مجلة المحيط الفلاحي

المجاعة تنتشر في الصومال … المطلوب اتخاذ إجراءات عاجلة

روما : حذرت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( فاو ) من أن المجاعة التي أخذت تنتشر رقعتها في ثلاث مناطق إضافية من جنوب الصومال ستطغى على جنوب البلاد بأكمله ، الأمر الذي يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حياة الملايين من المزارعين والرعاة في عموم منطقة القرن الأفريقي التي ضربها الجفاف

وقد أعلنت الأربعاء ، الوحدة المعنية بدراسة حالة التغذية والأمن الغذائي في الصومال لدى منظمة ألفاو” وشبكة نظم المجاعة المبكرة التابعة للوكالة الأمريكية الدولية للمعونات ، أن المجاعة قد ضربت ثلاث مناطق جديدة جنوبي الصومال هي : بالكاد وكادالي التابعتين لشابيلا الوسطى وممر أفكويا التابع لمستوطنة المشردين داخل البلاد و كذلك مجتمع المشردين داخل العاصمة مقديشو .

أما كافة المناطق الأخرى من جنوب الصومال فهي في قبضة الطوارئ الإنسانية التي تسببت بموت الآلاف من بني البشر . وتمثل كل حالة من حالات الطوارئ جزءً من أزمة أوسع نتيجة الجفاف والصراع في منطقة القرن الأفريقي اللذين يهددان حياة وسبل معيشة نحو 12.4 مليون إنسان في كل من الصومال وجيبوتي وأثيوبيا وكينيا بالاضافة الى ملايين أخرى في البلدان المجاورة .

مؤشرات المجاعة
انضمت ثلاثة مناطق جديدة منكوبة بالمجاعة من جنوب الصومال الى منطقتي باكول وشابيلا السفلى اللتين تم الاعلان عنهما بأنهما منطقتي منكوبتين بالمجاعة منذ العشرين من يوليو / تموز الماضي . وتتمثل مؤشرات المجاعة حين يفوق معدل الوفيات على الشخصين من بين كل عشرة آلاف إنسان في اليوم الواحد، وتزيد معدلات سوء التغذية الحادة على الثلاثين في المائة.

ومن المتوقع أن تنتشر المجاعة في عموم مناطق الجنوب في  غضون الأسابيع الأربعة أو الستة القادمة ، وربما تستمر الحالة على الأقل حتى ديسمبر / كانون الأول  2011 .

وشددت منظمة أل ” فاو ” على ضرورة مواصلة الجهود حتى يتم تنفيذ استجابة فورية شاملة وواسعة النطاق ، سيما وان ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف إنسان يمرون الآن في حالة أزمة  ، وبات نحو  ثلاثة ملايين ومائتي ألف إنسان بحاجة الى معونات فورية من أجل انقاذ حياتهم بمن فيهم (  2.8 مليون إنسان في الجنوب ) .

انقاذ سبل المعيشة
تبحث المنظمة عن الأموال بهدف حماية الأسر الأشد عرضة للمخاطر  في الصومال وذلك لاقامة مشروعات متعددة الأغراض لانقاذ سبل معيشة السكان في المدى القريب وبناء الأمن الغذائي في المدى البعيد.

وتشمل مشروعات المدى القريب تأمين البذور والمُدخلات  والأدوات لتوزيعها على الأسر الفلاحية لغرض الموسم الزراعي في أكتوبر/ تشرين الأول القادم ، فضلا عن مشروعات الصحة الحيوانية لتأمين العقاقير والأمصال بالإضافة الى التدريب وتنظيم برامج العمل من أجل الغذاء وتأمين التحويلات النقدية .

بناء القدرات
أما مشروعات المدى البعيد فان الغرض منها بناء قدرات أكبر لمقاومة الجفاف والتغيرات المناخية بما في ذلك تطوير البذور المقاومة للجفاف وتحسين نظم انتاج المحاصيل والماشية في الأراضي الجافة  ، فضلا عن تطوير البنية الأساسية لنظم الري وتحسين إدارة المراعي والمياه والتخزين بصورة أكثر فاعلية .

وأشارت المنظمة الى أنها تعمل الآن بصورة فعالة في المناطق الأشد  تضررا جراء الأزمة الراهنة ، بما في ذلك الصومال حيث تواجه المنظمات والوكالات الأخرى قيودا مشددة  في الوصول الى تلك المناطق .

ان الأزمة الراهنة في منطقة القرن الأفريقي هي الأزمة الأشد قسوة  بالنسبة الى الأمن الغذائي في عالم اليوم حيث أنها أودت بحياة الآلاف من بني البشر وذلك منذ اندلاعها في أعقاب انقطاع تام لموسم الأمطار خلال الفترة ( أكتوبر /تشرين الأول – ديسمبر/ كانون الأول 2010 ) .

وقد تفاقمت الأوضاع جراء النزاعات على مدى فترة طويلة من الزمن مما اضطر الملايين من السكان الى التخلي عن بيوتهم وأراضيهم ومواشيهم ومقتنياتهم الإنتاجية الأخرى .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.