلغ 200 مليون دولار تقريبًا حتى الآن بفضل رؤيته المتمثلة في منع تحوّل الأزمة الصحية إلى أزمة غذائية والعمل في الوقت نفسه على معالجة عوامل الخطر الأساسية على نحو مستدام. وأكّد المدير العام عزيمته على الاستفادة إلى أقصى حد من استراتيجيات التنمية الشاملة لتجنّب تفاقم أوجه الاختلال على المستويين الطبيعي والاجتماعي. وقال إنّ “لا أمنًا صحيًا في ظلّ بقاء الفئات الضعيفة في المناطق الريفية متخلفة خلف الركب”.

كما أنّ منظمة الأغذية والزراعة مركز امتياز معترف به بفضل الجهود التي تبذلها للحدّ من ظهور الأمراض الحيوانية المصدر وانتقالها، مثل مرض فيروس الإيبولا، وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وإنفلونزا الطيور.

وتدير المنظمة أيضًا مشاريع تفوق قيمتها مبلغ 500 مليون دولار وهي مشاريع تتبّع نهجًا شاملًا إزاء التنمية الريفية يشمل التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية والغابات وغير ذلك من العوامل البيئية، على نحو يسهم في الحد من احتمال ظهور الأمراض الحيوانية المصدر. وقال المدير العام إنّه يمكن لمشاريع المنظمة وشبكاتها أن تقدّم منافع مستمدّة من العمل الميداني لا تقدر بثمن لدعم جهود الرصد والمراقبة في إطار برنامج PREZODE، مشيرًا إلى أنّ مبادرة المنظمة الرئيسية للعمل يدًا بيد تهدف أيضًا إلى تعميم أهداف التنوع البيولوجي.

وتتمثل أولويات المنظمة من خلال نهجها الخاص من أجل “صحة واحدة” لغرض تعزيز نظم الرصد والمراقبة والإبلاغ على جميع المستويات؛ وفهم عوامل الخطر بما يشمل العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لانتشار الأمراض وانتقالها من الحياة البرية إلى الحيوانات الأليفة والإنسان؛ وبناء القدرات على جميع المستويات من أجل تحسين تبادل المعلومات والتنسيق في ما بين المؤسسات وأصحاب المصلحة؛ وتعزيز الصحة البيطرية والنباتية والبنى التحتية وممارسات حفظ سلامة المنتجات الغذائية والحيوانية من المزرعة إلى المائدة؛ وتعزيز قدرة قطاعي الأغذية والزراعة على التقليل إلى أدنى حد من مخاطر مقاومة مضادات الميكروبات.

المحيط الفلاحي: الفاو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.