وزارة الفلاحة : نموذج للتعاون الفعّال في تعزيز التنمية الزراعية والبحرية في أفريقيا..
تعد الشراكة المغربية مع الدول الأفريقية الشقيقة في مجال الفلاحة والصيد البحري نموذجاً رائداً للتعاون جنوب-جنوب، حيث تنبثق هذه الشراكة من الرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، الذي يسعى جاهداً لتعزيز التضامن والتعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة في مختلف المجالات، وخاصة في القطاعين الزراعي والبحري. تنطلق هذه الجهود من إدراك المغرب العميق لأهمية تعزيز الأمن الغذائي في القارة الأفريقية، وتطوير قطاعات الفلاحة والصيد البحري باعتبارها ركائز أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
تتجلى جهود وزارة الفلاحة المغربية، بقيادة وزير الفلاحة السيد صديقي، في تطبيق تعليمات جلالة الملك من خلال تبني استراتيجية شاملة تهدف إلى تقديم الدعم التقني والتكنولوجي للدول الأفريقية الشقيقة. حيث تم إعداد برامج تدريبية متخصصة لفائدة الفلاحين والصيادين الأفارقة، وتمكينهم من الاستفادة من التجربة المغربية الرائدة في هذا المجال. وقد أسهمت هذه البرامج في تحسين الأداء الزراعي وزيادة الإنتاجية، مما ساعد على تحسين مستويات المعيشة في العديد من الدول الأفريقية .
علاوة على ذلك، قامت الوزارة بتطوير العديد من المشاريع المشتركة التي تهدف إلى تعزيز القدرات المحلية للدول الأفريقية في مجالات مثل إدارة الموارد المائية، وتطوير الزراعة المستدامة، والاستفادة من تقنيات الصيد الحديثة. وقد كانت هذه المشاريع بمثابة جسر لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بين المغرب والدول الأفريقية، حيث أسهمت في تبادل الخبرات والمعارف، وتعزيز الابتكار في مجالات الزراعة والصيد البحري.
ومن خلال توجيهات جلالة الملك حفظه الله، لم تقتصر الشراكة المغربية الأفريقية على الجانب الاقتصادي فحسب، بل شملت أيضاً الجانب الاجتماعي والإنساني. فقد حرصت المملكة على تقديم المساعدة الإنسانية والدعم اللوجستي للدول الأفريقية المتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الغذائية، مما يعكس الروابط الأخوية العميقة بين المغرب وأشقائه في القارة السمراء.
وفي هذا السياق، تم توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف بين المغرب والدول الأفريقية في مجال الفلاحة والصيد البحري، والتي تعكس الرغبة المشتركة في بناء مستقبل زراعي وبحري مستدام، قادر على تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمقبلة. وقد أصبحت هذه الاتفاقيات نموذجاً يحتذى به في التعاون الدولي، حيث تتطلع العديد من الدول إلى الاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال.
ختاماً، يمكن القول إن الشراكة المغربية الأفريقية في مجال الفلاحة والصيد البحري تشكل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في القارة، وتعكس الإرادة السياسية القوية لجلالة الملك محمد السادس في تعزيز التضامن والتعاون بين دول الجنوب. ويظل المغرب ملتزماً بمواصلة تقديم الدعم والمساعدة لأشقائه الأفارقة، مستنداً إلى قيم التضامن والإخاء، ومؤمناً بأن مستقبل القارة الأفريقية يكمن في تعاون أبنائها ووحدتهم.
#عادل العربي