مجلة المحيط الفلاحي

إقليم الصويرة : 101 تعاونية لاستخراج وتسويق زيت الأركان ، بعضها نسائية بنسبة 100 في المئة..

يزخر إقليم الصويرة، الذي يشتهر وطنيا بجودة ووفرة إنتاجه من الأركان، بمؤهلات كبرى ينبغي تثمينها على نحو متزايد من أجل مساهمة أفضل لهذا القطاع في الاقتصاد المحلي.

وبتوفره على مساحة إجمالية من غابة الأركان تبلغ 136 ألفا و430 هكتار على مستوى الإقليم، ومساحة إجمالية تبلغ 830 ألف هكتار على المستوى الوطني (7 في المئة من المساحة الغابوية الوطنية)، وإنتاج سنوي من زيت أركان بأزيد من ألفي طن، وإنتاج سنوي يقدر بـ 100 ألف طن من المادة الأولية “أفياش”، يتبوأ قطاع الأركان مكانة مرموقة يتعين تعزيزها خلال السنوات المقبلة، في إطار مخطط المغرب الأخضر، عبر تنفيذ العديد من مبادرات التطوير والتثمين.

وإذا كانت سلسلة الأركان تشكل المجال المفضل للمرأة القروية على وجه الخصوص، فإن هناك 101 تعاونية لاستخراج وتسويق زيت الأركان في إقليم الصويرة، بعضها نسائية بنسبة 100 في المئة، حققت أداء جيدا وساهمت في التمكين الفعلي للنساء القرويات المنتميات إلى عدد من التعاونيات على مستوى الإقليم.

ومع ذلك، فإن القطاع لا يزال يعاني من العديد من المشاكل كالعجز في المعالجة المحلية للمواد الأولية مما يقلل من قيمتها المضافة، وتعدد الوسطاء في سوق بذور الأركان وزيت الأركان الذي يجعل من ذوي الحقوق الحلقة الأضعف في سلسلة الأركان.

وفي هذا الإطار، تعمل وزارة الفلاحة، عبر مندوبيتها الإقليمية بالصويرة، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، بدعم من السلطات المحلية، وبتشاور، من أجل إيجاد الحلول المناسبة لجميع هذه الإكراهات.

وعرف إقليم الصويرة إحداث لجنة إقليمية لتنمية سلسلة الأركان تهدف إلى اقتراح التدابير اللازمة لتطوير وحماية فضاء شجر الأركان، وتحديد مواسم حصاد ثمار الأركان، والسهر على تتبع إنشاء وإدارة وحدات جمع وتطوير وتسويق المادة الأولية للأركان “أفياش”.

وفي سياق الاهتمام بهذا القطاع على مستوى إقليم الصويرة، تم إطلاق برنامج طموح لغرس أشجار الأركان، بشراكة مع الصندوق الأخضر للمناخ على مساحة ثلاثة آلاف هكتار خلال الفترة 2017-2022، من أصل عشرة آلاف هكتار على الصعيد الوطني.

من جانبها، قامت المديرية الإقليمية للمياه والغابات بتأهيل 30 ألفا و561 هكتارا من غابات الأركان في الصويرة خلال الفترة ما بين 2012 و2018، في إطار برنامج يتضمن سلسلة من الإجراءات التي تشمل تجديد الأركان وتحسين المراعي وإعادة تشجير الغابات وتوزيع الشتلات.

وأكد السيد أحمد نجيد، المدير الإقليمي للفلاحة بالصويرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على الأهمية التي يوليها مخطط المغرب الأخضر، في إطار الدعامة الثانية، لتعزيز وتثمين قطاع الأركان، مبرزا النتائج التي تم الحصول عليها في إطار مشروع دعم وتطوير واعتماد حكامة جيدة لتعاونيات الأركان، وبرنامج تطوير المنتوجات المحلية، ومشروع الزراعة التضامنية، ومشروع غرس شجر الأركان.

ويساهم مشروع دعم وحسن إدارة تعاونيات إنتاج وتسويق زيت الأركان (2011-2016)، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 19 مليون درهم، في تحسين الوضعية السوسيو اقتصادية للمرأة القروية، وزيادة بثلاثة أضعاف في حجم زيت الأركان الذي تنتجه التعاونيات، وتثمين زيت ومنتوجات شجرة الأركان.

وأوضح السيد نجيد أن هذا المشروع، الذي يغطي كل الجماعات، مكن من تنظيم النساء القرويات في أكثر من 50 تعاونية لإنتاج زيت الأركان (وهو هدف تم تجاوزه بشكل كبير في نهاية المشروع، بإنشاء 101 تعاونية)، وإحداث فرص شغل دائمة، وإعادة تطوير وتجهيز وحدات إنتاج زيت الأركان، وتحسين دخل المستفيدات، بالإضافة إلى إحداث قيمة إضافية مضافة بالنسبة لهذا القطاع.

وأضاف السيد نجيد أنه من أجل تثمين القطاع والنهوض به، قامت المديرية الإقليمية للفلاحة، في إطار الدعامة الثانية من مخطط المغرب الأخضر، خلال الفترة ما بين 2011 و2018، بدعم 54 تعاونية في المادة الأولية “أفياش”، ومنح معدات لفائدة 45 تعاونية لتثمين زيت الأركان، وإعادة تجهيز 38 مقرا، و70 عملية دعم تقني وتكوين، و31 عملية اقتناء لمعدات التعبئة والتغليف، وبناء وتجهيز “دار أركان” مقر المجموعة ذات النفع الاقتصادي (جي فيتاركان).

وأوضح، في هذا الصدد، أنه تم إنشاء ”دار أركان” لتضطلع بدور المجمع وتساهم في تسويق زيت الأركان ومشتقاته، دون إغفال تصميم علامة تجارية جماعية لمنتوج أركان الصويرة، مشيرا إلى أن التكلفة الإجمالية لجميع الإجراءات المتخذة في إطار مشروع دعم وحسن إدارة تعاونيات إنتاج وتسويق زيت الأركان تبلغ أزيد من 17 مليون درهم.

وبخصوص مشروع تطوير المنتجات المحلية ودعم تثمين المنتجات المجالية (2016-2019)، فإنه يصل إلى 6.25 مليون درهم ويهم بشكل خاص تجهيز 37 تعاونية بمعدات لتثمين زيت الأركان، وتجديد 16 مقرا، و21 عملية اقتناء لمعدات التغليف.

وأشار إلى برنامج “أسيما” (مشروع الفلاحة التضامنية والمندمجة بالمغرب) الذي يستهدف ألفي امرأة قروية من المنخرطات في تعاونيات الأركان ومشتقاته، والتي تهدف في أفق 2020 إلى المساهمة في تحسين الوضعية السوسيو اقتصادية للمرأة، والحد من عملية تدهور التربة، والحفاظ على التنوع البيولوجي على وجه الخصوص، والمحيط الحيوي لشجرة الأركان، وتعزيز قدرات المؤسسات في مجال تدهور الأراضي وحفظ التنوع البيولوجي.

وفي إطار هذا البرنامج، تم بناء وتجهيز وحدتين لتعزيز مشتقات الأركان في تمنار والحنشان، وصياغة واقتراح من طرف المعهد الوطني للبحث الزراعي والمديرية الإقليمية للفلاحة بشأن علف الماشية على أساس منتجات شجر الأركان، وذلك بهدف تقليل الضغط على المراعي والغابات، مع الحفاظ على النظام الإيكولوجي لشجر الأركان، إلى جانب الدعم التقني (التكوين والأسفار وإعداد مخطط عمل لإدارة الوحدتين …).

وأضاف السيد نجيد أن قائمة المشاريع التابعة للمديرية الإقليمية للفلاحة، التي تشمل أيضا “تعزيز وتطوير ثقافة الأركان في الإقليم” بتكلفة إجمالية قدرها 10.68 مليون درهم، لها نفس الأهداف التي تم اعتمادها في إطار برنامج “أسيما”، مشيرا إلى أن هذا المشروع يتوخى زيادة بـ 600 طن سنويا إنتاج المادة الأولية (أفياش) في أفق سنة 2020، وزيادة إنتاج زيت الأركان بـ 7200 لتر/السنة، وإحداث قيمة مضافة إضافية قدرها 2.7 مليون درهم/في السنة، وتوفير 25 ألف يوم عمل إضافي.

ومع كل هذه البرامج والمبادرات الطموحة، فإن قطاع الأركان على مستوى إقليم الصويرة يمتلك جميع المؤهلات والمكونات ليضطلع بدوره كرافعة حقيقية للتنمية المحلية، والمضي بتفاؤل نحو مستقبل واعد.

المحيط الفلاحي : سمير لطفي و.م.ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.