مجلة المحيط الفلاحي

التعاونية الفلاحية زناتة..قصة نجاح عمادها المنتجات المجالية

قبل حوالي عشر سنوات رأت التعاونية الفلاحية زناتة بالمحمدية النور، فاختارت المنتجات المجالية سبيلا لنشاطها من خلال إنتاج وتوزيع وتسويق الخضروات على المستوى الوطني .. ومع مرور الزمن كبر طموحها، الذي أثمر شراكات تجاوزت حدود البلاد.

وخلال مسيرة تعاونية زناتة ، التي تأسست سنة 2011، وانضوى تحت لوائها 90 فلاحا، وضعت هذه التعاونية نصب عينيها هدفا أساسيا يتمثل في تطوير الفلاحة بالمحمدية عبر مساعدة الفلاحين، وتشجيعهم على مضاعفة الإنتاج وتثمينه وتسويقه داخليا وخارجيا.

فانخراط الفلاح في التعاونية يمكنه من الاستفادة على واجهتين، .. بيع منتوجه خارج إطار الوسطاء، قبل التحويل المنتجات، ثم بيع المنتجات بعد خضوعها لعمليات التحويل.

كما أن اهتمام هذه التعاونية لا يقتصر فقط على تحسين مداخيل الفلاحين، بل يتعداه إلى المشاركة في المعارض المهتمة بالقطاع خاصة التي تقام على المستوين الدولي والوطني بغية خلق شراكات وعقد اتفاقيات من أجل إبراز منتوجات المنطقة والتعريف بها وبما تزخر به من مؤهلات فلاحية ويد عاملة مؤهلة.

قصة نجاح هذه التعاونية، التي تعد نموذجا لعمل منتج وناجع وواعد في مجال الفلاحة التي تركز على المنتجات المجالية، اقترب منها، وفي عين المكان، فريق صحافي يمثل وكالة المغرب العربي للأنباء، فكان الأمر سفرا في تفاصيل أنشطة تنتج خضروات متنوعة تخلق قيمة مضافة مهمة.

وفي التفاصيل، فإن التعاونية تركز على إنتاج وتكثيف وتثمين وتسويق المنتوجات الفلاحية المجالية، التي تعرف بها جماعات سيدي موسى المجدوب، وسيدي موسى بن علي، والشلالات، الواقعة بتراب المحمدية ، وكذا إنتاج وتوزيع وتسويق الخضروات المعروفة بجودتها بهذه المنطقة، وهو ما أسر به السيد محمد رخيلة رئيس التعاونية الفلاحية زناتة بالمحمدية، الذي أكد أن التميز الذي حققه الفلاح بهذه المنطقة في زراعة بعض المنتجات توج بالعديد من الشواهد والجوائز.

وأضاف أن التعاونية تهتم بتنويع منتجات زراعية، منها القرنبيط الأخضر (البركولي)، وخس باتافيا، والباذنجان الأصفر والأبيض، والملفوف الأبيض والأحمر، والسفرجل، والكرافس، ثم الفلفل الحار.

وبشأن الفلفل الحار، الذي تعرف به المنطقة، فقد تم تخصيص 60 هكتارا، وتقدر مردوديته ما بين 12 و15 طن، مضيفا أن هذه الكمية ارتفعت لتتراوح ما بين 20 و25 طنا ، بعد أن تضاعفت المساحات المخصصة لها حاليا إلى 330 هكتارا.

ومن هذه المنتجات أيضا، كما قال، المزروعات المعروفة ، منها على الخصوص البطاطس والطماطم والشمندر (الباربة)، والصبار، مشيرا إلى أن المساحات المخصصة لهذه الزراعات إلى جانب الفلفل الحار تتراوح ما بين 400 و500 هكتار .

ولفت إلى أن التعاونية تتوفر على وحدة إنتاج تعمل من خلالها على تحويل هذه المنتجات الفلاحية سواء تعلق الأمر بعملية الفرز أو التعليب حتى تتماشى والمعايير المطلوبة لدى الأسواق الكبرى، وذلك من أجل الرفع من القيمة المضافة لهذه المزروعات.

وحسب رئيس التعاونية، فإن هذا التطور في المردودية مهم جدا بالنسبة للفلاح لأنه يحفزه على بذل مزيد من العطاء والجهد ، وينعكس إيجابا على دخله ومعيشته ويشجعه أيضا على الاستقرار والارتباط أكثر بأرضه والاعتناء بأسرته.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن نشاط هذه التعاونية يتماشى، كما أكد الرئيس ذلك، مع توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، المتعلقة بضرورة النهوض بالمقاولة الفلاحية الصغيرة من خلال تمكين الشباب بالعالم القروي من العمل في إطار منظومة فلاحية، عبر تعبئة الموارد المتاحة.

وأوضح في هذا السياق أن خطاب جلالة الملك، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية العاشرة، يشكل، بالنسبة لأعضاء التعاونية، دفعة قوية للعمل الجاد، ومناسبة للنهوض أكثر بأوضاع الفلاح والفلاحة خاصة بالعالم القروي، بما فيها التعاونيات والشركات الفلاحية والضيعات الزراعية حتى يكونوا في المستوى المنشود.

لقد شكل النشاط الفلاحي، دوما أحد الرافعات الأساسية لإنعاش الاقتصاد الوطني، والدفع بعجلة التنمية الاجتماعية، وتحقيق الأمن الغذائي، بيد أن التعاونيات الفلاحية تعد محركا أساسيا يساهم في تلبية مختلف الاحتياجات والمتطلبات من المنتجات الفلاحية، التي يتجه بعضها إلى الصناعة الغذائية.

ورغم هيمنة الأنشطة الصناعية والخدماتية على مستوى جهة الدار البيضاء – سطات، إلا أنها منطقة وازنة من الناحية الفلاحية أيضا ، وهو ما يشكل مجالا خصبا بالنسبة لنشاط التعاونيات الفلاحية .

المحيط الفلاحي : نور الدين حزمي و.م.ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.