يوم دراسي بفاس حول موضوع “تسويق الحبوب .. رهان لتشجيع الجودة و الإنتاج”
المحيط الفلاحي : بحث مهنيون و خبراء و فلاحون في إطار يوم دراسي نظم يوم أمس الخميس بفاس، آليات و مرتكزات مخطط العمل الخاص بتنمية سلسلة الحبوب على صعيد جهة فاس بولمان الذي أعدته المديرية الجهوية للفلاحة .
و ناقش المشاركون في هذا اليوم الدراسي، الذي تمحور حول موضوع ” تسويق الحبوب .. رهان لتشجيع الجودة و الإنتاج “ ، مختلف التصورات الكفيلة بدعم هذا المخطط الذي يروم النهوض بسلسلة الحبوب على مستوى جهة فاس بولمان و تحسين دخل الفلاحين و بالتالي تحقيق التنمية المستدامة للقطاع الفلاحي .
و يرتكز مخطط العمل الخاص بتنمية سلسلة الحبوب بالجهة الذي يشمل الفترة ما بين 2015 و 2020 ، على تكثيف و الرفع من الإنتاجية من خلال تحسين المسار التقني و تأطير المهنيين مع دعم و تقوية التنظيمات المهنية عبر التأطير و التكوين .
كما يروم هذا المخطط تحسين مسالك تسويق المنتوج و تثمينه من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع الاستثمارية في إطار الدعامتين الأولى و الثانية من مخطط المغرب الأخضر خاصة بمناطق قنصرة و عين بيضة إلى جانب تقوية العلاقات بين المنتجين و المهنيين فضلا عن تجهيز فضاء للتسويق الجماعي للحبوب مع تنظيم معرض للحبوب .
و استعرض السيد محمد مزور ، رئيس قسم تنمية السلاسل الفلاحية بالمديرية الجهوية للفلاحة بجهة فاس بولمان، خلال هذا اليوم الدراسي الذي حضره العديد من الفاعلين و المهنيين و أرباب المطاحن و التخزين و ممثلي الجمعيات المهنية ، مختلف المؤهلات و الإمكانيات التي تتوفر عليها سلسلة الحبوب على صعيد الجهة و التي تؤهلها لتلعب دورا محوريا في تنمية و تطوير القطاع و بالتالي المساهمة في الرفع من دخل الفلاحين .
و قال إن الجهة تتوفر على مؤهلات طبيعية ملائمة لسلسلة الحبوب خاصة بالنسبة للتربة و المناخ بالإضافة إلى تواجد منتجين يحققون ما بين 50 و 68 قنطارا في الهكتار فضلا عن تواجد شبكة مهمة من البنيات التحتية ( المخازن و المطاحن ) و كذا تواجد تنظيمات مهنية جهوية ومحلية نشيطة .
و أوضح أن الجهة تتوفر على 65 وحدة للتخزين بسعة مليون و 100 ألف طن، بينما يقدر عدد المطاحن ب 18 وحدة بطاقة تصل إلى 629 ألف طن، مشيرا إلى مختلف الإكراهات التي تحد من تنمية و تطوير هذه السلسلة و المتمثلة بالخصوص في الاستعمال غير الكافي لوسائل الإنتاج مع تواجد العديد من الوسطاء بين المنتج و المصنع بالإضافة إلى ضعف اللجوء إلى القروض لتمويل الموسم الفلاحي إلى جانب تفاوت جودة المنتوج و عدم استقرار أثمنة التسويق .
و استعرض مكونات مشروعين استثماريين يتم إنجازهما في إطار الدعامتين الأولى و الثانية من مخطط المغرب الأخضر بالجماعة القروية بئر طمطم رأس تبودة، يهم الأول التمويل المسبق بعوامل الإنتاج و التكوين و التأطير و يغطي مساحة زراعية تقدر ب 2154 هكتار.
و أكد على أن عدد المستفيدين من هذا المشروع الذي خصص له غلاف مالي يقدر ب 881 ألف درهم ، يبلغ 142 من الفلاحين و المهنيين .
أما المشروع الثاني الذي سيستفيد منه 239 فلاحا ، فيتعلق ببناء و تجهيز وحدتين للتخزين بسعة 2000 طن مع التكوين و التأطير و خصص له غلاف مالي يصل إلى 5 مليون و 60 ألف درهم .
و أوضح أن من شأن هذين المشروعين أن يساهما في الرفع من الإنتاج بالمنطقة ليصل إلى 84 ألف قنطار ( لا يتعدى حاليا حوالي 47 ألف قنطار ) إلى جانب الرفع من المردودية لتصل إلى 39 ألف قنطار في الهكتار .
و من جهة أخرى، تحدث المسؤول عن الآفاق الواعدة للموسم الفلاحي الحالي الذي يبشر بإنتاج جيد من الحبوب على صعيد الجهة و ذلك بفضل التساقطات المطرية المهمة و المنتظمة و وفرة عوامل الإنتاج ( تسويق حوالي 80 ألف قنطار من البذور المختارة ) إلى جانب ارتفاع المساحة المزروعة بالحبوب التي بلغت خلال هذا الموسم حوالي 172 ألف هكتار موزعة ما بين 92 في المائة بورية و 8 في المائة مسقية .