مجلة المحيط الفلاحي

الطقـس والعـزلة يكبدان مـــزارعي البطــاطس بالاطلس خسائر فادحة .

المجيط الفلاحي : “ماعندنا الطريق ، ماعندنا الماء ، ماعندنا مدرسة ، ماعندنا السبيطار.. والدولة ماكتمنحنا حتى إعانة، عيينا شحال من الوقفات، شحال من البيان خرجنا، شحال من جورنال كتبنا فيه ، شحال من المسؤول اتصلنا معاه، شي ماكاين، حنا كنحسوا بالضعف بحال  عشنا خارج الوطن بحال حنا ماشي مغاربة حنا ولاد محمد السادس الله ينصرو، ولكن ماكيان اللي داها فينا، هاد المسؤولين الله يهديهم وصافي ..”هكذا تحدث لنا الحاج أوعكي 48سنة أب لتسعة أبناء فلاح من دوار أومزا المحسوبة على جماعة سيدي يحيا أويوسف بقيادة تونفيت إقليم ميدلت.

الحاج أوعكي أشار إلى أن الفلاحين المزارعين للبطاطس بالدوار” تكبدوا هذا الموسم خسائر فادحة بسبب المسلك الطرقي الغير المعبد الرابط بين تقاجوين وأومزا مسافة ثماني كيلومترات ، والذي لازال مقطوعا لحد الساعة بسبب الثلوج والأوحال، ما يجعل وسائل النقل تجد صعوبة في ولوج الدوار لنقل محصول البطاطس وبالتالي ضياع المنتوج وبقائه تحت الأرض…”

ويوضح المصدر ذاته محتجا ، أن هذا المسلك الجبلي ،” يطرح للأهالي  مشكلا عويصا ، خاصة في وجه التجار الذين يشترون البطاطس من المزارعين بأومزا، مايجعل محصول البطاطس يضيع   كل سنة ، من جهة بسبب الثلوج والأوحال ، ومن جهة ثانية لكون التجار المشترين لبضاعتهم يأخذون هذه المسألة بعين الاعتبار ، فيمنحون المزارعين ثمنا أقل، ما يكبدهم خسائر مادية ، ناهيك عن أن الدولة لاتمنح أي إعانات ، أو دعم للفلاحة بهذه المناطق الباردة”.

ويؤكد أوعكي أنه” زرع حوالي ثمانية أطنان من البدور، وبسبب الثلوج، لازالت مدفونة تحت الأرض لم تقلع ، وحوالي 25 فلاح بالدوار يعيشون نفس الأزمة، علما أن الدوار يتوفر على 125محركا للماء تستغل في سقي البطاطس، التي تعتبر المورد الرئيسي لعيشهم، إلى جانب الكسيبة التي تضررت أيضا بسبب صعوبة الحصول على الأعلاف، وعدم خضوعها للمراقبة من طرف مصلحة الصحة البيطرية التي لاتزور المنطقة سوى مرة في السنة”.

وتتضاعف معاناة المزارعين حينما تباع بضاعتهم بأبخس الأثمان” نتلقى كل موسم  ضربات من التجار الذين يطرحون أثمنة هزيلة” تيكولوا لينا راه طريق ديالكم صعيبة  بزاف وماننقدروش نوصلوا ليها ” والمسؤولين على الصعيد الوطني  “لايولون أي أهمية لهذه المنطقة، وإذا ما استمر الوضع على ها الحال فالفلاحة ستضيع والفلاحون سيرحلون..”

ويضطر سكان هذه المنطقة المعزولة من أجل قضاء أغراضهم الضرورية إلى التنقل إلى مركز تقاجوين على متن البغال  والجرارات ،” هذا في الأيام العادية أما أثناء التساقطات الثلجية، فاللي خزن شي راه تايكل منو حتى تبان الشمس ويدوب الثلج وينشف المسلك من الأوحال” .  يضيف محدثنا بأسف وهو يلف رأسه في عمامة سوداء وجسده في معطف بنفس اللون.

وللإشارة ، تشغل زراعة البطاطس يد عاملة موسمية كثيفة معظمها محلية من النساء والشباب، تعمل في ظروف قاسية ، حيث يحفرون في طقس جد بارد،و يقلعون البطاطس من الأرض ،  ويحملون الصناديق على أكتافهم وينقلونها للشاحنات ، حيث تستغرق جني هذا المحصول مابين شهرين وثلاثة، وتصادف عملية القلع فترة تساقط الثلوج والأمطار مايجعل ظروف عملهم صعبة .

الكبيرة ثعبان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.