هولندا تتبرع بسبعة ملايين دولار لتحسين إدارة المياه في الشرق الأدنى وإفريقيا
المحيط الفلاحي : تمضي هولندا ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بتكثيف تعاونهما في مجال إدارة المياه بفضل تبرع مقداره 7 ملايين دولار قدمته الحكومة الهولندية لدعم استخدام تكنولوجيا الاستشعار الفضائي عن بُعد، لمساعدة بلدان الندرة المائية في إقليمي الشرق الأدنى وإفريقيا بغية رصد وتحسين سبل الاستخدام المائي في الإنتاج المحصولي.
ويرفع التبرع الإضافي مقدار الميزانية الكلية إلى 10 ملايين دولار، في مشروع ممول من هولندا لاستخدام بيانات التوابع الفضائية (الأقمار الصناعية) في تحديد مناطق لا يغلّ استخدام المياه فيها إنتاجاً زراعياً أمثل، والتعرّف على أصل المشكلة مع التوصية بأساليب بديلة للزراعة والري.
وقال المدير العام لمنظمة “فاو” جوزيه غرازيانو دا سيلفا في حفل بمناسبة توسعة نطاق الاتفاق مع هولندا، بمقر المنظمة في روما، أن “المشروع يسخر بعضاً من أعلى التكنولوجيات تطوراً، ويضع في اعتباره النظم البيئية والاستخدام العادل للموارد المائية”.
ولفت غرازيانو دا سيلفا إلى أهمية المشروع عشية مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في باريس، مشيراً الى التوتر الإضافي الذي يلقيه تغير المناخ على عاتق المزارعين بالنسبة للطرائق التي يديرون بها مواردهم المائية المحدودة.
ومن جانبه، ذكر الممثل الدائم لهولندا لدى “فاو” السيدة غيردا فيربورغ، “نحن جميعاً نعلم أن المياه باتت شحيحة بينما لا بد لنا من إنتاج ما يكفي من الغذاء الجيد للأعداد المتزايدة من السكان”.
وأضافت، “وبهذا النَهج المنطقي للاستشعار عن بعد بهدف رفع إنتاجية المياه إنما نتيح للمزارعين أداة ملموسة لاتخاذ قراراتهم حول الاستخدام الأمثل للمياه ونوع المحاصيل التي يزرعونها- بل وأيضاً تحديد موسم الزرع الأفضل- لكي يتمكنوا من توظيف أموالهم جيداً”.
وترمي أدوات البيانات التي استُنبِطت في إطار البرنامج- ولسوف تتاح بحرية للحكومات والمزارعين على حد سواء- إلى مساعدة صنّاع القرار على اختطاط سياسيات تستند إلى الأدلة العملية.
ويُستخدم نحو 70 في المائة من رصيد المياه العذبة بجميع أنحاء العالم في الزراعة – وهو رقم يصل إلى 95 في المائة لدى بعض البلدان النامية، مما يطرح تحديات جمة بالنسبة لاستدامة الإنتاج الغذائي.
ويهدد تفاقم الندرة المائية والتنافس على المياه بعرقلة الجهود الجارية للتخفيف من حدة الفقر، ولا سيما في المناطق الريفية شبه القاحلة حيث يُعدّ الوصول إلى هذا المورد الثمين لزراعة المحاصيل الغذائية وتربية الماشية ضرورةً قصوى للمعيشة المستقرة.
كيف يعمل البرنامج
وتتألف المكونات الرئيسية للبرنامج الذي يدوم أربع سنوات من بوابة بيانات محدثة تحتوي صور الأقمار الصناعية الملتقطة بالاستشعار عن بعد، والتي تُفسَّر لتوضيح أوضاع المناطق المزروعة في تزامن حيني تقريباً.
وبناء على هذه المعلومات- وتتضمن بيانات تهطل الأمطار ومدى نتح المحاصيل، وغير ذلك من المعطيات– يمكن تقييم حالة المناطق التي تنخفض فيها المياه وإنتاجية الأراضي من المحاصيل، أي ما يعني أن هذه المناطق تستهلك كميات عالية نسبياً من الموارد الطبيعية الشحيحة مقابل ما تغله من عائد أدنى.
وعوضاً عن بيانات المسح القطري توفر تقنية الاستشعار الفضائي عن بعد أداة قياس موحدة تسمح بمقارنات سهلة بين إنتاجية المساحات- من الصعيد القطري إلى مستوى المزرعة.
ومن خلال الإجابة عن أسئلة مثل لماذا يغلّ استخدام المياه المتاحة عائداً أفضل في مزرعة وليس في أخرى بنفس المنطقة، يمكن للباحثين وأصحاب المصلحة المحليين التحقق من كيفية إدارة المزارعين في تلك المناطق لمواردهم- بما في ذلك اختيار المحاصيل وتقنيات الري- وبالتالي تحديد سبل سد ثغرات الإنتاجية.
كذلك، يهدف عنصر التدريب في البرنامج بدوره إلى النهوض بقدرات المزارعين وصنّاع السياسات لزيادة إنتاجية المياه في ممارسات الزراعة المحلية- بغية رفع قيمة الإنتاجية لكل وحدة مائية مستخدمة.
والمعتزم أن توفر بوابة البيانات الشبكية للبرنامج المشترك بين المنظمة وهولندا معلومات عن ثلاثة حيّزات مكانية: هي المستوى القاري لكامل إقليمي إفريقيا والشرق الأدنى؛ المستوى القطري للبلدان ومستويات الأحواض النهرية؛ مستوى نظام الري المطبق.
وبفضل التمويل الإضافي، من المعتزم توسعة نطاق البرنامج لتشمل ثلاثة بلدان أخرى هي الأردن، ولبنان، وسوريا، فضلاً عن حوض نهر الأردن- والتي وقع الاختيار عليها نظراً لكونها تعاني من الإجهاد المتزايد في مستويات الشح الفعلي لمواردها الطبيعية المحدودة نظراً إلى تدفقات الهجرة المكثفة. وبذا، سيرتفع العدد الكلي للبلدان المشاركة في البرنامج إلى 18.
ويُنفَّذ هذا البرنامج الذي يعكس اهتمام هولندا بقضايا المياه في مجال الزراعة، على يد منظمة “فاو”، وبالتعاون مع معهد اليونسكو للتعليم في مجال المياه، والمعهد الدولي لإدارة المياه (IWMI)، مع شركاء آخرين.
المحيط الفلاحي : الفاو