ورشة عمل حول التخطيط للطوارئ لإدارة أمراض صدأ القمح بالمغرب
المحيط الفلاحي : ينظم المعهد الوطني للبحث الزراعي بتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو) “ورشة عمل حول التخطيط للطوارئ لإدارة أمراض صدأ القمح بالمغرب” يومي 16 و 17 ابريل بالرباط. سيشارك في هذه التظاهرة ممثلون عن كل المتدخلين في سلسة إنتاج القمح إلى جانب خبراء مغاربة ودوليين من أجل بلورة إستراتيجية وطنية لمكافحة أمراض القمح وخصوصا منها الصدأ، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
يشار إلى المكانة الإستراتيجية التي يحتلها إنتاج الحبوب في المنظومة الفلاحية الوطنية، حيث تغطي هذه الزراعة حوالي 58٪ من الأراضي الزراعية (5 ملايين هكتار)، بمتوسط سنوي للإنتاج يناهز 6 ملايين طن لا تجيب إلا على 62٪ من الطلب المحلي. وبالنظر للجهود المبذولة لتطوير زراعة القمح وفقا للأهداف الطموحة لمخطط المغرب الأخضر صار من المطلوب رفع كل العوائق وفي مقدمتها أمراض التبقع السبتوري والصدأ (الأصفر والبني) التي تسبب خسائر كبيرة للمحاصيل بحوالي 20٪ للقمح الطري و10٪ للقمح الصلب. وعلى أساس إنتاج سنة متوسطة، فإن مجموع ضياع المحاصيل بسبب الأمراض الورقية وحدها يقدر ب 9 مليون قنطار من القمح الطري و1.8 مليون قنطار من القمح الصلب، بخسارة إجمالية تفوق 3 ملايير و150 مليون درهما.
ومما يزيد مكافحة هذه الأمراض حساسية التطور المستمر لمسبباتها وكذا طرق انتشارها بما في ذلك الرياح التي تنقلها لمسافات طويلة تصل إلى 2000 كم. الطابع الإقليمي والدولي لهذه الآفة يتكرس كذلك بظهور سلالات جديدة من الصدأ الأسود (أو صدأ الساق) كما هو الحال بالنسبة لسلالة “Ug99” الشديدة الخطورة والتي كشف عنها بأوغندا عام 1999 وانتشرت منذ ذلك التاريخ في عدة بلدان إفريقية على وجه الخصوص. ولا يمكن بأي حال اعتبار المغرب بمنأى عن هذه التهديدات علما أن الدراسات التي أنجزت بكينيا من طرف المعهد الوطني للبحث الزراعي أثبتت حساسية جل أصناف القمح المغربي لسلالة “Ug99“.
ووعيا منه بخطورة هذا المشكل، اعتمد المعهد الوطني للبحث الزراعي إستراتيجية استباقية للوقاية والمكافحة المندمجة للصدأ الأسود تشمل تقييما شاملا لأصناف القمح المغربية من حيث حساسيتها لهذه الآفة، وإعمال تقنيات زراعة الأنسجة وعلم الجينوم génomique لدمج المقاومة للصدأ الأسود في الأصناف الوطنية.
وتندرج في هذا الإطار ورشة عمل المنظمة من طرف المعهد الوطني للبحث الزراعي ومنظمة الفاو والتي تسعى إلى توفير فضاء لتعزيز العمل المتكامل بين جميع المتدخلين في هذا المجال (البحث الزراعي، السلامة الصحية، التنمية الفلاحية…) وكذا تقوية التعاون مع المنظمات الدولية المختصة.