مجلة المحيط الفلاحي

الإعلان بالدوحة عن إطلاق مشروع بحث علمي قطري-أوروبي-أمريكي في مجال الغذاء والمياه والطاقة

60 عالما من قطر وأوروبا وأمريكا ينفذون بحثا عن الموارد المستدامة

أعلن، يوم الخميس بالدوحة، عن إطلاق مشروع بحث علمي يشارك فيه 60 باحثا من قطر وأوروبا وأمريكا لصياغة “حلول جديدة ومبتكرة لتحدي الصعاب بشأن فهم العلاقة بين الغذاء والمياه والطاقة المستدامة”.

ويتوخى هذا المشروع البحثي، الذي ستتواصل جهود إنجازه على مدى ثلاث سنوات بتكلفة مليون ونصف مليون أورو تتحملها الجهات المشاركة، صياغة استراتيجية مستدامة لموارد الغذاء والمياه والطاقة خاصة في المناطق الصحراوية والحضرية بغرض تحسين أوجه التعاون بين نظم هذه العناصر الثلاثة لإرساء تنمية مستدامة.

ويشارك في إنجاز هذا المشروع البحثي، الذي تم إطلاقه على هامش معرض قطر الزراعي الدولي السادس (المنعقد ما بين 20 و22 مارس الجاري بالدوحة)، الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي ووزارة البلدية والبيئة القطرية، ممثلة في مركز الدراسات البيئية والبلدية، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، الى جانب منتدى “بلمونت” الدولي للبحوث العلمية والاتحاد الأوروبي الدولي للمدن الحضرية، فضلا عن معاهد علمية بحثية في كل من النمسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة.

الدكتور محمد سيف الكواري مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية بوزارة البلدية والبيئة، رئيس الفريق القطري في البحث، قال في مداخلته  أن هذا المشروع العالمي سيجمع حوالي 60 باحثا وعالما من دولة قطر والدول الأخرى المذكورة لإيجاد حلول جديدة ومبتكرة لتحدي الصعاب بشأن فهم العلاقة بين الغذاء والمياه والطاقة المستدامة.

ونوه الكواري، في الكلمة التي ألقاها في حفل إطلاق مشروع البحث على هامش معرض قطر الزراعي الدولي الثالث، بأن الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي سيشارك كذلك من جانب دولة قطر في تنفيذ البحث مع مراكز بحوث علمية أوروبية هي المعهد التكنولوجي بالنمسا ومركز “ليبنز” لأبحاث الزراعة والمناظر الطبيعية في ألمانيا وجامعة غرب إنجلترا بمدينة بريستول بالمملكة المتحدة، إضافة إلى مؤسسة روك كونكت بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد أن هذا البحث الهام، الذي يستمر لمدة ثلاث سنوات ويكلف مليونا ونصف المليون يورو تتحملها الجهات المشاركة فيه، سيخدم رؤية قطر الوطنية 2030، وإستراتيجية التنمية الوطنية 2017 2022، ويحقق الإستراتيجية المستدامة لموارد الغذاء والمياه والطاقة في البلاد.

من جانبه، أبرز  الدكتور ريتشارد أوكندي نائب الرئيس للأبحاث في جامعة حمد بن خليفة أن البحث هو أساس التنمية في قطر وكذا على المستوى الدولي.. منوها بالشراكات القطرية داخليا وخارجيا في قطاعات البحث العلمي المختلفة.. وقال إن “جامعة حمد بن خليفة تعمل على تطوير مثل هذه القدرات مع شركائها، والقيام بأفضل البحوث وربطها بالتحديات التي تواجه قطر في مجالات البيئة والصحة والطاقة والمياه وغيرها من أجل تنمية مستدامة وثقافة خضراء”.

بدوره،  أكد  الدكتور مارك فيرميرش المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة في جامعة حمد بن خليفة، إن مشروع البحث العالمي المذكور سيعطي دفعا إيجابيا للغاية لوضع المياه والغذاء والطاقة في قطر ضمن رؤيتها الوطنية وإستراتيجيتها للتنمية.. مؤكدا أهمية الشراكات لتحويل الأفكار إلى واقع واستدامة أساسية لتأمين التنمية.

فيما أوضح الدكتور عبدالكريم محمد رئيس البحث الفني في المعهد أن مشروع البحث يعالج مشاكل حيوية تتعلق بفهم العلاقة والرابط بين الغذاء والمياه والطاقة، خاصة في المناطق الصحراوية والحضرية لمعالجة أي قصور يحدث فيها، كما أنه يعتبر مهما لدولة قطر التي تعمل لأجل مقاربة تحليلية تضمن المحافظة على الماء والطاقة والغذاء وصولا لأهداف التنمية المستدامة.

وقد عقدت بمناسبة إعلان البحث ندوة تحدث فيها عدد من المعنيين تناولت الإستراتيجية العامة للمشروع والاستخدامات المبتكرة للطاقة المتجددة واستدامة المياه وتوفير الغذاء بجودة عالية وتكلفة أقل.

كما جرى التطرق لشتى أنواع الحلول لمواجهة التحديات في هذه القطاعات، باعتبار أن الدوحة ستكون نموذجا لبقية العواصم العربية التي تعاني من مشاكل مشابهة باعتبار أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في هذا البحث العالمي.

يذكر أن منتدى “بلمونت” الدولي تأسس عام 2009، وهو عبارة عن شراكة بين منظمات التمويل ومجالس العلوم الدولية والاتحادات الإقليمية الملتزمة بالنهوض بالعلوم والبحوث الدولية المتعددة التخصصات التي توفر المعرفة، بما يساهم في التخفيف والتكيف مع التغير البيئي العالمي.. ويعمل أعضاء المنتدى والمنظمات الشريكة بشكل تعاوني لمواجهة هذا التحدي من خلال إصدار نداءات دولية لتقديم البحوث العلمية الهادفة التي تحمي البيئة.

أما الاتحاد الأوروبي الدولي للمدن الحضرية فقد تأسس عام 2010 لمواجهة التحديات الحضرية العالمية، وتطوير مراكز البحوث والابتكار في المسائل الحضرية وتوفير الحلول الأوروبية من خلال البحوث.

وقد أسس المنتدى والاتحاد شراكة علمية هدفها دعوة الشركاء الدوليين ومراكز البحوث العلمية العالمية والجامعات وأصحاب القرار والجهات الفاعلة لإيجاد حلول جديدة ومبتكرة تجمع منظومة الغذاء والمياه والطاقة المستدامة.  

واعتبر متحدثون شاركوا في الندوة التي نظمت بالمناسبة أن البحث “سيعطي دفعا إيجابيا للغاية لوضع المياه والغذاء والطاقة في قطر ضمن رؤيتها الوطنية واستراتيجيتها للتنمية”، انطلاقا من ربطه بما تواجهه من تحديات على هذا المستوى وصولا الى صياغة حلول فعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك من منظور موسع يرى الدوحة “نموذجا لبقية العواصم العربية التي تعاني من مشاكل مشابهة”.

  • المحيط الفلاحي 

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.