مجلة المحيط الفلاحي

المدير العام لمنظمة “الفاو” يزور مناطق شمال شرق نيجيريا المهددة بالمجاعة

أكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) غرازيانو دا سيلفا اليوم على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية بشكل فوري للمجتمعات الريفية التي يهددها خطر المجاعة في منطقة حوض بحيرة تشاد التي تشهد نزاعاً.

وقال غرازيانو دا سيلفا خلال زيارة إلى بعض المناطق المتضررة في شمال شرق نيجيريا: “إذا فاتنا موسم الزرع المقبل، فلن نحصل على محاصيل كبيرة حتى عام 2018. إن الاخفاق في استعادة إنتاج الغذاء الآن سيقود إلى تفاقم الجوع واسع النطاق والشديد، وإطالة فترة الاعتماد على المساعدات الخارجية مستقبلا”، مشدداً على أهمية التحرك الآن. 

لقد أسفر انعدام الأمن في منطقة حوض بحيرة تشاد التي تشمل أجزاء من الكاميرون وتشاد والنيجر وشمال شرق نيجيريا، عن أكبر أزمة إنسانية في أفريقيا. وقد أجبر هذا النزاع ما يقرب من مليوني شخص على ترك منازلهم وسبل عيشهم التي تقوم على الزراعة بشكل كبير، في منطقة شمال شرق نيجيريا وحدها.

وقد قام المدير العام خلال الزيارة بالاعلان عن مضمون تصور منظمة الفاو للاستجابة لأزمة حوض بحيرة تشاد (2017-2019)

وفي أرجاء منطقة حوض بحيرة تشاد، يعاني نحو سبعة ملايين شخص من الجوع الشديد خلال موسم العجاف ويحتاجون إلى مساعدة فورية تتعلق بالغذاء وسبل العيش.

وأكد غرازيانو دا سيلفا على أن “الوضع الذي نراه الآن سببه الأساسي النزاعات والجماعات المسلحة التي دمرت حياة وسبل معيشة الناس في منطقة بحيرة تشاد بأكملها. والأمر أشبه بالعدوى الانتهازية التي تستغل جسم ضعيف أصلا بسبب مشاكل أساسية من التدهور البيئي وموجات الحفاف وانخفاض الاستثمار في التنمية الريفية ومحدودية فرص العمل وفرص كسب سبل المعيشة للشباب والنساء. يجب علينا أن نعمل على معالجة هذه الأعراض من خلال اعادة السلام ومعالجة المرض بجعل الجسم أقوى. والأمر كله يتعلق بالصمود”.

يستطيع أكثر من مليون عائد وغالبية النازحين في المناطق التي أصبحت مؤخراً خالية من النزاع نسبياً، الوصول إلى الأراضي الزراعية، وقد يستفيدون من موسم الأمطار المقبل الذي يبدأ في أيار/مايو في حال توفير الدعم الزراعي الكافي لهم.

وأضاف المدير العام للفاو: ” قوّض النزاع الذي طال مداه القدرة على تحمل الظروف واستنفد سبل المعيشة وترك الناس دون سبيل لإطعام أنفسهم وعائلاتهم. ولا يمكن أن تكون الزراعة أمراً هامشياً، إذ أن أكثر من 80 في المائة من السكان يعتمدون في سبل عيشهم على الزراعة وصيد الأسماك ورعاية الماشية.

والتقى غرازيانو دا سيلفا بالمزارعين المحليين في العديد من المزارع التي تدعمها منظمة الفاو في مناطق غونغولونغ وميدوغوري القديمة في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، كما عقد لقاء مع معالي وزير الزراعة والتنمية الريفية ت.اتش. اودو أوغبه.

عمل الفاو

سيحصل أكثر من 1.16 مليون شخص على المساعدات من الفاو خلال الأشهر المقبلة في العديد من المناطق الأكثر تضرراً في منطقة حوض بحيرة تشاد مع تحرك هذه المنظمة وشركائها لتوسيع نطاق عملهم.

ومن بين النشاطات الرئيسية التي تقوم بها الفاو توزيع بذور الحبوب وأعلاف الحيوانات وتوفير التحويلات النقدية والرعاية البيطرية. وسيمكّن ذلك المزارعين النازحين والعائدين طوعاً من الحصول على محصول كبير ودعم مخزونهم من الأغذية ومنع فقدان الحيوانات في القطعان المعرضة للخطر.

وأكد غرازيانو دا سيلفا أن كثيراً من الأشخاص خسروا محاصيلهم وأصولهم الإنتاجية لما يصل إلى ثلاثة مواسم متتالية. وقد أدى ذلك إلى وضعهم في حالة شديدة من انعدام الأمن الغذائي وانخفاض قوتهم الشرائية بشكل كبير. وتعرضت الماشية إلى النهب أو الترك، كما دُمِرت البنى التحتية للري وانهارت الخدمات الإرشادية والأسواق في العديد من المناطق.

وروى أحد المزارعين وهو الحجي مصطفى علي غاجي من قرية فارييا في منطقة جيري في ولاية بورنو، كيف أنه فر من فارييا عندما هاجمها المسلحون واحتلوها قبل عامين.

وقال: “لقد أمسكوا بي وكادوا يقتلونني، ولكنني تمكنت من الفرار. وبمساعدة الفاو عدت إلى الزراعة. ومحصولي من الطماطم ونبتة القطيفة والحميض جيد جداً”.

مزيد من الدعم من المجتمع الدولي

رغم أن الدعم الذي تقدمه الفاو وغيرها من الشركاء مهم لتخفيف تأثير الأزمة، إلا أن محدودية التمويل للمساعدات الزراعية الطارئة يعيق القدرة على الوصول إلى غالبية المحتاجين.

وحتى الآن لم يتم الحصول سوى على 12.5 مليون دولار أو خمس التمويل اللازم لدعم إنتاج الغذاء هذا العام في شمال شرق نيجيريا. وسيتلقى أكثر من 1.1 مليون شخص مساعدات زراعية خلال موسم الزرع التالي، إلا أن ذلك لا يمثل سوى أقل من نصف عدد السكان المستهدفين.

وقال بوكار نيجاني مساعد المدير العام لمنظمة الفاو والممثل الإقليمي لأفريقيا: “يعاني نحو 4.7 ملايين شخص حالياً من انعدام الأمن الغذائي الشديد في الولايات الثلاث الواقعة في شمال شرق نيجيريا وهي اداماوا وبورنو ويوبي. وبشكل خاص فإن موسم الزرع الرئيسي المقبل الذي يبدأ في أيار/مايو يمثل فرصة نادرة للتعامل مع مستويات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي من خلال مساعدة العائلات المتضررة من الأزمة على إنتاج طعامها”.

وقد وضعت الفاو استراتيجية لمدة ثلاثة أعوام لمواجهة الأزمة في حوض بحيرة تشاد وتحسين الأمن الغذائي والتغذوي وتعزيز قدرة المجتمعات الضعيفة في المناطق المتضررة على الصمود. ويتطلب تنفيذ الاستراتيجية على مدى السنوات الثلاث المقبلة مبلغ 232 مليون دولار منها 1919 مليون دولار لمناطق شمال شرق نيجيريا لوحدها. وتستهدف الاستراتيجية ثلاثة ملايين شخص في المنطقة وتركز على النساء والشباب.

المحيط الفلاحي : الفاو 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.