وكالة التنمية الفلاحية تقود التميز المغربي: منتوجات التعاونيات المحلية تلمع في معرض أبو ظبي الدولي للأغذية
من جديد، يثبت المغرب حضوره القوي على الساحة الدولية من خلال مشاركته المتميزة في معرض أبو ظبي الدولي للأغذية، الذي يعد منصة رائدة لتعزيز مكانة المنتوجات المحلية على الصعيد العالمي. تأتي هذه المشاركة، التي تشرف عليها وكالة التنمية الفلاحية، كجزء من الجهود المتواصلة لتأكيد ريادة المغرب في قطاع الفلاحة والتنمية المستدامة، مسلطة الضوء على الغنى والتنوع الذي يزخر به التراث الفلاحي الوطني.
هذه التظاهرة السنوية ليست مجرد حدث عابر، بل هي فرصة استراتيجية لتقديم صورة مشرقة عن الفلاحة المغربية التي ترتكز على الابتكار والتضامن والتنمية المستدامة. فعبر جناح يمتد ليحتضن 25 مجموعة منتجة للمنتوجات المحلية ،تمثل 29 تعاونية وتضم أزيد من 320 فلاح صغير ،هذه التعاونيات تجمع بين الخبرة التقليدية والحرفية المتقنة، ما يجعل المغرب يضع نفسه في طليعة الدول التي تسعى إلى الترويج لمواردها الفلاحية بمفهوم جديد يرتكز على الجودة والشراكة الدولية.
ولعل ما يميز هذه المشاركة هو التركيز على دعم الفلاحين الصغار، إذ تشكل النساء القرويات ما يقارب 80% ، في رسالة واضحة تعكس التزام المغرب بتمكين المرأة القروية كعنصر فاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. إن هذه التعاونية النسائية تعكس قصص نجاح استثنائية، إذ تمكنت من تحويل موارد محلية إلى منتوجات تنافس في الأسواق العالمية، مدعومة بخبرات ودعم وكالة التنمية الفلاحية.
هذه الجهود تنسجم تماماً مع استراتيجية الجيل الأخضر “2020-2030” تم استلهامها من التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، لتكون خارطة طريق نحو تحقيق فلاحة مستدامة وشاملة. إذ تولي هذه الاستراتيجية أهمية كبرى للتعاونيات المجالية، باعتبارها أحد المحركات الرئيسية لتنمية الاقتصاد التضامني. وتعتمد الاستراتيجية على تعزيز تموقع هذه التعاونيات كمنصات لتمكين الفلاحين الصغار، وتأهيلهم للاستجابة لمتطلبات الأسواق الدولية، مع التركيز على إدماج النساء والشباب في العملية التنموية.
المعرض يمثل كذلك فرصة ذهبية لنسج علاقات تجارية متينة، حيث تنظم لقاءات مباشرة بين التعاونيات والمهنيين الدوليين من أجل توقيع شراكات واتفاقيات تصدير جديدة. هذه الدينامية تعكس الرؤية الاستراتيجية للمغرب، والتي تسعى إلى تنويع الأسواق وتطوير صادرات المنتوجات المحلية التي تجمع بين الجودة والخصوصية.
إن هذه المشاركة ليست مجرد محطة عابرة، بل هي تتويج لعمل متكامل ومثابرة كبيرة يبذلها المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية السيد المهدي الريفي وأطر الوكالة، الذين بعملهم الدؤوب وإبداعهم المستمر، شكلوا العمود الفقري لهذه الإنجازات الدائمة، مجسدين التزامهم الراسخ بخدمة القطاع الفلاحي الوطني وإبراز وجهه المشرق أمام العالم.ولتظل استراتيجية الجيل الأخضر مرجعاً تنموياً يدعم التعاونيات المجالية ويعزز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في تعزيز التنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والدولي.
# عادل العربي