مجلة المحيط الفلاحي

وزارة الفلاحة: شراكة استراتيجية مع الشباب لبناء قطاع فلاحي مبتكر ومستدام

في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم على المستويات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، تبرز أهمية الاستثمار في العنصر البشري باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة. ومن هذا المنطلق، يأتي منتدى المتدرب للتكوين المهني الفلاحي، الذي احتضنه معهد الأمير سيدي محمد للتقنيين المتخصصين في التدبير والتسويق الفلاحي بالمحمدية دورته الثامنة، ليؤكد التزام المغرب بتطوير منظومة التكوين المهني كوسيلة فعّالة لبناء قطاع فلاحي مبتكر وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.

هذا المنتدى، الذي أصبح محطة بارزة في الأجندة الوطنية الفلاحية، ليس مجرد حدث سنوي عابر، بل هو منصة استراتيجية تجمع بين المتدربين والمهنيين وأصحاب المشاريع الشبابية في فضاء يُعنى بتبادل الخبرات، وتنمية الكفاءات، وتعزيز روح الابتكار. ومن خلال حضور  وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري، يتجلى الاهتمام الكبير الذي توليه الوزارة للشباب، باعتبارهم العمود الفقري لاستراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030”.

إن رؤية الوزارة تقوم على بناء قطاع فلاحي متكامل وشامل، قادر على التكيف مع التحولات المناخية ومواكبة المتغيرات الاقتصادية العالمية. ولتحقيق ذلك، يُعد تأهيل الموارد البشرية الشابة وتمكينها من المعارف والمهارات التقنية رافعة أساسية للنهوض بهذا القطاع. ويأتي منتدى المتدرب كآلية لتعزيز هذا التوجه، من خلال خلق فضاء للنقاش والتفاعل، حيث يتمكن الشباب من استكشاف فرص جديدة، وتعزيز قدراتهم للاندماج في سوق العمل والمساهمة بفاعلية في تنمية القطاع.

الدورة الثامنة للمنتدى لم تكن فقط مناسبة للاحتفال بإنجازات المتدربين، من خلال المسابقات الثقافية والرياضية التي تكرم الإبداع والتنافسية، بل كانت أيضًا رسالة واضحة بأن الوزارة عازمة على مواكبة المواهب الشابة، وتشجيعها على الابتكار وريادة الأعمال. وهذا ما يعكسه تنظيم مثل هذه المنتديات التي تُبرز أهمية تمكين الشباب ليكونوا في صدارة التحولات التي يشهدها القطاع الفلاحي.

اليوم، ومع ختام هذا المنتدى، نجد أنفسنا أمام رؤية مستقبلية طموحة، حيث يصبح الشباب المحرك الرئيسي للنمو والتنمية. فمن خلال دمج منظومة التكوين المهني الفلاحي في إطار رؤية شاملة ومتكاملة، تضع الوزارة أسسًا قوية لبناء قطاع فلاحي مرن ومستدام، قادر على تحقيق الأمن الغذائي والتصدي للتحديات المناخية والاقتصادية المتزايدة.

إن هذا المنتدى، بما يحمله من رمزية ودلالات، ليس فقط احتفاءً بالشباب، بل هو دعوة مفتوحة لهم ليكونوا فاعلين أساسيين في تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى. إنه رسالة أمل وطموح، تؤكد أن بناء المستقبل يبدأ بالاستثمار في الكفاءات الشابة، وإتاحة الفرصة لها لتقود القطاع نحو آفاق أرحب من الابتكار والتميز.

#العربي عادل

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.