وجدة: “الورشة الخضراء”، صلة وصل بين بحث ومقاولة تعاونية
فتحت “الورشة الخضراء” “L’Atelier Vert”، وهي وحدة إنتاج وتسويق مستحضرات للتجميل والمنتجات الغذائية الطبيعية، وثمرة مشروع بحث أطروحة الدكتوراه، أبوابها يوم الأحد بوجدة.
هذه الورشة، التي تندرج في إطار تثمين مشاريع بحثية وترسيخ الصلة بين البحث العلمي والمقاولة، تشرف عليها تعاونية تم إنشاؤها لهذا الغرض من قبل سلمى قادة، الطالبة الباحثة في كلية العلوم التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة.
وتجري هذه الشابة، طالبة دكتوراه في شعبة البيولوجيا، دراسة أطروحة حول “تحديد خصائص وتثمين زيوت نباتية مستخلصة من نباتات عطرية وطبية بجهة الشرق”، حيث تمثل وحدة التثمين هاته الجانب التطبيقي لهذه الدراسة.
وأوضحت في حديث لـ (M24)، القناة الإخبارية المغربية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء أن “الأمر يتعلق بالانتقال من الجانب النظري إلى التطبيقي وإخراج هذه الفكرة من المجال الأكاديمي إلى عالم الصناعة والمقاولة”.
وتقوم الوحدة بإنتاج وتثمين الزيوت الطبيعية مثل زيوت الأركان واللوز المحولة إلى منتجات غذائية، وكذلك الزيوت الأساسية، خاصة تلك المستخرجة من التين الشوكي، ذات الخصائص العطرية والطبية، والتي تستخدم في إنتاج الصابون والكريمات ومستحضرات التجميل.
وأكدت سلمى قادة أن جميع مراحل الإنتاج، بدءاً من استخراج الزيوت وتصفيتها وتعبئتها ووضع ملصقات للمنتج النهائي، تتم داخل الورشة التي تتوفر أيضا على قاعة للعرض والبيع، مضيفة أن الجمعية تضم حاليا خمسة أعضاء، جميعهم من طلبة دكاترة أو متخصصين في المجال.
وبالإضافة إلى ذلك، حصلت منتجات هذه التعاونية على الشهادات الضرورية من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالنسبة للأنشطة التي تشمل تصنيع المعجنات والمستحضرات النباتية القابلة للدهن، وتعبئة النباتات العطرية، واستخراج الزيوت الأساسية، وإنتاج الزيوت النباتية الخامة.
ورأى هذا المشروع النور بفضل شراكة بين كلية العلوم بجامعة محمد الأول بوجدة والمعهد العلمي ابن خلدون في بلجيكا، حيث أجرت سلمى قاده التجارب السريرية للزيوت التي كانت موضوع بحثها، قبل أن تقرر إنشاء هذه الورشة وتحويل أطروحتها للدكتوراه إلى مشروع أصبح واقعا ملموسا.
وفي هذا الصدد، أشار العربي زهير، رئيس المعهد العلمي ابن خلدون، إلى أن “الورشة الخضراء” تسعى إلى أن تكون مركزا بحثيا في مجال تثمين المنتجات الطبيعية والمجالية، بهدف فتح وحدات تثمين مماثلة في مدن مغربية أخرى، بالتعاون مع الجامعات والمعاهد البحثية.
وأوضح أن هذا النوع من المشاريع تمكن من الانتقال من المجال النظري إلى الممارسة واستثمار أبحاث وكفاءات الطلبة والدكاترة، مع خلق قيمة مضافة وفرص شغل.
وفي السياق ذاته، أبرز عبد المجيد بلعابد، الأستاذ بكلية العلوم بوجدة، أهمية هذا النوع من المشاريع التي تربط بين البحث الأكاديمي وعالم المقاولة، لا سيما فيما يتعلق بمواضيع الأطروحات ذات الجانب العملي.
واغتنم السيد بلعابد، الذي يشرف على هذه الأطروحة، هذه الفرصة لتشجيع الطلبة والدكاترة على السير في هذا المسار والابتكار من أجل تطوير مشاريع ذات أساس أكاديمي محض إلى واقع مقاولاتي ملموس.
من جهتها، قالت سلمى قادة إن “الورشة الخضراء” مفتوحة أمام جميع الطلبة للاستفادة من الجانب التطبيقي من دراساتهم أو أطروحاتهم في مجال تثمين المنتجات الطبيعية.
وقالت “نطمح أن تكون هذه الورشة مختبرا حقيقيا للأبحاث ووحدة إنتاج كبيرة لمستحضرات التجميل الطبيعية والمنتجات الغذائية، ولما لا توسيعها إلى مدن أخرى في المغرب والخارج”.
المحيط الفلاحي : و.م.ع